لم تكن سلسلة التفجيرات التي حدثت أمس داخل كنيستين بطنطا والأسكندرية والتي استهدفت أقباط مصر، وأسقطت عشرات الضحايا والمصابين، لم تكن الأولى من نوعها فقد سبقتهما (8) تفجيرات مماثلة حدث أغلبها إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي، واستمرت هذه التفجيرات في أيام السيسي هذه... فور وقوع تلك الأحداث أشارت أصابع الاتهام إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولم يخيَّب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ظنون الناس فيه، إذ أعلن في الحال تبنيه لتلك التفجيرات في كل من طنطا والإسكندرية... دعونا نتوقف قليلاً عند طبيعة هذه التفجيرات والظروف المحيطة بها وأهدافها والنتائج التي حصدتها حتى الآن، ونتائجها السالبة على الإسلام والمسلمين فيما يتصل بالسعي المتواصل لإلصاق الإرهاب بالإسلام ... دعونا نمعن النظر في هذه التفجيرات لنتعرف على الفاعل الحقيقي المستفيد منها بشكل أكبر سواء تلك التي وقعت في مصر مثل التي استهدفت الكنائس والأقباط، والتي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، أو تلك التي وقعت مؤخراً في السويد وفرنسا، أو التي سبقتها في مناطق أخرى مثل تركيا أو نحوها... عندما يقع تفجير في أي بلد ما سواءً أكان أوروبياً أو عربياً أو غيرهما، فإن الذي يتبادر للأذهان حسب الصورة الذهنية المرسومة إعلامياً بدقة متناهية أن الفاعل الحقيقي هو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أو الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويعزز ذلك إعلان "داعش"مسؤوليتها عن الحادث في الحال .... صحيح أن هناك معطيات ومؤشرات وقرائن أحوال تحمل الأذهان إلى صحة هذه الفرضية، لكن ليس هناك ما يمنع أن نبحث عن فرضيات واحتمالات أخرى أكثر عمقاً يمكن أن توصلنا إلى متهمين آخرين لايزالون بعيدين عن الأذهان....هذه الفرضيات تستصحب معها بالضرورة البحث عن حقيقة داعش أولاً.. كثير من المعطيات تشير بصورة أو أخرى أن "داعش" هذه صنيعة مخابرات أجنبية الهدف منها تكوين صورة ذهنية منفرة عن الإسلام، ومعززة لوجهة النظر التي تريد وصم الإسلام بالعنف والإرهاب والتطرف، ولعل الكثير من التحليلات المركوزة بالأسانيد المقنعة حاولت إثبات ذلك بشكل قاطع إلا أن إحكام "المؤامرة" وحبكها ودقتها المتناهية كان أكبر من أن تؤثر عليها التحليلات والكتابات الصحافية... إذا كانت تلك الأحداث انتقاماً لشهداء "رابعة والمهندسين" كما يدعي البعض، فلماذا لا توجه هذه التفجيرات لمؤسسات وأجهزة حكومية؟ فما ذنب الأقباط في ذلك؟ وبم يرد أولئك المدعون إذا علموا أن أغلب هذه الأحداث وقعت في عهد مرسي أكثر بكثير مما حدث إبان حكم السيسي.!!؟ الحقيقة التي تحب أن تمشي عارية دون ثياب من التدليس والتضليل أن ما يحدث في مصر الآن هدفه الأساسي إشعال الساحة المصرية بنزاع طائفي مدمر وحرب دينية لا تبقي ولا تذر... وكل هذا وراءه (داعش المصنوعة).. فإذا علمتم حقيقة داعش زال كل الغموض وعرف المسلمون والمسيحيون عدوهم الحقيقي الذي يتخفّى خلف (داعش)...اللهم هذا قسمي فيما أملك... نبضة أخيرة : ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة