· بات موقف الهلال صعباً للغاية بعد تعادلين مخيبين، سيما الثاني منهما.
· لا نود أن نثبط الهمم، لأنه من الصعب جداً أن تستبعد أي احتمال في كرة القدم.
· لكن المعطيات التي أمامنا والواقعية تفرضان علينا ألا نرفع سقف توقعاتنا، حتى لا نُصدم وتصبح ردة الفعل عنيفة، خاصة وسط جماهير النادي.
· شخصياً لا أعول كثيراً على رحلة تونس.
· ولا أتوقع انجازاً كبيراً يمكن أن يأتي به الهلال من هناك.
· ليس تشاؤماً، وإنما استناداً على معطيات محددة.
· أول هذه المعطيات، واحتكاماً لحديث رئيس البعثة التي أشرت له بالأمس يبدو بل يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن بعثة فريق الهلال التي غادرت إلى تونس لم ولن تكون في إيدِ أمينة طالما أن فهم رئيسها هو ما أشرنا له بالأمس.
· وعلى ذكر رئيس البعثة فات علي بالأمس أن أقدم له هدية خاصة تتمثل في آية من الذكر الحكيم، يقول فيه فاطر السماوات علا شأنه .. بسم الله الرحمن الرحمن (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) صدق الله العظيم.
· فإن كان رب العزة يأمر بعدم سب من يدعون من دونه حتى لا يسبوا بدورهم الخالق دون علم، فمن باب أولى أن يكف بعض خلق الله عن الصلف والغرور والعجرفة غير المبررة حتى لا ينفروا الناس من مؤسساتهم وأنديتهم.
· فالهلال لم ولن يصبح ملكاً لشلة من ستة أو سبعة أشخاص مهما فعلوا.
· الأمر الثاني هو السفر المبكر لتونس حيث لا أعتبره عاملاً إيجابياً.
· بل على العكس، فهو قد يصب في مصلحة النجم الساحلي.
· ولعلكم تابعتم الحديث عن مساعي الكوكي لمنع المتطفلين من حضور تدريبات الهلال هناك.
· وهو شيء مضحك فعلاً أن تذهب للأسد في عرينه وتحاول جاهداً أن تمنعه عن افتراسك.
· يمكن لأي محب للنجم الساحلي أن ينقل كل ما يدور في تدريبات الهلال.
· والكاميرات يمكن أن تدخل حتى بدون ظهور أي أشخاص خلال أي تدريب للهلال، إن أراد مسئولو النجم الساحلي ذلك.
· وسؤالنا للكوكي ولبعض من يُسمون بـ ( الشفوت) هو: هل كنتم ستغادرون مبكراً أيضاً لو أن المباراة كانت ضد فريق من بوركينا فاسو أو النيجر مثلاً؟!
· الشيء الثالث والأكثر أهمية هو الاحترافية الكبيرة للاعبي النجم الساحلي وجهازهم الفني.
· وقد شاهدنا جميعاً كيف أنهم قدموا دروساً في الاحترافية والانضباط التكتيكي أمام المريخ بعقر داره ليخرجوا في النهاية بالنتيجة التي ربما جاءوا طالبين ما هو أقل منها.
· أعلم أن بعضنا يرون أن النجم الساحلي ليس بالخطورة التي يتم الحديث عنها.
· وهناك من حدثني بمثل هذا الرأي بعد انتهاء مباراتهم أمام المريخ مباشرة.
· لكن رأيي غير ذلك ولا شك أن البعض يشاركونني فيه.
· فقد قدم لاعبوا النجم مباراة تكتيكية من طراز رفيعز
· قطعوا خلال الشوط الأول عن لاعبي المريخ الطريق تماماً للوصول إلى صندوقهم.
· لم يتركوا لهم فرصة لمشاركتهم في اللعب فارضين أسلوباً يضمن لهم الخروج بنقطة واحدة في أسوأ الأحوال.
· كما لا يفوتنا أن النجم قد حسم أمره منذ أول مباراة حين فاز على فيروفيارو بفارق أهداف كبير في أول مباراة له بموطنه، فيما عجز الهلال عن الفوز ولو بهدف يتيم على هذه الفريق ضعيف المهارة والخبرة والفنيات.
· أرسل النجم مؤشراً مبكراً جداً يفيد الصراع لابد أن يحتدم بين طرفي القمة السودانية إن أرادا اللحاق بالنادي التونسي في التأهل للأدوار المقبلة.
· وفي الخرطوم بدلاً من أن يفوز الهلال بملعبه تعادل مع المريخ ليضيع أول نقطتين.
· ثم أضاع نقطتين أسهل في موزمبيق.
· وبعد تضييع السهل لا أعول كثيراً على فوز على النجم الساحلي في تونس.
· النقطة الوحيدة التي يمكن أن يصارع الهلال النجم عليها قد تكون في مباراة الرد.
· أما في تونس فالأمر يبدو صعباً جداً، إن لم يكن مستحيلاً.
· لا تعني صعوبة مهمة تونس إنتهاء الآمال كلياً.
· فالهلال إن أراد التأهل عليه تأمين نقاط مباراتيه المتبقيتين أمام المريخ وفيروفيارو.
· فإن ضمن الهلال ست نقاط من هاتين المباراتين يكون قد جمع ثماني نقاط.
· بإضافة ثلاث نقاط النجم في الخرطوم أو على الأقل نقطة واحدة يبقى أمل الهلال في تعثر المريخ أمام النجم مجدداً بتونس، بإفتراض أن الأحمر سيحرص - بعد خطأ الهلال- على عدم التفريط في النقاط أمام فيروفيارو.
· أما الخسارة أمام المريخ أو فيروفيارو فتعني عملياً خروج الهلال خالي الوفاض.
· هذه هي الاحتمالات الممكنة حسب رأي.
· وأي شيء غير ذلك أراه أشبه بالمستحيل.
· المدرب وحده مهما خطط ووضع من تكتيكات لا يمكنها أن تؤدي للنتائج المرغوبة أمام محترفين حقيقيين مثل لاعبي النجم الساحلي.
· غالبية لاعبينا المحليين عاطفيون وانفعاليون ولا يفهمون شيئاً اسمه الانضباط التكتيكي.
· ومحترفونا من أنصاف المحترفين، فكيف لنا أن نهزم النجم في عقر داره!
· لاعبون يستحوزون على الكرة في لحظات، فيمتلئون حماساً ظناً منهم أن الأمر سوف يستمر كذلك إلى نهاية المباراة، لا يمكن أن نتوقع منهم الكثير في مباريات بهذا الحجم.
· وقد رأيتم بأم العين كيف أن لاعبي الهلال أضاعوا فرصة الفوز على المريخ في شوط المباراة الأول.
· كما شاهدتم جميعاً كيف وقف لاعبو المريخ كالمتفرجين أمام النجم الساحلي في شوط مباراتهم الأول.
· وثمة مشكلة أخرى لا يمكن لا للكوكي ولا غيره أن يتغلب عليها بهذه السرعة هي أخطاء المدافعين وضعف تمركزهم.
· هذه أزمة مستفحلة وتحتاج لوقت أطول وعقليات أكبر قبل أن تُحل.
· لكل ما تقدم أظن أن الأفضل لنا أن ( نمد كراعنا قدر لحافنا)، ولا نبالغ في الضغط على المدرب ولاعبيه بتوقع الفوز في تونس.
· ما تقدم لا ينفي جنون الكرة والنتائج غير المتوقعة التي يمكن أن تسفر عن بعض مبارياتها.
· إلا أن غير المتوقع يظل اختراقاً مرهوناً بظرف معين، ولن يصبح قاعدة يمكن البناء عليها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة