يوم غد السبت 5/11/2016 بمنطقة قيلي بسهول البطانة الى : شيوخ و زعماء القبائل قيادات الأحزاب السياسية زعماء الطوائف والعشائر رؤساء وسائل الإعلام لجان الصلح قيادات العمل العام قيادات المجتمع المدني الوزراء الولاة رؤساء المجالس التشريعية.
تقيم قبيلة البطاحين احتفالا يشهده حشدا جماهيريا كبيرا لتقدم مثالا ونموذجا متميزا لرجل من القبيلة مقداما فارسا وشهما كريما هو إبراهيم علي نعمان البطحاني العباسي الهاشمي القرشي نموذجا فريدا يحتذى به في العفو والصفح عن قاتل ابنه الوحيد (علي إبراهيم ( الطالب الجامعي الذي لم يكمل التاسعة عشر عاما من العمر) حيث تم حكم القصاص على قاتل ابنه وبدا القضاء في آلية تنفيذ حكم القصاص على القاتل وهنا ظهر معدن الرجل الأصيل النبيل حيث أقدم بكل جسارة وبسالة ليعفى ويصفح عن قاتل ابنه الوحيد و يتنازل عن دم ابنه امام القضاء لوجه الله الكريم. بهذا العفو ينهي صفحة قاتمة السواد لأسرة القاتل و مأساتها ويعم الفرح قبيلة الشكرية العربية الأصيلة والتي قدمت درسا في أدب المعاملة وشجاعة معهودة ومشهودة لها، ولسان حالها يقول لقبيلة البطاحين انتم أهل الفضل، وانتم أهل الثبات، وانتم الكرام، وانتم أهل القاتل قبل القتيل،اعملوا و نفذوا ما بدا لكم.فلن نقف أمامكم في القضية لان ابننا هو الجاني والمعتدي.
ان قيمة القبيلة للتعارف والتراحم والتعاون وليس للاستعلاء والتقاتل. قال الله تعالى :( يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم )
إبراهيم نعمان يعلمنا ويعطينا درسا عمليا ومثالا حيا للعفو والصفح وعزة النفس والكبرياء والإباء والشموخ.
وفي حينها اتصلت على الرجل يوم ان قُتل ابنه ووجدته ثابتاً ثبات الجبال الراسيات وقويا ومتماسكا وصلبا و صابرا محتسبا ووجدته يهدي من ثورة الشباب الثائر المنفعل بحادثة القتل وكل همه ان لا يصبح قتل ابنه سببا في فتنة لجاهلية وئدها الاسلام قبل قرون. ولسان حاله يردد للورى من عفى وأصلح فأجره على الله.
و في لحظتها تحرك شيخ القبيلة الشيخ منتصر خالد محمد الصديق طلحة ناظر البطاحين. والزعيم الشيخ ابو الخليفة الشيخ الحسن محمد طلحة المعتمد بولاية الخرطوم سابقا. والمهندس الصديق محمد علي الشيخ رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم حاليا ووزير الزراعة بولاية الخرطوم ونائب والي الخرطوم سابقا. ولفيف من أبناء القبيلة الحكماء العقلاء ليصلوا لديار الفقيد و لا ننسى الدور الرائد لعم الفقيد الأخ خالد الصديق نعمان الذي كان له الدور البارز في إنهاء التفلتات التي كادت أن تعصف بالسلم الاجتماعي. و ما لفت نظري أن الكبار والعظماء سيظلوا عظماء في السلطة او خارجها حيث ان معتمد نهر عطبرة حينها الأستاذ احمد عدلان الذي هاتفته وكان معي ابن عمي عبدالقادر عبدالله النقر (المكنى ب ود قريش ) خال الفقيد و طالبناه ان يستعين بقوات كبيرة من الجيش والشرطة والأمن لتامين المنطقة خوفا من الانفلات وحفاظا على أرواح الأبرياء لان المعلومات التي وصلتنا كانت خطير جدا وتنذر بفوضى عارمة و انفلات يصعب تداركه وبفضل جهود العقلاء الذين توافدوا لدرء الخطر و حكمة أهلنا من قبيلة الشكرية كانت راجحة وهم أهل الحكمة و نما إلى علمنا ان الجاني هو من أبناء عمومة المعتمد وسلم الجاني نفسه و أودع في السجن ولم يظهر أي محامي أو أي من أسرته طيلة مدة المقاضاة ليدافع عن الجاني والجاني كان شجاعا باعترافه بأنه هو المعتدي على الفقيد في ماله و لم يستغل المعتمد أي سلطة أو نفوذ ليطمس معالم الجريمة أو يتنكر لها، وبهذا سهل أمر العفو.
وعليه فان قبيلة البطاحين بهذا الاحتفال الذي تدعو له كل الشيوخ والزعماء والقيادات ووسائل الإعلام لتقدم درسا عمليا وارثا تاريخيا مليء بالبطولات والتضحيات و نبراسا للجميع ليعم السلام والتسامح والوئام والعفو والصفح بين أفراد المجتمع. ونذكر بقول الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظبم العظائم. وختاما نقول لأهلنا البطاحين حفظكم الله ،أثابكم الله، أيدكم الله وفقكم الله. د. بخيت النقر البطحاني - جدة 04/11/2026
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة