نظر الشيخ حسن الترابي إلى ساعته غير مرة.. كان الشيخ يتحرق شوقاً في انتظار وفد الجبهة الإسلامية الذي زار دولة الصين لبضعة أيام.. جاء الوفد وقدم تقريراً فضفاضاً عن تلك الرحلة.. بين الفنية والأخرى كانت أعين الشيخ تقفز من وراء النظارة باحثة عن الخلاصات.. حينما همّ رئيس الوفد بالانصراف تذكّر الشيخ الترابي النثرية الضخمة التي خُصِّصت للوفد الذي عاد بخفيّ حنين.. قال الشيخ بسخريته اللاذعة: " يا أخونا موضوع النثرية ده ، يوم القيامة حتقولو عنو شنو؟". أمس صرح النائب متوكل محمود نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني بأن لجنته سترسل وفوداً خارجية إلى أمريكا وأوربا وآسيا وإفريقيا.. كان بالإمكان أن يقول النائب إن البرلمان سيزور كل القارات وذلك لأننا لا نملك سفارة في قارة إستراليا.. الوفود البرلمانية هذه ستتحرك في عطلة البرلمان لتفتيش عشر سفارات.. مهمة الوفود حسب وجهة نظر النائب الوقوف على عمل الدبلوماسيين ومقار السفارات.. وأكد النائب أنهم نفذوا مهمة في سفارتنا بتشاد لكنه لم يمنح المواطن تفاصيل نتائج التفتيش. قبل الاسترسال في الجولة البرلمانية القادمة علينا أن نتوقف عند الاضطراب في الإدارة الحكومية.. في الأسبوع الماضي وصل الاستصراع على ملف إنجاز رفع العقوبات عن السودان الاستشهاد بخبراء أجانب.. لكن علينا أن نذكر الخلاف الذي نشب بين وزارة العدل وديوان المظالم حول الاختصاصات.. ديوان المظالم أكد أن من حقه إجراء تفتيش مفاجيء لأي وحدة حكومية.. وبما أن المراجع العام يمتلك ذات الاختصاص يصبح تضارب الاختصاصات شيئاً من الفوضى. نعود لملف بعثة البرلمان التي ستتجول بين القارات.. طبعاً هنالك مقاعد على درجات فوق السياحية بجانب نثريات دولارية.. لماذا يضطر البرلمان إلى الطيران بين القارات.. إذا كانت هنالك شبهات لماذا لا يتم استدعاء السفير المعني أو حتى وزير الخارجية ذات نفسه.. حينما يتولى البرلمان مهاماً فنية من اختصاص جهات مثل المراجع العام هذا يعني التشكيك في قدرات هذه الاجهزة ..ثم إن علينا النظر في تكاليف هذه المراجعة البرلمانية.. كل ميزانية وزارة الخارجية نحو اثنين وستين مليون دولار.. كم سينفق البرلمان لمراجعة هذه الميزانية البائسة؟!. قبل نحو عامين أصرت وزارة العدل على إرسال بعثات قانونية للعمل في السفارات الخارجية.. رغم أن وظيفة الملحق وظيفة متوسطة يخضع شاغلها لإمرة أصغر دبلوماسي إلا أن الكشف الأول كان يحوي أسماء مستشارين كبار.. يزداد لمعان الاسم كلما كانت السفارة المقصودة تنتمي للعالم الأول.. كان الحماس للبعثات القانونية كبيراً رغم أن هذه البعثات لا تستطيع أن تترافع أمام محاكم تلك البلدان.. بصعوبة أفلح وزير الخارجية في إقناع الحكومة بسذاجة الفكرة. في تقديري.. أن البرلمان بهذه الخطوة يساهم في إهدار الموارد الشحيحة أصلاً.. إذا ما انعدمت الثقة في أجهزة المراجعة المتخصصة على البرلمان شراء هذه الخدمة من ذات البلدان.. أي مكتب مراجعة متخصصة يمكنه أن يقوم بهذه المهمة بكفاءة عالية وتكلفة أقل. بصراحة.. صرف البرلمان على الوفود الخارجية أصبح مكان تساؤل.. حينما زرنا تركيا في أكتوبر الماضي كان نواب في البرلمان التركي يشتكون من أن رصفاءهم في البرلمان السوداني لم يتركوا لهم فرصة زيارة السودان.. الإشارة اللمّاحة تعني كثرة الطلّة. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة