:: رغم أن صحفنا نقلت الخبر، إلا أن ( سمح الغناء في خشم يدو)، كما يقول مثلنا الشعبي، ولذلك نقلت الخبر عن صحيفة (دنيا الوطن)، التي تصدر برام الله..( وقع معالي محافظ سلطة النقد الفلسطينية السيد عزام الشوا ومعالي محافظ بنك السودان المركزي الدكتور حازم عبد القادر أحمد بابكر، اليوم السبت في العاصمة السودانية الخرطوم، مذكرة تفاهم، بهدف توثيق أواصر العلاقة الثنائية المتميزة، وتعزيز التعاون المشترك؛ لدعم وتطوير العمل المصرفي والمالي في كل من جمهورية السودان ودولة فلسطين)..!! :: وكان هذا الحدث، مع إتفاقيات اقتصادية أخرى بين البلدين، عددها (18 اتفاقية)، بعد قرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان مباشرة..(خير وبركة)، لأن أخبار السودان ذات الصلة بفلسطين - طوال النصف قرن الفائت - لم تكن تتجاوز استقبال خالد مشعل وصواريخ اسرائيل..عندما يتصدر مثل هذا الخبر الاقتصادي قائمة أخبار صحف فلسطين، فهذا يعني أن لسان حال المناخ العام ( ماشين في السكة نمد)، على قول اليسار..!! :: وهنا أسطر، كتبتها يوم إستقبال بلادنا صواريخ إسرائيل، ويجب أن تُعاد بالنص ..: ( البلد حدادي مدادي كما يصفها الشاعر، وشعبنا تعداده ضعيف، ثم قوتنا العسكرية لاتختلف - عدة وعتادا - عن قوى السواد الأعظم من دول العالم الثالث..وهي قوة غير موازية لقوى الدول التي تخترق أجواء بلادنا وتقصف أراضينا ثم تجعل سادة الحكم يسألون بعضهم بعضا : الضرب كان بالصاروخ ولا بالطيارة؟..جهل الحكومة بنوع السلاح الذي قصفونا به جزء من جهل العالم الثالث، وكذلك ذاك الجهل بمثابة معيار يوضح فرق القوى بين عالمهم وعالمنا الثالث والأخير ..هكذا حالنا، ورحم الله إمرء عرف قدر نفسه.. :: وأمام حال كهذا، كيف على الحكومة أن تحرس حدود البلاد وتحمي شعبها من الغارات الأجنبية؟..فالإجابة بكل وضح : عليها أن تعترف بحجمها الطبيعي، وهو الحجم غير المزيف بالإعلام الساذج والخطب الحماسية الشتراء.. ثم عليها أن تكافح أسباب الغارات كما تفعل كل الدول ذات الأنظمة الراشدة التي تلعب في المضمار الدولي لصالح أوراق شعوبها فقط لاغير.. نعم، لقد آن الأوان بأن تتعظ الحكومة وتفهم الدرس وتلعب لصالح (ورق الشعب فقط لاغير).. :: وفليفسر من يشاء ما بين الأقواس كما يشاء، بشرط أن يصطحب في تفكيره مصالح ( شعبنا فقط لاغير)، وليس أي شعب آخر .. ومن الغباء أن تفكر حكومة ما في تحرير أي شعب من أي إستعمار، بيد أن شعبها يصطلي في نيران الحرب والفقروالنزوح واللجوء.. فالتفكير السليم هو بداية الطريق إلى حماية البلاد و رفاهية الشعب..تحسين الدفاعات الجوية ليس حلاً، ولا شراء المدافع خصماً من تعليم وصحة الشعب، بل يجب تحسين النهج السياسي بحيث يحدق في مصالح (الشعب فقط لاغير)، ثم يخطط ويعمل لتحقيق هذه المصالح ..) :: تلك هي الأسطر.. ومنذ الإستقلال - و الى يوم رفع العقوبات الأمريكية - يطالب شعبنا حكوماته بما (بين السطور)..نعم كثيرة هي لغات الكون، ومع ذلك تبقى لغة المصالح هي الأقوى والأوسع إنتشاراً في عالم اليوم.. وهي لغة لا تُنطق، بل تُمارس كأي مهنة..ولا مكان اليوم للمثالية - والعنتريات - في خارطة العلاقات الدولية..لغة المصالح فقط لاغير..( إمسك لي و إقطع ليك)، ، ( حقي كم؟)، أوهكذا قواعد اللغة التي تتكلم بها الدول بعد أن تغسل ( وشها بالملح)..وما لم تتعظ هذه الحكومة - وكل الحكومات القادمة- ثم تتقن لغة العصر، فعلى الشعب القبول بالعيش تحت خط الفقر والحرب (مدى الحياة)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة