عقار والحلو.. حريق الغابة والجبل smcنشر في النيلين يوم 31 - 05 - 2017 جاء بيان ضباط الجيش الشعبي بإقالة مالك عقار من رئاسة الحركة الشعبية وإقالة ياسر عرمان الأمين العام للحركة وأحمد العمدة بادي من منصبه حاكم وقائد الجبهة الثانية في النيل الأزرق كأحد السيناريوهات المتوقعة بعد الخلافات التى ضربت قيادة الحركة مؤخراً. وسبق ان اصدر مجلس التحرير التابع للحركة قراراً بإبعاد ياسر عرمان عن الامانه العامة للحركة الا ان عرمان وعقار رفضا قرارات المجلس باعتبار انه غير منتخب لكن يبدو ان الحملة المستعرة بين قيادات قطاع الشمال لم تزل قائمة ، ويبدو ان بيان ضباط الجيش الشعبي جاء لإستكمال قرارات مجلس التحرير الذي يقف الى صف عبد العزيز الحلو. ثمة رابط بين عبد العزيز وبيان ضباط الجيش الشعبي حول اقالة عقار وعرمان لجهة ان البيان حمل ذات الإسباب التى استند عليها عبد العزيز الحلو في تقديم استقالته مسبقاً وعلى رأس تلك الأسباب الفساد المالى لعقار وعرمان والعنصرية والخيانه . يبدو ان ابعاد عقار وعرمان عن الحركة الشعبية اصبح مطلب القيادات والقادة العسكريون للحركة وصرح بذلك عبد العزيز الحلو ابان الإجتماع الذي اداره سلفاكير ميارديت خلال الشهر الماضي بغرض احتواء الأزمة التى نشبت بين القيادات الثلاث. وعلى الرغم من عقار وعرمان حاولا امتصاص غضب الحلو والوصول الى تسوية الا ان الأخير كان هدفه ابعادهما ، ولما كان الحل الأسلم لحل الخلافات بين قيادات الحركة بقيام المؤتمر العام للحركة ، واقترح عقار وعرمان ان يظل ياسر عرمان اميناً عاماً للحركة الى على ان يقوم بتقديم استقالته في المؤتمر العام كما طلبا من الحلو مخاطبة مجلس التحرير لإلغاء قراره ، الأمر الذي رفضه الحلو بحجة ان لاسلطه له على المجلس ، وماهي الا ايام معدوده وجاء بيان ضابط الجيش الشعبي بالنيل الأزرق حاملاً ذات المطالب. فيما يبدو اراد الحلو ان يستبق قيام المؤتمر العام لابعاد عقار وعرمان ومضي في تنفيذ ذلك عبر خطة محكمة بدأها بتقديم استقالتة التى قصد منها وحفظ مكانته في صفوف الجيش الشعبي خاصه وأنه كشف عن وجود اشياء غامضة لدي القادة لايفهم دوافعها ، وجاء بيان ضباط الجيش الشعبي معضداً الأسباب التى ذكرها الحلو كخطوة ثانية من خطوات الحلو بابعاد الثنائي (عقار وعرمان) . ومن خلال قراءة الساحة السياسية يتبين بما لايدع مجالاً للشك أن عبد العزيز الحلو هو من يحرك الأمور في الخفاء خاصة وان الجيش الشعبي بالنيل الازرق اكد وقوفه معه ورفضه الكامل لوجود عقار واستبداله بجوزيف تكا علي رئيساً للحركة الشعبية وقائداً أعلى للجيش الشعبي لتحرير السودان في النيل الأزرق وتكوين مجلس قيادي عسكري من سبعة ضباط كبار يختص بالشئون السياسية والعمل العسكري والتنسيق مع جبال النوبة إلى حين إجراء الترتيبات اللازمة الامر الذي وجد استحسان عبد العزيز الحلو الذي ظل منذ فترة بعيدة يطالب بابعاد عقار عن القيادة في الحركة. المشهد الماثل الأن داخل الحركة هو اشبه بالحرب الداخلية بين مؤيدي مالك عقار والمناوئين له . واوضح بيان الجيش الشعبي بالنيل الازررق ان ملشيات عقار هاجمت معسكرات النازحين بكايا ودندراس ودورو وذكر البيان ان الملشيات استهدفت قبائل الادوك والبرون والهمج في استمرار لسياسات عقار العنصرية في اقصاء وتصفية قبائل النيل بحسب البيان. ويبدو ان حرب البيانات بين قيادات الحركة الشعبية لم تضع اوزارها ، اذ توالت بيانات الجيش الشعبي في وقت لم يجف فيه حبر قرارات مجلس التحرير التابع للحركة الشعبية ومعلوم ان مجلس التحرير يقف الى صف عبد العزيز الحلو الأمر الذي يجعل الأزمة اشد تعقيداً لأن خلافات قيادات الصف الأول بأي تنظيم يصعب حسمها وهي قد تؤدي الى النهاية التى لا تتتمناها الحركة لاشك ان الحركة الشعبية الآن تحولت إلي تكتلات ولوبيات هزيلة ، وحتما ستفقد بوصلتها مع التطورات السياسية التي تشهدها البلاد هذه الفترة خاصة وان المجتمع الدولى لم يعد يلي الحركة الشعبية بالاً. يبدو ان قيادات الحركة الشعبية ستظل في حالة من السباق مع الزمن لانجاز وتحقيق اكبر قدر لكسب ثقة قواعدها قبيل المؤتمر العام . وبالأمس القريب سارعت مجموعة تابعة لياسر عرمان بتشكيل جسم موازي لمجلس التحرير في الوقت الذي يعتزم الحلو بدء حملات تعبوية قبيل انعقاد المؤتمر العام . ومع تسارع الخطي بين قيادات الحركة لإزاحة كل منهم الأخر ، يبدو ان عبد العزيز الحلو اختار سياسية الضرب تحت الحزام لإبعاد عقار وعرمان عن المشهد السياسي والعسكري للحركة. تقرير : رانيا الأمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة