:: (خم الرماد)، مصطلح شعبي يعني الكثير، ويسبق شهر رمضان بيومين أو ثلاثة .. ولكن ( خم المواطن)، ويجب أن يصبح مصطلح حكومياً، هو ما يحدث في مثل هذه الأيام .. فالتشكيل الحكومي الجديد يقترب، و يوميا تجد مسؤولاً أو أكثر على صفحات الصحف وهو يجتهد في ( خم المواطن)، ليحجز مقعده في الحكومة القادمة .. والمدهش، لن تجدهم يحدثونك عن السنوات الفائتة - وما أنجزوها أو أخفقوا فيها - بحيث يتم التقييم، ولكنهم يحدثونك عن السنة القادمة ومصباحها السحري الذي سوف يحقق كل غايات الشعب ..!! :: وعبقريون هؤلاء الكرام في ( خم المواطن).. كلهم.. ولكن على سبيل المثال نستعرض ما يحمله المصباح السحري لوزارة التجارة الخارجية بحيث يكون من انجازاتها المرتقبة في حكومة ما بعد الحوار الوطني.. فالدكتورعيسى ترتيب شاطر، مدير إدارة الصادر بوزارة التجارة الخارجية، يقول لهذه الصحيفة يوم أمس بالنص المراد به ارسال بشرى سارة للمواطن : ( في هذا العام، سوف يتم تصدير الحمير وأرجل الدجاج والعقارب والشتول و الملوخية والرجلة - كصادرات جديدة - للصين و المكسيك ودول أخرى)..!! :: ممتاز، ولن نبخس قيمة أي صادر من هذه الصادرات الجديدة .. لن نبخس، فكل مُيسر لما خلق له.. أي كما هناك دولاً في هذا الكون تصدر التنكلوجيا والسلاح والقمح والبترول والفواكه وغيرها من ضروريات الحياة، فان هناك دولاً أخرى قدرها أن تصدر العقارب والحمير وأرجل الدجاج وسيقان ود أبرق وغيرها من الأشياء.. فالمهم لبلادنا صادرات جديدة .. ( نمسكها واحدة واحدة) بالتحليل والتعليق، لكي لا تتم عملية ( خم المواطن).. وعلى بركة الله، نبدأ بصادر العقارب المستهدف به الصين ..!! :: قبل محاصرتها بزيادة الجمارك والأتاوات، فتاة سودانية اسمها كوثر هي التي إكتشفت حاجة الصين الى العقارب، ثم نفذت فكرة جمع العقارب في مزارع ثم تصديرها بسلاسة لفترة ثلاث سنوات، وتأتي بعائد الصادر .. ولكن عندما اكتشف السادة بالحكومة نجاح تجربة كوثر لم يدعموها ولو معنويا.. ولكن حاصروها بالأتاوات، ثم سموها بمهربة العقارب، وأشانوا لسُمعتها .. كل هذا العقاب لأنها بادرت ثم نجحت.. ويبدو أنهم قد عقدوا العزم على إحتكار التجربة الناجحة وتحويل ما كان تهريبا للعقارب إلى صادر عقارب ..أما الحمير، ولأنها من ذوات الوزن الثقيل، فمن المتوقع إحتكار تصديرها بواسطة ( الداراوي للتجارة العامة ).. !! :: وبالمناسبة، لماذا تكون الحمير من الصادرات الجديدة ؟..فالشاهد أن عمر الثروة الحميرية في بلادنا أقدم من عمر الثورة المهدية؟.. لقد تأخرت وزارة التجارة في اكتشاف هذا الصادر العظيم، وأهدرت حميراً كثيرة في فيافي البلاد وبطون الكلاب..عفواً، فالكلاب التي ظلت تنهش لحوم هذه الثروة القومية ( الحمير) طوال القرون الفائتة، فهي أيضاً تصلح بأن تكون من الصادرات الجديدة.. !! :: ولكن ما المقصود بأرجل الدجاج التي شملتها قائمة الصادرات الجديدة؟، و لماذا الأرجل؟، ( بتلعب باكورد مثلاً؟)، أم ذات خبرة في المارثون؟.. وهل الأفضل - كعائد صادر- دجاج بأرجله أم أرجل بلا دجاج؟..أي لن يفكروا في رفع حجم الإنتاج بحيث يكفي ويفيض لحد تصدير الدجاج (كاملاً)، فالتفكير في الأرجل فقط.. وهكذا الفكير العام، يشغل الناس بالجزئيات لعجزها عن الكليات ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة