تتجه انظار العالم في هذه اللحظات وصباح اليوم الجمعة الرابع عشر من ديسمبر صوب العاصمة السودانية الخرطوم حيث وضعت الشرطة السودانية في حالة تأهب قصوي علي خلفية الشح والندرة في الضروريات اللازمة لاستمرار الحياة بحدها الادني من الخبز والوقود ولاتزال الاغلبية الشعبية ترواح مكانها في صفوف الخبز دون جدوي وطوابير الحصول علي النقد والعملة الوطنية المنهارة في ظل محاولات غير مجدية ومرهقة للمواطن والحكومة من خلال استخدام بعض العربات والاليات الغير صالحة للسير في تفويج المواطنين وشحنهم في رحلة العودة الي منازلهم اذا جاز التعبير في مشاهد حية تجسد الاوضاع التي وصل اليها السودان اليوم. تتفاوت التحليلات والتوقعات لمجريات الامور في السودان ولكنها تتفق في ضعف فرصة النظام الحاكم في الاستمرار واستبعاد فرضية الحل الوسط في ظل احتمال ضعيف بان تتمخض الاوضاع عن عملية تسليم وتسلم للحكم في ظل العجز التام للكيانات المعارضة في بلورة مشروع متكامل للبديل ونزع فتيل الانفجار المتوقع بسبب هذه الحالة الضبابية. لاتزال ردود الافعال الاقليمية والدولية علي تطورات الوضع السياسي في السودان في مرحلة المتابعة والمراقبة ومن المتوقع ان تسفر اي احتجاجات جماعية في العاصمة الخرطوم عن زلزال من الاحتجاجات والدعم الدولي الفوري للحركة الجماهيرية والضغط الدولي المباشر علي نظام الخرطوم ودعوته للتنحي وتسليم السلطة خاصة في حالة الافراط في استخدام القوة ضد الاحتجاجات الجماهيرية المرتقبة والمتوقعة حسب ما ورد في دعوات صدرت من عدد من المنظمات الجماهيرية للتظاهر اليوم الجمعة. من اخطر ردود الافعال الداخلية المترتبة علي هذه التطورات النداء الذي اطلقة الكادر الاخواني المتمرد يوسف الكودة علي شكل رسالة ومناشدة لمدير جهاز الامن والمخابرات صلاح قوش قال فيها :
" ما الذى تستفيدونه لحين انفراط الامر فتكسر المحال التجارية بحثا عن المال والطعام ومطاردة الكثير من الشخصيات والرموز لايذائها وتخريب المحال العامة احسب ان هذا قريب جدا وحينها ولات حين مندم " وهو ما يتفق تماما مع التوقعات والتحليلات التي وردت في بعض المقالات ان لم تكن طبق الاصل تدعو الي العمل علي تجنب مثل هذا السيناريو الذي سيكون فيه خروج سافر علي نص التحولات والانتفاضات الشعبية التي حدثت في السودان من قبل في اكتوبر من العام 64 وابريل 1985.
ليس وداعا سيبقي الناس حافظين لودادك علي مر الاجيال والدهور الفنانة امبلينا السنوسي في ذمة الله العلي القدير مع الايمان بقضاء الله وقدرة هل هي صدفة ان يتزامن رحيل هذه المبدعة التي ارتبطت في اذهان الناس بحضورها القوي والمتميز في درة النشيد الوطني والملحمة العبقرية والكورالية لاحدث ثورة اكتوبر الشعبية 1964 مع لحظات المخاض التي يعيشها الشارع والامة السودانية اليوم في اجواء المواجهة مع نظام الفساد والاستبداد والامر الواقع الحاكم في الخرطوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد فضل علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست