الدورة المدرسية.. لعلنا من أوائل الطلاب الذين شاركوا في الدورة المدرسية، وظلت طوال سنوات دراستنا مصدرا للبهجة والمرح والنشاط الرياضي والفني والأدبي، أشعلت فينا روح التنافس والحماس، وأظهرت مواهب فنية ورياضية كثيرة، وما زلت من أنصار استمرار الدورات المدرسية كساحة للنشاط غير المدرسي، بعد أن تعذر هذا النشاط داخل البرنامج اليومي للمدارس؛ لازدحام المناهج، وضيق ساحات المدارس، لكن لا بد أن يتغير التفكير المصاحب لها وتتغير صورتها، الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتلقي بأعبائها على المواطنين، لم تعد تسمح بكثير من مظاهر الصرف البذخي، الذي يصاحب هذه الدورات، لا بد من مراجعة ميزانياتها، والنظر في تحويلها إلى منافسات داخل الولاية؛ تقليلا للنفقات، ومراعاة لظروف الناس. عن التمباك.. اشتعلت الأسافير بالخبر الذي أوردته الزميلة "آخر لحظة" حول تبرع تجار محلية معينة في دارفور بقناطير من "التمباك" للمؤتمر الوطني، واهتم الناس بالجانب الساخر من الخبر، وقصة حرمة التمباك من عدمه، لكني مشغول أكثر بهذا الشكل من التبرع الذي لا يمكن أن يحدث في ظل نظام ديمقراطي تعددي، إن كانت هناك تبرعات إلى حزب ما فالأصح أن تكون فردية، أما مسألة تبرع تجار منطقة معينة، أو سكان محلية ما فهو مظهر شمولي كامل الدسم، وغالبا ما يتم تنظيمه بأيدي السلطة المحلية، ويجد الناس أنفسهم مجبرين عليه، وإن لم تتبرع فستجد سيف المحلية مسلطا عليك. متمردين تاني.. حكاية انضمام فصيل من المتمردين إلى السلام والحوار الوطني...الخ، أصبحت "بايخة"، ولم تعد تلقى اهتماما من الناس؛ ففي كل صباح نسمع عن فصيل سلم نفسه إلى الجيش، أو الأمن، أو الولاية الفلانية، وكلمتان في التليفزيون، وأموال تصرف هنا وهناك، ثم يخفت الصوت فترة، لنسمع من جديد عن حركة جديدة، أو لم تقل لنا الحكومة إن الحركات المسلحة انتهت، ولم يعد لديها قوات ومقاتلين، إذن من أين يأتي هؤلاء؟، أخشى أن يكون في الأمر سمسرة ومكافآت لوسطاء استثمروا في هذا العمل، وحركات يتم تشكيلها خصيصا من أجل العودة، وقبض المكافآت. تسليم وتسلم.. أفضل أخبار العام الجديد- على الإطلاق- هو الذي قال إن الحكومة سلمت إلى حكومة جنوب السودان 25 مسلحا، كان قد حكم عليهم بالإعدام بعد القبض عليهم مع إحدى الحركات المسلحة، هؤلاء مواطنون من جنوب السودان، لا أظن أنهم انتموا إلى حركات سودانية عن وعي وإصرار، وليست ثمة ضغينة لهم مع الحكومة- وربما- يكونون في رحلة البحث عن لقمة عيش، وليس لديهم من المهارات والخبرات غير الضراع، هذه رسالة إيجابية جدا يمكن أن تسهم خطوات في تحسين العلاقات بين البلدين، وفيها بعد نظر سياسي؛ لأن هؤلاء ليسوا خصوما، ولا مجرمين، هم ضحايا بسطاء للنار المشتعلة في الجنوب والشمال، عودة هؤلاء إلى أهلهم وأسرهم رسالة سلام وإخاء ذات معنى كبير، نأمل أن يكون لها أثر إيجابي على شعبي البلدين. altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة