سبعة وعشرون عاما ولم نستطيع أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع . إلى أين نسير يا سعادة المشير . مشير مايو ليس كمشير يونيو لان الأول لم نعرف له مزرعة ولا بيت فى العمارات أفخم أحياء الخرطوم فى ذلك العهد وبدرالدين محمود يختلف عن حمدى بدرالدين الذى لم يجد قيمة الدواء أو مشوار الأمجاد للمستشفى . تغيرت النفوس وإنقلبت الموازين وأصبح الدين شعاراً وتجارة والتهديد بالقوة شطارة . الزيادات الأخيرة قد سبقتها زيادات كثيرة وإرتفاع فى سعر الدولار وقوانين تحكمها وعقوبة للمخالفين لكنها لم تغير فى الحاصل ولم تحافظ على قيمة الجنية ولم تنقذ إنهيار الإقتصاد ولم توقف التمرد ولم تقدم فى التنمية . إلى أين نسير ياسعادة المشير إذا سألت عن الصحة لم نصل مستوى دول الجوار التى يذهب اليها المرضانا وإذا سألت عن التعليم تظهر لك نتيجته فى ما يسطره طلابنا فى مواقع التواصل من كلمات وجمل يقال انها عربية وما تشاهده أعيننا فى قاعات الجامعات المختلطة وثقافة الكلمات الدخيلة فى مواقف المواصلات حتى أصبح التعليم بالكم وليس بالعلم وإذا سألت عن المواصلات أصبحت بالركشات بعد أن كانت ببصات أبورجيلة والمؤسسة العسكرية وقطارات الوحدة والمشترك وإذا سألت عن الزراعة المروية لم يتبقى سوى مشروعين أو ثلاثة من عشرات المشاريع التى كان إنتاجها يصدر الى الدول العربية والأروبية والاسيوية وغيرها الكثير. إلى أين نسير يا سعادة المشير أذا بحثنا عن ترتيبنا فى أى إستبيان أو بحث نجد أنفسنا فى ذيل القائمة من ناحية التنمية والإنتاج والإقتصاد وفى رأس القائمة فى الجهل والفساد والتخلف والفقر واللهو والله المستعان . إدارة الدولة لا تحتاج لخبراء وإستشاريين دوليين ولا إلى ولاة ومعتمدين لكنها تحتاج للإيمان بالله حقا والتوكل عليه وإتباع ما أمر به وإجتناب ما نهى عنه وتحتاج للعدل والمساواه وتطبيق الشرع كما أنزله فى كتابه وطبقها نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ومن بعده من الخلفاء الراشدين والتابعين حيث نشأت الدولة الإسلامية الأولى بالتوحيد والإخلاص والعدل والتسامح حتى وصلت حدودها الى اليمن والشام وهم لا يملكون دينار ولا درهم ولا نيل ولا أرض خصبة وجاء من بعده الخلفاء الراشدين منهم من تبرع بكل ما يملك لنصر الإسلام والمسلمين وترك للأهله الله ورسوله ومنهم من عدل ونام تحت الشجر بدون حرس ومنهم من تميز بالشجاعة والحق ومنهم من بحث عن الفقراء ليتبرع لهم بقافلته المحملة من الشام والتجار يغرونه بالمال ومنهم من فتح المقدس والقسطنطينية وهدد الفرس والروم ومنهم من يبحث عن الفقراء ليعطيهم من مال الزكاة و نثر الحب على رؤس الجبال حتى لا يقال مات الطير فى بلاد المسلمين ولك فى سيرتهم شاهد. إلى أين نسير يا سعادة المشير هل نظرت من شرفة منزلك على مد بصرك لترى كم من محتاج وفقير يستحق الزكاة لانه لا يجد قوت يومه وهل مر موكبك على بوابة المستشفيات لتشاهد حال المرضى ومرافقيهم وهل دخلت مدارس فى القرى لتتعرف على حال طلابنا كيف يجلسون ويدرسون وهل وقفت على الشارع فى إنتظار المواصلات أم قطع عندك الغاز وأطفالك جوعى . إلى أين نسير يا سعادة المشير ليس بالزيادات ولا بتحرير الدولار نسد العجز أحصر الوزراء الاتحاديين والولائيين وأعضاء البرلمان ومساعدى الرئيس والمستشارين والمعتمدين ورؤساء ومدراء بعض الأجهزة الحكومية والتنفيذين والمنتفعين الحزبيين والمعارضين إسميا ويتلقون إعانات ودعم من الدولة هؤلاء بمخصصاتهم تكفى لسد العجز وتثبيت سعر الدولار . إلى أين نسير يا سعادة المشير ، نحتاج لعدل ومحاربة الفساد والوطنية المخلصة والتنمية والإهتمام بالتعليم والصحة والزراعة والصناعة ودعم الثروة الحيوانية والإستثمار هى التى ترفع قيمة الجنية وتحسن الإقتصاد وتؤدى للتنمية والتطوير . إن كان هناك إستثمار يجب أن يكون فى التعليم والصحة والزراعة والصناعة هى أساس الدولة . لنهتم بالصمغ العربى والتوسع فى زراعة وصناعة السكر والسمسم والأعلاف فهى كافية لتنمية وإستقرار قيمة الجنية مقابل الدولار. إلى أين نسير يا سعادة المشير ليس بالقوة وتكميم الأفواه وزيادة المواصلات والسلع ينخفض الدولار . لقد حُصرنا بالحظر سنين وفرض علينا فصل الجنوب الذى تسبب فى ضياع الكثير ولم يشطب إسم السودان من قائمة الإرهاب لا عفى من الديون رغم كل التنازلات والأنظار تتجه نحو دارفور والشرق ولم ننتبه ولم نتعظ . مازلنا نسجل فى الأحزاب الجديدة التى كانت سبب تأخرنا ومازلنا نحاور ونفاوض ونراضى لمن عارض ولم ننجح غير إننا أضعنا وقتنا ومالنا وكثر معارضين وأعداءنا . منح البعض سلطة ونفوذ أصبح يستعملها فى التهديد والسيطرة والتسلط وأصبحت القبيلة هى أساس التوزيع فى التعليم والوظيفة والخدمات . حتى الصحافة التى إعتبرناها المعارضة السلمية الوطنية التى تحارب بالقلم من داخل الوطن لتطلع الحكومة عن الفساد والإخفاقات والأخطاء كسرت أقلامها ومزق أوراقها . إلى أين نسير يا سعادة المشير .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة