(1) حزب المؤتمر السودانى من الأحزابِ الحديثة فى الساحة السياسية السودانية وتُعارِضُ نظام البشير. ولكنَّه وُلِدَ عِملاقاً داخل الجامعات السودانية بالإستفادة من كافة العيوب التى وآكبت العمل السياسى فى السودان، لذلك نشأ وترعرع وشَبَّ عن الطوق وبلغ الحُلم وصارَ عِملاقاً فتِّياً، خالِياً من الأمراضِ الفتَّاكة الكثيرة التى أقعدت جُلَّ الأحزاب السياسية السودانية. يعتبِر حزب المؤتمر السودانى أنَّ الاقتصاد هو السبيل لإخراجِ السودان من أزمته الاجتماعية والاقتصادية، ويعتبر التداول السلمى للسلطة سبيلاً لاستقرارِ السودان و وُحدَتِه. تأسس حزب المؤتمر السوداني فى اليوم الفاتحِ من شهرِ يناير من العام 1986م بقيادة رئيس القضاء الأسبق مولانا عبد المجيد إمام رحِمهُ الله، فتوَّلى قيادة الحزب بعده المهندس/ إبراهيم الشيخ عبد الرحمن. يتبنَّى الحزب التوجه القومى، ومشروع الثورة السودانية أساساً لعملهِ السياسى لتغيير المجتمع، ويعتمِد الاقتصاد التنموى كنظام يُخرِجُ السودانَ من أزمتِهِ الاقتصادية، ويركز الحزبُ فى أدبياتِهِ على مفهُومِ الديمقراطية كسلوك اجتماعى وسياسى عام، يتم من خلاله تداول السلطة وقبول الآخر المختلف ثقافياً، إستناداً إلى مبدأ الديمقراطية التعدُديَّة التى تستوعِبُ التعدد والتنوع الجغرافى والثقافى والدينى واللغوى الموجود فى السودان. لم يخُضْ حزبُ المؤتمر السودانى انتخابات عام 1986م التى جاءت بحكومةِ الصادق المهدى لأنَّه كان حديثُ النشأة، يضُمُّ طُلَّاب الجامعات والخريجين وبعض المثقفين والمستقلين الذين إلتفُّوا حوله. رفض الحزبُ المعارضة المسلحة التى اتفقت عليها أحزاب التجمع الوطنى فى بداياتِ عهد حكومة الرئيس عمر البشير. كوَّنَ الحزبُ مع أحزابٍ سياسية أخرى كياناً للمعارضةِ الداخلية، ورفضَ مُباشرة العمل المُعارِض من خارجِ البلاد. وهذا أصعب وأجْرَأ قرار يتَّخِذهُ حزبٌ سياسى سودانى خلال حُكم الإنقاذ الذى قاربَ الثلاثة عُقود، برَكَ فيها على صَدرِ الوطن. وظلَّ خلالها حزب المؤتمر السودانى وآقِفاً كالنصلِ يُناضِل ويُقاوم الظُغيانَ، ويدافعُ عن حقِّ الشعب السودانى فى الحُرِّيَّةِ والكرامة الإنسانية، والسلام والعيش الكريم. لم يوْهَن له عظمٌ، ولم يستكِن ولم تلِن له عزيمة. قاومَ دافِعاً ثمناً باهِظاً وما زال، ولم يُزاوِد يوماً على الشعبِ السودانى لأنَّه إبنه البار الذى خرجَ من رِحمهِ. استولت الجبهة الإسلامية بعد تمكُّنِها من السلطةِ على إسمِ هذا الحزب (المؤتمر الوطنى)، وأطلقتَهُ على تنظيمِها الجديد، مما دفع رئيس الحزب وقتَها مولانا/ عبد المجيد إمام للتقدُّمِ بطعنٍ لدى المحكمة الدستورية لإستردادِ الإسم. ولكن انتهجت الجبهة الإسلامية أسلوب المُمَاطَلة فى إجراءاتِ الدعوى الدستورية بتكرارِ تأجيلِ الإجراءات والجلسات حتَّى توَفَّى اللهُ رئيس الحزب مولانا/ عبد المجيد إمام، فأُصدَرت المحكمة قراراً بشطبِ الدعوى وإغلاق ملفِّها تأسِيسَاً على وَفَاة الشاكى مُقَدِّم الدعوى!، وبالتالى بقاء إسمِ الحزب للجبهة الإسلامية حزب الحكومة الحالية! هكذا جاءت حيثيات قرار المحكمة، رُغم أنَّ الشاكى/ مُقدِّمَ الدعْوَى هو "حزب المؤتمر الوطنى السودانى"، وليس رئيسَهُ مولانا عبد المجيد إمام. عقد الحزب مؤتمراً عاماً فى العام 2005م اندمجَ فيه حزبا المؤتمر الوطنى المعارض والحركة المُستقِلَّة فى وآحِد، وتم تغيير إسم الحزب إلى "حزب المؤتمر السودانى". (2) نضالات الحزب ضد نظام (الإنقاذ) الحاكِم وثبَاته وعطاءه السياسى: انتقد حزب المؤتمر السودانى الدولة السودانية لعجزِها عبر تاريخها عن خلق شعورٍ عام لكُلِّ المكونات الثقافية داخل الحيِّز الجغرافى السودانى بالانتماءِ للوطن، مما أدَّى إلى نشوءِ قومية زائفة تقوم على فكرة "بوتقة الإنصهار Multi Pot"، وهى بالضرورة محاولة لتحويلِ كل السودان إلى مجموعة مُتطابِقة ثقافيَّاً، مما خلق - حسب رؤية الحزب- حالات الصراع التى شهدتها الدولة لاحِقَاً. تمَّ إعتقال رئيس الحزب المهندس/ إبراهيم الشيخ عبد الرحمن يوم 8 يونيو 2014م، وذلك لرفضِ الحزب الدخول فى عملية حوار "الوثبة" أطلقها رئيس الجمهورية فى 27 يناير 2014م ويهدف إلى التوافق حول القضايا الوطنية ويفضِى إلى تشكيل حكومة وفاق وطنى لإنهاء الأزمة الاقتصادية فى البلاد. وللنقد اللاذِع الذى وجهَهُ لقواتِ الجنجويد بمختلفِ مُسمَّياتِها. و رَدَّ حزب المؤتمر السودانى على إعتقال رئيسه بِبيانٍ جاء فيه "نُؤكِّدُ مَرَّة أخرى أننا لن نساوم ولن نهادن ولن نحاور، وبيننا وبينهم الشارع السوداني الذى سيزيلُ بلا شك هذا النظام القمْعِى الفاسِد". (3) شارك حزبُ الأمّة فى الحوار الوطنى الذى أطلقه الرئيس البشير فى 27 يناير 2014م، ولكن فى حوالى 15 مايو 2014م تم إعتقال الإمام الصادق المهدى رئيس الحزب وإمام طائفة الأنصار، على خلفيةِ انتقاده لقوات "الدعم السريع" الإسم الجديد لمليشيا الجنجويد. وكان الإمام قد تحدَّثَ فى محفَلٍ عام ناقِدَاً قوات الدعم السريع من أنّها:"ضالعةٌ فى أعمالِ السلبِ والنهب والإغتصاب، وأنّ عناصرها غير سودانية". وُجِّهَت للإمام الصادق تُهم تتصِل بالإنتقاصِ من هيبةِ الدولة، وتهديدِ السلام العام، وتأليبِ المجتمع الدولى ضد السودان. و رَدَّ (حمديتى) قائد قوات الدعم السريع على تُهَمِ الإمام الصادق بقولهِ: (أنَّ قواتَ الدعم السريع درَّبَها الضابِط "بُشرَى" نَجْلُ الإمام الصادق المهدى!). أقلقَ إعتقال الإمام الصادق حزبَهُ، والقوى السياسية التى إنتظمت قاعة الصداقة/ الخرطوم فى فعالياتِ "الحوار الوطنى"، وتمَخَّضت تلك الجهود المتشابِكَة إلى صيغةٍ قبِلَها الأطراف، يقوم بموجبها الإمام الصادق المهدى بكتابةِ إعتذار لجهازِ الأمن الإستخبارات الوطنى الذى يتبع له (قوات الدعم السريع)، وبالمقابل يُطلَق سراح الإمام الصادق، وتُحفَظ/ أو تُشطَب البلاغات المُدوَّنة ضده. وإنفاذاً لتلكِ التسوية، بتاريخ 15 يونيو 2016م تقدَّم الأستاذ/ على قيلوب رئيس الهيئة المركزية لحزبِ الأمَّة بمذكِّرة "غير مُعنوَنَة" جاء فيها: (حرصاً على روحِ الوفاق الوطنى، فإننا نؤكِّدُ دعمنا للقواتِ المسلحة والقوات النظامية ودورَها الوطنى المُقّدَر. ونؤكِّدُ أن ما ذكره السيد الصادق المهدى رئيس الحزب عن قوة الدعم السريع مستمدٌ من شكاوَاى ليست بالضرورة صحِيحَة، ومعلُومٌ أنّ القِتالَ قد يرد فيه التجاوزات التى يجب ان تُحصرَ فى مرتكبِيها وتبرئة الآخرين. الحوار للاتفاق الوطنى خط إستراتيجى لا خِلاف حوله وهناك ضرورة للإتصالِ بكافة الأطراف لبحثِ إحيائِه، إنطلاقاً من إلتزامِنا بالنهجِ السِلمى والوفاق نرى تجاوز كلَّ البيانات و ردُود الأفعال التى تمَّت فى هذه المرحِلة.. الله أكبر ولله الحمد. على قيلوب، رئيس الهيئة المركزية لحزبِ الأمّة. 16 يونيو 2014م). رفض جهاز الأمن والإستخبارات، الشاكى فى البلاغات ضد الإمام الصادق المهدى خطاب مولانا/ على قيلوب رئيس الهيئة المركزية لحزبِ الأمَّة، وإشترَطَ خطاب إعتذار وتعَهُد وآضح ومكتوب بخطِ يدِ الإمام الصادق المهدى، أن كان يرغَبُ جادَّاً فى وضعِ حد لمِحنَتِه، والخروج من السجنِ. ولمْ يتأخَّرَ ردَّ الإمام الصادق المهدى طويلاً، فقد أُحْضِرَ مَخْفُورَاً أمام وكيل نيابة أمن الدولة فى نفسِ يوم 15 يونيو 2014م، بُعيدَ رفض خطاب الأستاذ قيلوب. فكتب الإمامُ بخطِ يده التعهُد التالى أمام وكيل نيابة أمن الدولة، وجاء فيه: (تعهُّد: أتعهدُ أنا/ الصادق الصدِّيق عبد الرحمن المهدِى، أمَام وكِيل نيابة أمنِ الدولة وبكاملِ قوَّاى العقلِيَّة، بعدمِ الإساءةِ إلى القواتِ المُسلَّحةِ السودانيَة والقوات التابعة لها. وأتبرَّأُ من كلِّ ما نُسِبَ إلىَّ فى الدعوى الموجَّهة ضدِّى بالرقم 2402 أمام النيابة. وأتعهَّدُ أن أمثُلَ أمام نيابة أمن الدولة متى ما طُلبَ منِّى ذلك. توقيع: الصادق الصدِّيق عبد الرحمن 15/6/ 2014م). وبذلك طوَىَ الإمام الصادق المهدى صفحات مِحنته مع قوات الدعم السريع وجهاز أمن الدولة، وغادَرَ بعدها خارج البلاد يُحَلِّقُ طلِيقاً، يقفِزُ هُنَا وهُنَاك. (4) وأمَّا الباشمهندس إبراهيم الشيخ عبد الرحمن، رئيس حزب المؤتمر السودانى فأبَى أن يُطَبَّقَ عليه (سابِقة) الإمام الصادق المهدى التى فحْوَاها الأعتِذار لجهازِ الأمن الوطنى ولقواتِ الدعم السريع، وبالمقابل شطب الدعوى الجنائية ضِدَّهُ، وإخلاء سبيله ليقضى العيدَ السعِيد مع الأسرة الكريمة. وفى يوليو 2014م فى العيد، زارَ وفد حكومة المؤتمر الوطنى الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السودانى من مُعتقلِه، يعرِضُونَ عليه صفقة مُماثِلة لصفقةِ الإمام الصادِق، بأن يعتذِرَ عن تصريحاته بشأنِ قواتِ الدعم السريع وبالمقابل يُطلق سراحه فوراً، هو واعضاءِ حزبِه!. ولكن ما دَرى وفدُ الحكومة أنَّ إبراهيمَ الشيخ ليس الصادق المهدى لو يعلمون. وشتَّان بين القائد والزعيم الذى يعمل حزبَهُ وطائِفتهُ لفدَاءِه وضمان أمنِه وسلامته الشخصية، وفق قاعِدة (ملكة النَحْل) التى تسْهَرُ كُلّ الخَليَّة لرَاحَتِها وسعَادَتِها وسلامَتِها، ونرمِزُ لها هُنا بالسيدِ الحبيب الإمام الذى لم تنَمْ خليَّتهُ مُنذ لحظة القبض عليه حتى إطلاق سراحه. وبين رئيس الحزب والزعيم الذى تعهَّد أن يُضحِّى بنفسِه وكلّ ما يملك لأجلِ جماهير شعبِه، والزودِ عنهم والموت دونَهم وفق قاعدة (الرَآعِى)، وكُلَّكُم رَاعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رَعِيَّتِه. وربَّنا لا تؤآخِذنَا إن نسيِنَا أو أخْطَأنَا. وهناك أقوالٌ مأثورة لعُظماء فى حياةِ الأمم، خلَّدَها الشعوب فنحتُوهَا كالوَشْمِ فى صدورِهم، تلهِمُهم عندما تدْلَهِمُّ الخُطُوب. وفى سودانِنَا الحديث نذكُرُ ولا نملُّ أقوال وحِكم الأستاذ المُلهِم الشهيد محمود محمد طه. وسيظلُّ ما قاله إبراهيم الشيخ لجَلَّادِيه من الأقوالِ المُلهِمة المأثورة التى ستبقى طويلاً، فماذا قال لزَائريهِ وفد المؤتمر الوطنى فى سِجنه؟ قال لهم ما أورَدَتهُ صحيفة الراكوبة وأسمتهُ خبرَ العيد: خبر العيد (الراكوبة) يوليو 2014م: إلتقَى وفدٌ رفيعُ المستوى من حزبِ المؤتمر الوطنى بولايةِ غرب كردفان برئيس حزب المؤتمر السودانى الأستاذ إبراهيم الشيخ داخل مُعتقَلِه، وإجتمعوا به فى جلسةٍ مُغلقة بمكتبِ مُدير السجن، وعرضُوا عليه إطلاق سراحه وسراح كافَّة المعتقلين من أعضاءِ حزبه نظير تراجُعِه عن تصريحاته بشأنِ قواتِ الدعم السريع واﻻعتذار عنها. فرَدَّ عليهم قائلاً: (أنتُم نظام مُجرِم يجنِّدُ العصابات ويجيِّشُ المليشيات القبلية ويؤجِّجُ الصراعات بين مكونات المجتمع السوداني.. أنتم على أتمِّ استعداد لمزيدٍ من القتل والنهب والتدمير وإحراق ما تبقَّى من الوطن فى سبيلِ الحفاظ على سُلطِتكم.. يجب أن ترحلُوا وإن لم تفعلوا فسيقتلِعكم الشعب وسيكون مصيركم قاسياً ﻻ يستطيعُ أحد التنبؤ بمدى سوءِه.. بعدين انتو بتغشو فى منو؟! فى رُوحكم؟! أصلاً أىِّ زول عارف أنو الدعم السريع دى ياها زاااااتها عصابات الجانجويد!.. شوفو هنا عشان ما نكثر ونقلِّل، أنا لن أخونَ ثقة هذا الشعب.. وكان أقعد فى السجن ده مائة سنة ما بتراجع وما بعتذر). حَملَ وفدُ الحكومة خيبته وعادَ أدراجه يلعقُ جِراح علقته الساخنة، ويجرجر أذيال هزيمته الماحِقة، فأبلغوا الرئاسة أنَّ إبراهيم ما زال أمَّة كما العادة، سَفَّه أصنَامَهم وسخِرَ من عَرضِهم، وإعتصمَ باللهِ الوآحدِ الأحد. فأمروا بتعذيبه بنقله إلى الخرطوم بعربةٍ مكشوفة وهو مريض، ليفَاقِمُوا من مرضِه ويموت، ثمَّ يتنَكَّرُوا كعادتهم ويقولوا أنَّه لمّا إشتدَّ به المرض قرروا نقله للعلاج بالخرطوم. ولكن زال مكرهم وكتب الله لود الشيخ المجدَ والحياة وعمرٌ مدِيد بعون الله، ودعوات الشعب السودانى. ولمّا يإسُوا من صبرِه وجَلَدِه وقوَّة عزيمته، قرروا الإفراج عنه، فلاحِقاً أصدرَ وزير العدل السودانى قراراً بإطلاقِ سراح إبراهيم الشيخ، وبرَّرَ ذلك بالرغبةِ فى إرساءِ دعائم السلام بالدولة. لكنَّ إبراهيم الشيخ زعيم حزب المؤتمر السوداني أعلن مقاطعته للحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس فى 27 يناير 2014م وكذلك مُقاطعة الانتخابات الرئاسية فى أبريل 2015م. وبرَّرَ موقفه ذلك بالمناخ السياسى غير المناسب وغياب شروط الحوار، و"تحَكُّمِ أجهزة الأمن والاستخبارات فى كافَّةِ مناحى الدولة، واستمرار القوانين المقيدة للحُرِّياتِ" ممَّا لا يسمِحُ بإجراءِ انتخابات تنافسية حقيقية تتوفر فيها شروط النزاهة والشفافية. (5) أعجبنى وسرَّ بالِى حديث البطل إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السودانى فى أن الدعم السريع هُمّ الجنجويد، وكنت أيامَّها أكتبُ سلسلة مقالات فى نقدِ الحركةِ الشعبية لتحرير السودان– شمال مُستنْكِرَاً عليها توقيعها بتاريخ 10 يوليو 2014م مُذكِّرةِ تفاهُم مع (مجلس الصحوة الثورى السودانى) أو الجنجويد بزعامة الشيخ موسى هلال فإقتبستُ من كلامِ إبراهيم الشيخ أعلاه فى الجنجويد. فقُلتُ مُستنكِراً المذكِّرة المُوقعة بين الحركة الشعبية- شمال و(مجلس الصحوة) الآتى: (وأكرِّرُ ما قاله هذا الرجل المحترم إبراهيم الشيخ البطل الوحيد الباقى فى هذا السودان الفضَل، ولكن هُنَا فى حقِّ الشيخ موسى هلال زعيم "مجلس الصحوة السودانى" المزعوم وأقول: كل من يمدُّ يدَهُ لزعيمِ الجنجويد ومؤسسها الشيخ موسى هلال ويوقِّع معه المواثيق والعُهود هو شخص/ أو جِهَة تَستخِفُّ بدماءِ وضحايا الحرب اللعينة فى دارفور التى حَرَقت وأبادت مواطنيها المدنيين العُزّل، ومن يفعل ذلك يتضامن مع مُجرمٍ دمَّرَ البلاد وحرقَ العِباد وما زال. من يفعل ذلك يؤجج الصراعات ويشعلُ نيران الفتنةَ بين مكونات الشعب السوداني بدلاً من البحث عن الحقِّ والعدل والقصاص، و رَدِّ الحقوق إلى اهلِها.. من يفعلُ ذلك لا يغشُّ إلَّا نفسه.. وفى الأصلِ أىِّ زول عارف أنو شيخ موسى هلال ومجلس صحوته المزعوم دا ياهو زااااتو عصابات الجنجويد! ومن ينكر ذلك ويلتفُّ على الحقيقةِ يخونُ ثقة الشعب السودانى فيه، ويتاجرُ بدمائِه وشرفِه وكرامته التى أهدرَها الجنجويد ومجلس صحوتهم ودعمهم السريع وحرسِ حُدودِهم وشُرطَتِهم الظَاعِنَة والمُستريحة وقوات أبوطيرة وهلمجرا.. إلى لدُن عمر البشير رأس الكُفر والإجرام المُلطَّخ كلَّهُ بدماءِ الأبرياء وشرفِ الحَرائِر وكِبرياءِ الرجال وبرَاءةِ الأطفال الذين أحرَقهُم الجنجويد برميِهم مكتوفين فى النيرانِ بعد إشعَالِها. ولو نناضِلُ لأجلِ ذلك مئة ألف عام لن نتراجع عن قولِ أنَّ موسى هلال هو رأس فتنة الجنجويد، وهو الحريق الذى أفنَى دارفور، هو رأسُ الفتنة الكبرى التى قسَّمت دارفور إلى زُرْقة وعرب ليبرِّر قتل الزُرقة لأنَّهم خرجوا عن طوعِ أسيادِهم العرب فى الخرطوم، عمر البشير والعِصَابةِ الحاكِمة.) (6) التبادُل السلمى للسلطة عبر انتخابات حُرَّة ونزِيهة: كل الأحزاب السياسية السودانية تُضمِّنُ العبارة أعلاه فى دساتيرِها ولوائحِها، ولكنَّ قليلٌ منها من تلتزم الديمقراطية داخلياً والتبادل السلمى السلِس للسلطة من قيادة إلى أخرى، ومن لا تنزعُ إلى تزوِيرِ الإنتخابات العامَّة. أمَّا الأحزاب الطائفية فالتبادل السلمى للسلطة داخلها معدوم والرئيس يدومُ لمدَى الحياة، الميرغنى والمهدى نموذجاً. وبعد عُمرٍ طويل فالخليفةُ هو نجلُ الزعيم الراحل. ولا مجال لغيرِ آلِ البيت، بمعنى أنَّ الديمقراطيةَ وتبادُل السلطة هى شعارات فارغة بلا مُحتَوَى. وكذلك الحال فى الأحزابِ العقائدية وهى أسوأ من الطائفية لأنَّها تستورد الفكر والرؤى والبرنامج لتطبِّقها هنا فى السودان ونموذجهم هو تجربة الإسلام السياسى الذى نعيشه الآن وكادَ يُفنى البلاد والعباد. و(الديمقراطية) عندها تعنِى تكريس المزيد من الشمولية، والزعيم يحكمُ بأمرِ الله خِلافَة له فى الأرضِ، يفسدُ ويسفِكُ الدماء، ويُمَّكِنُ أتباعه من مواردِ الدولة يتصرَّفُون فيها كيف يشاؤون. امّا حزب المؤتمر السودانى النابت من تُراب هذه الأرض الطيبة والمَرْوِىُّ بماءِه فمجبُولٌ على تبَادُلِ السلطة داخلياً بشفافيةٍ ورُشد، وإذا جاءت الديمقرطية وإنتخبهم الشعب السودانى فسوف يخدمون الشعب ويحمونه ويسهرون على رعاية مصالحه ويصونونَ كرامته، وسيقيمون علاقات خارجية مُحترمة، ويدخُلون بإسم السودان فى شراكاتٍ وتحالفات مُفيدة مع العالم الحُرِّ المُتحضِّر، تضمنُ طفرَةً إقتصادية توفِّرُ الحياة الكريمة للسودانيين جميعهم وسيعودُ أبناء البلد الذين أضطرُّوا إلى الهجرةِ وستتشَابكُ الأيادِى من أجلِ السلام والإستقرارِ والنماء والإزدهار والرفاهِ. أرجو أن لا أكون قد أفرَطُ أو فَرَّطُ فى حَقِّ حزب المؤتمر السودانى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة