ماهي بريطانيا العظمى؟ ماهي الأراضي الجديدة؟ من هم أجداد الأمريكان؟ نعم! فقد أفلت شمس الحضارة الإسلامية العربية وإنتقلت إلى أوربا والتي كانت قُبيل ذلك، تغط في نوم عميق من التخلف، الجهل، والجوع... تشرب الأوربيون بالعلم العربي وهذه حسنة وتنازل العرب عن كرسي الريادة وهذه سئية! إذاً، نهض الرجل الأبيض وجال ببصره يمنةً ويسارا وإتجه شرقاً حيث كل شئ بِكر: الإنسان يعيش على الفطرة ... الأرض بخضرتها وغاباتها وحيواناتها يسيل لها اللعاب! إنها أفريقيا بلد السود... بلد الزنوج. بدأ الإنسان الأبيض الغربي، ما أسماه – يومها – بالكشوف الجغرافية وقد إكتشف مجاهيل أفريقيا وإكتشف بلدان يعيش فيها الإنسان الأسود عارٍ وحافيٍ القديمين وإكتشف نيلها العظيم، نهر النيل ومنابعه. نادى الإنسان الأبيض ذويه وشجعهم على الهجرة إلى هذا العالم الجديد فجاؤا وهم لا يصدقون أن هناك عالم غير أوربا وإنسان غير الإنسان الأبيض ولما طاب بهم المقام وطال فكروا أول ما فكروا فيه، إستغلال الزنوج كخدام وعبيد ثم نهبوا ثرواتهم وأطعموا بها مصانعهم في أوربا. تحولت بلدان أفريقيا إلى مستعمرات.... كل دول أوربا إشتركت في ذلك حتى أن بريطانيا قد سميت: الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها! ومن هنا جاء مسمى بريطانيا العظمى ومنها من إستن الإستعمار الإستيطاني كفرنسا.... تُرك الإنسان الأفريقي على جهله وزيادة وهذا ما نشهده الأن من تخلف (مدقع!) شمل حتى الطبقة المتعلمة والتي إتبعت نفس أسلوب المستعمر في إذلال الشعوب بعد عهود الإستعمار المريرة. الإنسان العربي، يسكن في قارتين هما: شمال أفريقيا وآسيا والحال به لا تقل سوء عن حال الإنسان الزنجي في أفريقيا.... عندما أجبر العرب الرجل الأبيض من الخروج من أراضيهم، خلفوا ورائه سياسة: فرق تسد فتحارب الأشقاء على أتفه الأمور وهذا ما أشار إليه ترامب (بتاع!) أمريكا بعد توليه كرسي الحكم. بالطبع، كنس الرجل الأبيض المستبد أثار الدولة الإسلامية التي كان عليها الأتراك العثمانيون. وإذا عدنا إلى بريطانيا العظمى نقول: إنها أصبحت سيدة العالم وتتحكم فيه ما تشاء! فقد وضعت فلسطين تحت الإنتداب وفي عام 1917م، أعطتها إلى اليهود لتكون لهم وطناً.... عُرف ذلك في التاريخ المعاصر، بوعد بلفور وهو وزير خارجية بريطانيا حينئذ.... في عام 1948م، تم الإجتياح اليهودي لفلسطين تحت شعار: العودة إلى صهيون وهو جبل في فلسطين ومن هنا جاءت تسمية اليهود بالصهاينة!. في عام 1967م وقعت حرب بين الدول العربية مجتمعة ودولة إسرائيل والتي من ورائها الغرب وكما هو متوقع، إنتصرت إسرائيل. شاخت بريطانيا العظمى وسلمت أمر اليهود إلى أمريكا والتي صارت قوة عظمى: سلاح فتاك، مال، رجال وأساطيل حربية. نعود إلى امريكا والتي تولى رئاستها الجاهل ترامب من الحزب الجمهوري وقبل أن نرد على خطابه بمناسبة توليه الرئاسة، نرجع إلى تكوين وإنشاء وتأسيس أمريكا... لم تكن أمريكا معروفة لدى العالم إلا عندما سير البحار الإنجليزي خرستوفر كلومبس سفينته وإتجه صوب المجهول لإكتشاف (ما إذا كانت هناك حياة ويابسة فيما وراء مياه المحيطات المتلاطمة...... عندما نوى كلومبس ذلك الإبحار الخطير، جهزت له بريطانيا العظمى رجال ليكونوا معه وهم: مرتادي السجون والمجرمون وشذاذ الأفاق فإن هم وصلوا إلى أرض يابسة، فهم أحرار وإن ماتوا فذاك عقابهم. بعد شهر من الإبحار، وصل كلومبس ورجاله إلى اليابسة ووجدوا هناك أناس أسموهم الهنود الحمر وسميت أمريكا حينها بالعالم الجديد أو الأراضي الجديدة وبدأ الغرب الأوربي بالتوافد إلى أمريكا (الولايات المتحدة).... ورويداً رويدا قضى الأمريكان البيض على السكان الأصليين والذين عرفوا بالهنود الحمر ..... هل تسمع لهم خبراً الأن؟! هؤلاء هم أجدادك يا ترامب: مرتادي السجون وشذاذ أفاق! ونعود إلى خطاب ترامب بمناسبة توليه كرسي الرئاسة في أمريكا، نقول: قال أن البيض أفضل من الأفارقة والعرب وأن الرجل الأبيض مرشح إلهياً لحكم وقيادة العرب والأفارقة والذين لا يفهمون وإستشهد بما يجري الأن في الدول العربية من قتال (العراق، سوريا، اليمن، ليبيا) وإستشهد بجنوب السودان ونيجيريا لما يجري من قتال هناك في أفريقيا، قتال بين الأفارقة فيما بينهم. نسي ترامب أن الحضارة الأوربية والأمريكية كانت بذورها العلوم العربية الإسلامية (الرياضيات، الطب، الهندسة....الخ) ونسي أن أمريكا نفسها قامت بمجهود الزنوج الأفارقة والذين هُجِّروا إلى أمريكا للقيام بزراعة وحصاد القطن! خطاب ترامب، يخلوا من أساسيات اللياقة والذوق والأدب واللياقة فقد تسلم كرسي الحكم من رئيس أسود هو باراك أوباما.... ألا يحق له إبداء الإحترام والسود من خلف أوباما؟! لغة الخطاب (شوارعية) ولا تنم عن رجل يقود العالم الذي يفور إلى السلام وبر الأمان فقد وصف العرب والأفارقة بالتخلف وشرب الخمر والرقص والزنا والشعوذة والدجل. ذاك هو خطاب الرئيس الأمريكي ترامب لنرى ما هو رد الفعل العربي والأفريقي؟ نأمل أن يفيق العرب والأفارقة من النوم الطويل والتعامل بجدية مع الغرب الأوربي الأمريكي فهل سمعنا؟!
وأن أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة