*حدث مهم لم يلتفت له الناس قبل أيام.. *بل أراه من أهم الأحداث التي توقعت أن تثير ضجة داوية.. *فهو الأول من نوعه - حسب ظني - في تاريخ السودان.. *تاريخه القديم والحديث والمعاصر، وربما المستقبلي.. *وتعجبت كيف لم يكتب الصحفيون، ويسخر الساخرون، ويضحك الضاحكون.. *وتعجبت أكثر ألا تكون له ردود أفعال سياسية.. *وقد يكون مرد ذلك تعودنا على كل غريب- وعجيب- في واقعنا الراهن.. *أو انغماسنا في هموم المعيشة التي لم تترك لنا بالاً ننتبه به.. *أو لأنه حدث عادي، وغير العادي هو أنا نفسي.. *وقبيل انتفاضة أبريل كنت أتابع- عبر الشاشة - حفل افتتاح مسجد النيلين.. *ولاحظت تلعثم نميري في قراءة سورة (العصر).. *ونظرت إلى الذين كانوا من حولي فما بدا عليهم أنهم لاحظوا شيئاً.. *ولكنهم انتبهوا إلى (تعثره) على درج المسجد لحظة نزوله.. *أما أنا فعجبت لكلمة (خُسر) التي صارت (خَسر).. *و(خسر) جعفر نميري نظامه (الظافر الخالد المنتصر أبداً).. *و(تعثر) في طريق (الرجل والتحدي).. *وحدثنا الذي نعنيه هنا لا علاقة له بالخسران- ولا النزول- بشكل مباشر.. *وإنما قد تكون له دلالات توحي بأننا (نخسر) و(نتعثر).. *دلالات على صعيد الإنجازات السياسية- التنموية - التي تستحق أن يُفاخر بها.. *وكنت أشرت إلى الاحتفاء بعصير مانجو مصنع تعليب كريمة.. *وقلت إننا احتفينا- ونحن صغار- بعصير مانجو المصنع ذاته أواخر الستينيات.. *بمعنى أن علينا أن نخجل الآن بدلاً من الاحتفاء؛ والاحتفال.. *هو شيء مثل احتفالات إيلا بافتتاح مدارس (ابتدائية)، وشفخانات (بدائية).. *أو مثل فرحة والي الشمالية بالفراغ من (إجلاس الطلاب).. *أو مثل تدشين والي الخرطوم سياسة (الرقابة بالنظر) ليلة رأس السنة.. *وفي ولاية غربية أراد الوالي أن (يفتتح).. *يفتتح (أي حاجة وخلاص) بما أنه في طريقه للمركز ولا بد من (إنجازٍ ما).. *فاكتشف أحد معاونيه (شيئاً) يصلح لاحتفالٍ بقص شريط.. *وتحرك موكب الوالي صوب (الشيء) الذي هو في أطراف المدينة.. *ومع صيحات التهليل والتكبير قفز الوالي من فارهته.. *ولوح بعصاه عالياً وهو يتوجه نحو (الشيء) الذي غابت ملامحه وسط الزحام.. *واختلط هرج الحاشية بثغاء الغنم وخوار البقر ورغاء الأبل.. *فالشيء لم يكن إلا مثل الذي لدى حسن (أبُّوطة) عندنا هناك في منطقتنا.. *و(شيء) حسن كان ذا واجهة للبيع ، وخلفية للذبح.. *وكذلك الذي افتتحه الوالي مع قليل فارق في المساحة.. *لم يكن إلا (حتة مجزر !!!). assayha
اخي صلاح نحن نعيش عهد الدولة المخبولة بالله انظر الي كمية المهابيل في الحكومة؟ انظر حجم العته الذي يحدثه الرئيس في اي زيارة ولائية؟ نهاية الخبل هو انضمام قوش للختمية وتحوله لحوار يبوس الايدي بعد ان كان يهرسها في معتقلاته؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة