*كم رئيساً تعاقب على البيت الأبيض منذ أيام بوش الأب؟.. *وبالمقابل: كم رئيساً بمنطقتنا ما زال- ما شاء الله عليه- يحكم منذ ذاك الوقت؟.. *لا تحاول حصرهم، فستوجع قلبك أكثر مما هو موجوع.. *ولا تحاول عد سنوات أعمارهم - لا حكمهم- لأنها بعدد لحظات أحزانك.. *والأهم من ذلكم، لا تحاول أن تسأل عن السبب.. *فستسمع الجملة ذاتها التي تتردد في كل دول الواحد، والزعيم الأوحد.. *تتردد بهذا النص لعشرات السنين: نحن لسنا جاهزين.. *بمعنى لسنا جاهزين لديمقراطية حقيقية ذات انتخابات حرة.. *ولكنا جاهزون (بالحيل) للقهر والكبت والسحل و(الضرب على القفا).. *ولا أدري سنجهز متى والعمر يمضي بالشعوب المسكينة؟.. *ولو خشيت كل أم على طفلها من تجربة المشي إلى أن يجهز فلن يمشي أبداً.. *وكذلك الديمقراطية تمر بتجارب الحبو ثم المشي ثم الجري.. *وديمقراطية بريطانيا- مثلاً- زحفت على الأرض لنحو عقد من الزمان.. *ثم تعلمت المشي في زمن لا يقل عن ذلك.. *والآن هي تجري بينما ديمقراطية عالمنا الشمولي لم تولد من رحم الغيب بعد.. *أو ربما وُلدت- كحالنا في السودان- ولكنها تُوأد سريعاً.. *والذريعة أنها فشلت رغم إنها لم تتعلم الرضاعة بعد، دعك من الحبو.. *ونظل نعيش في الألفية الثالثة بعقلية القرون الوسطى.. *أو نعيش بهيئة ديناصورات منقرضة ينظر إليها العالم المتحضر بغرابة.. *أو باختصار، نعيش في الجانب المظلم من الدنيا.. *ثم الشيء العجيب: لا يشعر المتسببون في هذه الفضيحة بأي قدر من الخجل.. *فسعادة أنهم (خالدون) تنسيهم النظر إلى ما حولهم.. *ومن قبل سماهم الصحفي نبيل الخوري (الذين يقعدون ولا يقومون).. *فهم لا يقومون إلا إذا (قام) ضدهم انقلاب مضاد؛ ونجح.. *أو إن (أقامهم) من كراسيهم - بعد طول قعود - ملك الموت (غصبا).. *والآن أشعر بمرارة شديدة إذ أتابع الانتخابات الأمريكية.. *وأحسد الشعب هناك على ما هو فيه من (حيوية) محرومون منها نحن.. *فالشعوب بحاجة إلى حيوية سياسية من حين لآخر.. *حيوية يمثلها الإحساس بحرية الإسهام في صنع واقع سياسي جديد.. *فالشعوب - كما الأفراد- تمل كثرة (التكرار).. *تكرار الوجوه، والسياسات، والقرارات، والضغوطات، وحتى (العبارات).. *ونحن عالمنا يعج بوجوه تفوق فصول العام تكراراً.. *ويا بختكم يا أمريكان على حظكم.. *سنكون مثلكم حين (نجهز!!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة