ظروف قاسية يمر بها قطاع الخدمات الصحية ،وجميع العاملين في هذا القطاع يصرون على تقديم اقصى مايمكن من خدمة للمرضى، فالتحية لوقفتهم الباسلة فى التصدى ومواجهة التدهور الكبير فى الخدمات الصحية والطبية نتيجة سياسات حكومة المؤتمر الوطنى التى رفعت يدها عن الصرف على الصحة وتخلت عن مجانية العلاج ، والتحية عبرهم لنضالات الشعب السودانى البطل . أنا الأن أوشك أن أكمل عامي ال 20 في كندا ، لا أستطيع أن أحدثكم عن جميع الخدمات التي تقدمها الحكومات المتعاقبة وخاصة في المجال الصحي ، مستشفيات وتوابعها ب " الهبل " بينما وطني يرزخ في ظلمات القرون الوسطى ، هنا في كندا يحس المريض أنه في جنة ، يحس أنه في أمان ، تحرسه ملائكة وأطباء يعاملون المرضى بصدق شديد ، يبذلون أقصى ما يمكن لعلاجهم مهما كان نوع مرضهم ومجانا ، حتى لا يمكن مقارنة الأمر مع بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبح العلاج فيها مثل " لبن الطير " أنا أحدثكم عن تجربة شخصية ، فقد دخلت خمس مستشفيات للعلاج من عدة أمراض وفي جميعها وجدت حنانا لم أجده خارج المستشفيات ، ودائما ما أقول للسيسترات لا أريد الخروج والعافية من عند الله و " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " حتى الزيارات المعروفة عن السودانيين عبث لا طائل من ورائه ، بل أحيانا غير مرغوب فيها . وحقيقة أنا لا أخاف الموت . تصوروا في إحدى المستشفيات واستغرق العلاج شهورا وسبقه تحليل كلف مئات الدولارات وعندما جاءتني الفاتورة كانت " صفر " طالما معي " الكارت الصحي " المرضى السودانيون الآن ب " الهبل " سرطانات – يا إلهي !!! ، كلى ، معوقون ، عيون وقائمة طويلة من الأمراض ....إلخ ومجانا . وتساءلت : ما هي الإشتراكية ؟؟؟؟؟ إن قرار ايلولة المستشفيات الاتحادية للولايات كارثة اثرت على اوضاع العاملين بالمستشفيات ،والمرافق الصحية ، وافقدهم الكثير ،من حقوقهم ومكتساباتهم، وعجزت حكومة الولاية-الخرطوم- عن توفير المرتبات، والبدلات، والعلاوات، وفروقات ترقيات ناهيك عن الحوافز،كما فشلت فى خلق بيئة عمل ملائمة ،وحرمت العاملين من التدريب والتأهيل كحق وواجب على الدولة، وتحول لمنح لذوى الحظوة، اوبمقابل مالى كبير بعد ان كان حقا للجميع ، المرضى يهربون إلى مصر والأردن وأوروبا وأمريكا ويعودون في صناديق جثامين مكلفة جدا كمثال " زيدان ابراهيم والأمين عبد الغفار " ، وفي السودان إن لم يقتلك المرض فعليك أن تدفع مالا ضخما مثلما فعله السودانيون مع د. حيدر ابراهيم " ، قلت لكريمتي الطبيب نصح بأن أسألك عن رأيك في عملية قلب بعد أسبوع ، قالت لي حتى لو كانت البارحة فأنا موافقة !!!!!" وأجريت العملية مجانا مع ثلاث وجبات مجانا !!!!1 المواطنون الشرفاء فشلت وزارة الصحة ولاية الخرطوم فى المحافظة على المستشفيات ،وعجزت عن ايجاد بدائل لها ،وقد عبرت استقالة مدير مستشفى ابراهيم مالك ،ومحاولة بيع اراضى مستشفى امدرمان ،والاضراب الجزئى فى مستشفى العيون عن العمليات التي سبقها قسم البصريات نتيجة عجز الوزارة عن الايفاء باستحقاقات العاملين ،وفرض رسوم على عمليات الاطفال بمستشفى الخرطوم ،والاتجاه بشكل جدى لفرض رسوم على الاستشارات الصيدلانية ، والنقل المتعسف للكوادر المؤهلة والصرف اللامسؤول الذى يتم فى مستشفى الذرة، والتعاقدمع شركات لصيانة الاجهزة دون القيام بالاجراءات المتعارف عليها فى مثل هذه الحالات عن هذا الفشل ، ولن أحدثكم عن النظافة " بلاط ترى فيه وجهك !"في جميع المستشفيات لم أر " نملة " ! يجب التصدى لهذا العبث بحكم ان هذه المؤسسات ملك للمواطن وهو المتضرر الاول والاخير من المحاولات الجارية لتجفيفها من الخدمة التى تقدمها العاملات والعاملين الشرفاء ، ان النضال الموحد يفتح لنا الطريق لمعركتنا من اجل قضايا العاملين بالمهن الصحية بمختلف فئاتها باعتبار انها تهدف لتحسين اوضاع العاملين والمطالبة بزيادةاجورهم المتدنية والتى لاتتناسب مع مايقومون به من جهد اضافة الى عدم تناسبها مع ارتفاع الاسعار ،وغلاء المعيشة ،وتحسين شروط خدمة العاملين ،وفتح المسارات الوظيفية ،وتدريبهم وتنفيذ ترقياتهم ،واعادة النظر فى البدلات الحالية والمطالبة بعلاجهم واسرهم، وتحسين بيئة العمل ليقدموا خدماتهم، وهم يشعر ون بالامان من الاعتداءات المتكررة والممنهجة ، هذا أو هجرة الأطباء والعاملين في القطاع الصحي إلى الخارج !!!!!. أتذكر ماتم للا طباء بمستشفى النو! و حتى تكون ملائمة و تليق بالمواطن السودانى عجزت النقابات عن تقديم اى انجازات للعاملين و عجزت فى الحفاظ على مكتسباتهم والدفاع عن مصالحهم بسبب سيطرة الانتهازيين عليها ، وتحويلها لمصادر رزق، ونهب، ومنفعة شخصية ، فهى بعيدة عن هموم وقضايا العاملين .من الواجب الضغط مع العاملين لاعادة دورها الاساسى فى التصدى والدفاع عن مصالح العاملين، وابتداع كافة الاشكال التى تناسب كل حالة من رفع المذكرات ، والمشاركة فى الاعتصامات،والوقفات الاحتجاجية، والاضرابات لانتزاع حقوق العاملين، و الاصرار على الدفاع ، والمحافظة عن حقوق العاملين ، وحق المواطن فى ان ينعم بخدمة طبية امنة . إن الأهداف الواضحة لكل العاملين في قطاع الصحة،تفرض،وبالحاح على كل المهتمين أن يستخدموا الآن في هذه اللحظة المفصلية،السلاح الأول والمجرب لجماهير العاملين،وهو سلاح الوحدة خلف أهدافهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة