أحد القيادات الطلابية للمؤتمر الوطني بإحدى الجامعات العريقة ، وفي سياق التكتيك السياسي المرحلي لتمرير(الترهات) واللعب على ذقون عامة الناس وأحياناً النخبة ، يقول في معرض حديثه (وفي نهاية الأمر فإن الإختلاف لا يُفسد للود قضية) ، و بما أنه من أولئك الذين هم على وشك الدخول إلى مرحلة الكهولة وما زالوا يفرضون نفسهم تحت تصنيف (طلاب) رغم أنهم تخرَّجوا ، أو يجلسون في مقاعد النفوذ والمناصب العليا في كثير من الهيئات والمنظمات التي (تُزيِّن) عنوانها بمصطلح (الشبابي أو الطلابي) ، فلن أُشير إلى جهلٍ مؤقت إنتابه حول (حجم) وأبعاد الخلاف الماثل بين هذا الشعب وحكومته ، وعليه أن يعرف مع من يعيشون غيبوبته الفكرية والمعرفية من (أبناء المصارين البيُّض) ، أن الخلاف حينما يصل حدود تهديد الإنسان لحياة أخيه الإنسان في كثير من الإتجاهات المُلِّحة والحيوية سوف لن يكون بين طيات آلامه وجراحه وأحزانه مكاناً للوُد والثقة والعاطفة ، وليعلم هذا المفتون بالتواجد خارج نطاق أوجاع الشعب وتطلعاته المشروعه أن ما آل إليه حد التجاوزات القانونية والإدارية والإنسانية في حق الضعفاء منا قد بلغ الحد الذي يقلب إختلاف الود إلى إختلاف ضغينة ودونك في ذلك ما أصبحت عليه هذه البلاد في مجال السلم الداخلي والتعاضد الإجتماعي والتواثق العرقي والجهوي ، فالجنوب ضاع في غفلة عينٍ وحين غاب الوُد وإستسلم في طيات خلافكم معه ، وهاهي دارفور وٌبعض من كردفان وكذلك جبال النوبة والنيل الأزرق تُفرغ جُراب الإختلاف من الوُد وجماليات الإخاء في الإختلاف والصراع ، ثم وبعد كل هذا أنظروا إلى خلافكم مع البسطاء الكادحين من أبناء هذ الشعب والذين هُم بحكم (الحظوظ البحته) أو بالتواجد في صفوف الأحرار الذين لا يخشون في الحق لومة لائم ، كيف إنسل وُدهم من بين ثخائن الجراح والظلم والإحساس بالقهر والدونية ، مئات الآلاف من أصحاب الكفاءة والخبرة والشرف المهني شُردوا في غياهب الحياة ومعهم أسرهم بفضل قانون الصالح العام و الذي هو أنكى من قانون الغاب في مجال (تجويد) تصفية ضحاياه لا لشيء إلا لأنهم كانت لهم أفكارهم وتوجهاتهم المنفردة وأحياناً لمجرد التواجد على الحِياد السياسي والفكري ، أما ما ساد دولة الحركة الإسلامية منذ قيامها من جنوح مُطلق تجاه تصفية الآخر فقد كانت ثمرته نهوض الأدنى بلا إستحقاقٍ ولا كفاءة وإنهيار وضياع الكفء النزيه المؤهل ، فإستشرى الفساد في أركان الدولة ومؤسساتها وسقطت المشاريع والآمال والتحديات ، ثم سقطت الأحلام المشروعة في أن يمارس الفقراء حقهم في الحصول على لقمة عيش شريفة ومُيَّسرة بعدما هجم غول الغلاء والغِش والغبن ورمت الضرائب والجبايات الجائره شِباكها على كل مافي أيدي الناس من خير كثيراً كان أم قليل ، (حتى تعيش الدولة) وتحيا .. لماذ ؟ ليستمر إختلافنا معها وليُفسِدُ الوُد كل قضايانا التي بيننا وبينها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة