الزول قعد في الحِلّة، و قُعَاد الحِلّة بيجيب الذٍّلة.. الزول شاف ليهو بنت سمحة..غنى ليها وقال: “إحِب الخَدار، لو كان عَدار”. قالت ليهو: “تحِب شنو، وإنت أكلك قُوَال، ورُقادك شُوّال؟ إنت حَالكْ دَا، حَال خَدار”؟ “القُوَالْ” هو المُفاضلة التي تقع بين صاحب العمل والشغيلة، للاتفاق على بيعهم الجُهد والعرق، مقابل دراهِم معدودات.. من هذا “القُوَالْ” استخرج كارل ماركس وإنجلز، نظريتهما عن “فائِض القيمة”. زولنا اشترى حُجارة البطارية للرّادي. جهّز مَعونتو وصُرارو، ورفع عِدّتو وهِديماتو في الخُرُج. حَقَبْ سَفروقو، وخلاص بِقى مَارِق.. قُعَاد الحِلّة بيجيب الذّلة. في طرف الحِلّة سِمع الغَرنوق الحَنين يقوقي.. الزّول هزَّ راسو وبَكى، وقال لأهل الُمراح: أنا تاني لي قِدّام، معاكُم ما بمشي، الكَلَكَة الفوقها الغرنوق دِي، أفوتا أمشي وين..؟ الكَلَكَة فوقها عجوزنا البِي قرْعَتا، سلّتْ سيسبانايتا، وكرِّتْ كربايتا، وكليكتنا كمان، النّبق بِي تِحتا، أنا تاني لي قِدّام، معاكم ما بمشي. الكَلَكَة بلد الرُّز، وبلد الوِزْ، وبلد النُّقارة البِتعملْ دُزْ.. الكَلَكَة بلد الوَرَلْ الكبير، المَا بِيَفِزْ.. أنا تاني لي قِدّام، معاكم ما بمشي. زولنا قعد في الحِلّة وبقى غنّاي: الكَلَكَة فيكي بحيرة كِندي، فيكي البشني والبَردي، وفيكي العَقشْ والفَايَة، وفيكي الدّحل الأبيض، وغزال أنسوح العَصُرْ جَايَة. الكَلَكَة فيكي حَلُّوف أبْ جَكّة، ودا برنامجو براهو.. ناس بيقولوا لحَمو حلال، وناس بيقولوا لَحَمو حرام.. الفُقرا عرضوهم، من هِنا لِي بيت مكّة، وما قَطعوا شَكّا. الكَلَكَة فيكي جبل دنقو، فيكي القنا، فِيكي بُوطة الرّاية، فِيكي الطّلح أُم فَخّاية.. “أُمْ فخّاية، نوع من العيش زي المريق، يؤكل بالسَّمِن”.. قُعَاد الحِلّة بيجيب الذّلة.. أها وكيف الدّبارة؟ زولنا شال عصاتو ومرق واشتغل ينقزاية.. البنقزاية يجي العاصِمة كَدّارِي، أو على ظهر حمار، أو فوق ضَهر تور. يجي سايق البَقَر كسّارات الهبيش،عشّايات الضيفان بلا نار.. يسوق ذوات القرون، من جنوب دارفور في شهرين، والتّاجِر سيد المُراح، يلْحَقو في أُم درمان بالطيّارة، ويرجع بي عربية.. البنقزاية يَقُص أثر حملة هكس باشا، صدوداً نحو أُم درمان، يحَاحِي المُراح في شهرين، من طرف السودان الغربي .. أكان زانَقتْ معاهو احتمال يصل البَحر في ميّة يوم.. باللّيل يشتغل شُغل الحُمار، وبالنّهار يِتْلبَّسْ ويدخل العَمَار، التّقول مُوظّف. الزول سأل الله، وقال: يا رب قبل الممات، تقسم لي تلاتة حاجات: تديني تلات نَساوين، دِي صغيرة يا دُوبها جات، ودِي أُم الوِليدات، ودِي مَرَا “هيَقمْ” تعقِد الرّايات.. يا رب تديني سبعة وِليدات: السبعة كلهم صالِحين، إلا وِحيداً فيهُنْ، يعيش شخبات لخبات، ويومي يمرُق يجيب مُشراط.. يا رب ترزقني، أسوي لي بَقَرَات: في لُبّهِن غِنيمَات، ينشِقِنْ تُراب دارفور، يأكُلِن مُخدِّرات، وإن دَرّتْ يجِنْ كاسّاتْ، يعكِّنْ البُوّاط ،الجّدعة تِحت التُّور، والتّنايا مِجديّات”. المرأة الهيقمْ هي صاحِبة الرأي والتدبير. والنشوق والدرت، هو ترحال الرعاة الموسمي في غرب السودان، وهما أشبه برحلَتي الشتاء والصيف في صحراء الحِجاز.. والبُوطة هي الغابة، هي ضهرة الخلا، وتَبَسَه الأخضر الكاسِي.. أها، كيف الدَّبارة، مع الرزق المقسوم، بين التّعب والذِّلة؟ akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة