لا أريد أن أتحدث عن عمركم الذى مضى لأنكم أعلم به منى ولا ما تبقى لأنه من علم الغيب الذى يعلمه الله وحده . لكن أتحدث عن ما تودون الوصول إليه فيما تبقى لكم من أيام ونتمنى لكم عمرا عامرا بطاعة الله وقبول أعمالكم الحسنة . الذى دعانى لذلك هو ماذا تريدون ان تصلوا إليه ؟ إذا كان توريث أبناؤكم لنهج سلفكم لم تفلحوا فى ذلك لأن دار سلفكم التى كانت عامرة بالدعوة الى الله وتعليم كتابه الكريم إنطفىء نورها وقل مددها .أما توريثكم لدنيا فالحمدلله أبناءكم فى السلطة والسيادة على الصعيدين الحكومى والمعارضة لكن أين أنتم من هذا الشعب الذى صفق لكم وناصركم و أجدادكم من قبل؟ تصريحاتكم أصبحت تهدم بدل أن تبنى .. تواجدكم فى الخارج يدل على عدم وطنيتكم وحبكم للأنصاركم فى الداخل . تنادوا بوحدة السودان وإستقراره وأنتم تاره مع المعارضة وتاره مع الحكومة متى ما تطابقت مصالحكم سرتم مع التيار . كنت أتوقع منكم بأن تجوبوا ربوع الوطن وتتفقدوا من فيه وما يعانون ؟ كنت أتمنى أن تستغلوا علاقاتكم الخارجية لدعم وطنكم وإقناع المعارضة بالحوار والوقوف ضد أعداء الوطن لتتحقق أهدافهم التى عارضوا من أجلها . كنت متوقع بعلاقاتكم الداخلية والخارجية تكشفوا الإستثمارات الخارجية لكثير من النافذين فى الحكم وبعضهم يحمل جنسيات دول أخرى . كنت أود أن يستفيد الطلاب من علمكم الدينى وثقافتكم وفلسفتكم فى الحياة وحب السلطة . يشهد الله أننا نحبكم ونحترمكم لمكانتكم وعلمكم لكن نختلف معكم فى سياستكم ونظرتكم للوطن الذى يحتاج لكم أكثر من غيركم . لقد تركتم فراغ فى السلطة والوطن ببعدكم عنه ليستغله غيركم وينادون بشرع الله ويطالبون الشعب بأن يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع والشعب لا يستطيع الزراعة والصناعة لانهم جففوا عليه الماء وباعوا الأرض . لقد كثر الحديث عن الفساد وتغيرت الأخلاق وضاع جيل كامل خلال السنوات الماضية لكن لم يجد من يقف فى وجه ذلك لينصح ويرشد ويحاسب لان الكل يملكون أضعف وسائل الإيمان (اللسان ) . رسالتى إليكم أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتعيدوا سيرة سلفكم وأن تنظروا للأبنائكم وهم طائفة مع الحكومة وطائفة مع المعارضة وأخرى تبحث لها عن دور ومنصب دنيوي تظهر به وتلك هى الفتنة التى حذرنا الله منها ( الأموال والأولاد) نسأل الله السلامه والعافية والهداية . السيدين الفاضلين ماذا يضركم إذا خدمتم دينكم وأهلكم ووطنكم لا خير فى السلطة ولا خير فى الدنيا التى اصبحت نهارها كاليلها كثرت فيها الفتن وتغيرت النفوس وإزدادت المصائب فيها وكل ذلك بأفعالنا وأعمالنا التى لا ترضى الله سبحانه وتعالى وبعدنا عن الدين وركضنا من أجل الدنيا . نناشدكم بأن تنتبهوا وتسارعوا حتى لا تختم صحائفكم وتغلق أبواب قصوركم وينتهى مجدكم الدينى والعلمى كما إنتهى مجد الدولة العباسية وحكم القسطنطينية وإن لا تتركوا فتنة بعدكم ينشرها الإعلام كما حصل فى حلقات الترابى عليه رحمة الله . إسعوا فى مساعدة المواطن ورفع إقتصاد الدولة بعلاقاتكم المميزة وأبعدوا عن السلطة التى تشغلكم وتفسد أيامكم إجتنبوا الأحزاب و الحركات التى أصبحت أهدافها معروفة وأبتعدوا عن الدول التى تغريكم وتفرق بينكم وشعبكم وناصحوا الحكومة التى أصبحت همها الحكم والثراء . الشعب فقد الوطنية لأنه يشاهد ويسمع من فى السلطة يستثمرون ويتعالجون و يترفهون خارج الوطن والكثير منهم يحملون وثائق أجنبيه ويطالبون الشعب بأن يرجع للأكل الكسرة وشرب عصير الكركدى ويحملونه إنهيار الإقتصاد وموجة الغلاء . الظواهر والأحداث تنذر بإقتراب الساعة وإنشقاق القمر وجميعنا يحتاج لرجوع الى الحق والفضيلة حتى ننقذ أنفسنا بإتباع الحق ونصر الدين ليرضى عنا الله وينصرنا وأنتم أخيارنا إذا عدتم الى ما كان عليه سلفكم وتأثيركم أكبر على العامة لان العامة فقدت الثقة فى الحكومة والمعارضة لكنهم يحترمون مكانكم ويحفظون تاريخكم ويشهدون على نزاهتكم ونحسبكم والله حسيبكم . إعتذارى لكم لاننى لست أعلمكم ولا أخيركم وإنما حبى وتقديرى لكم أمد الله فى أيامكم وأصلح ذرياتنا وذريتكم ونصر بكم الحق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة