يعكف جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي ( FBI) ورجاله على تفتيش جهاز حاسوب محمول عمره أكثر من عشر سنوات..الحاسوب والجنرال كومي سيحددان الرئيس القادم لأمريكا ..بدات القضية قبل أعوام حينما كشف جهاز التحقيقات أن هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها استخدمت حسابها الشخصي في الشبكة العنكبوتية لإرسال رسائل كان من المفترض أن تمر عبر حسابها الرسمي في وزارة الخارجية ..أهمية الأمر أن حساب الخارجية مؤمن ويصعب اختراقه مقارنة بالحساب الشخصي ربما كانت تلك الثغرة التي يمكن أن تتحطم عندها آمال كلنتون في تحقيق رقم قياسي جديد يضعها كأول سيدة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية.. القضية تجددت عقب ابتدار مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقاً رسمياً شمل عدداً من مساعدي كلنتون..انحسرت الأضواء في يوليو الماضي حينما أصدر المكتب تطمينات أن المخالفة لم تصل مرحلة الجريمة، وقبل نحو أسبوع عاد مدير الـ (FBI) ووجه خطاباً إلى لجنة في الكونغرس يفيد أنهم وجدوا مزيداً من الرسائل في حاسوب قديم ذَي صلة بهوما عابدين مساعدة كلنتون ذات الأصول العربية، وأنه يحتاج إلى وقت ليحدد أهمية الرسائل . رسالة الجنرال الأمريكي هوت بأسهم كلنتون، خاصة وسط النساء الجمهوريات اللائي كن قد شققن عصا الطاعة داخل البيت الجمهوري..ترامب الذي يجيد القفز من الحفر في عالم الاقتصاد وجد الفرصة مواتية وسدد ضربات لغريمته هيلاري ووصفها بالفاسدة التي لم تستطع السيطرة على (إيميلها )..بعد تلك الضربة تقلص الفارق بين كلنتون المتقدمة وترامب إلى نحو يقترب من هامش الخطأ..رغم ذلك مازالت كلنتون متصدرة بفارق يقل عن الخمس نقاط في معظم استطلاعات الرأي وذلك قبل يوم من الانتخابات آمال جديدة عادت لمعسكر كلنتون البارحة، حينما أعلن ذات الرجل العابس أن تقديراتهم حول مستقبل القضية لم تتغير عن الموقف المعلن في يوليو الماضي، والذي قدر الأذى بأنه لا يصل إلى مرحلة تقديم كلنتون إلى القضاء..بيان جيمس كومي الجديد جعله تحت القصف الشديد من مجموعة ترامب، فقد صرح عضو بارز في الحزب الجمهوري أن الضابط الرفيع تعرض لضغوط لتبرئة ساحة هيلاري كلنتون قبل المنازلة المقرر لها اليوم في تقديري الشخصي ستنتصر هيلاري كلنتون في نهاية هذا اليوم..رغم أن خصومها قد سببوا لها الأذى الجسيم خلال الأسبوع الحاسم، إلا أنهم لم يفلحوا في تقديم دونالد ترامب كقائد يمكن الثقة فيه..من العوامل التي ستساعد كلنتون وقوف جميع الديمقراطيين من ورائها ..كما أنها تحظى بدعم رئيسين لهما شعبية كبيرة، هما أوباما وبيل كلينتون ..الأمريكيون المولعون بالأرقام القياسية سيدعمون هيلاري، كما فعلوا قبل ثمان سنوات مع أول مرشح من أصول إفريقية بصراحة ..ان صدقت تنبؤاتي أو كذبت ستظل أمريكا دولة تقدم انموذجاً في الحكم الراشد، وسيادة حكم القانون ..لو حفظ الجنرال جيمس كومي ملف المراسلات لمزيد من التحقيقات لتم تتويج هيلاري حتى قبل أن يتوجه الناخبون إلى شاشات الاقتراع الإلكترونية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة