فيما يتواصل التنديد حول العالم وتُعقد الإجتماعات وتنفض وترتفع الأصوات بتبادل الإتهامات ما بين روسيا والولايات المتحده الأمريكيه يواصل الطيران السورى والروسى المشترك قصفه لمدينة حلب وينهال عليها بأطنان من القنابل والقذائف التى تنصب حمماً ورجزٌ من السماء على روؤس المواطنين السوريون الأبرياء . القصف لا يطال حلب فقط بل تنهمر القذائف والقنابل كالمطر في العديد من المدن والقرى السوريه التى أصبح بعضها خراباً ينعق فوقه البوم . قصف عشوائى بلا هواده ، ودمار ليس من بعده في هذى السنين الباقيات من عمار وقتل أصاب العالم بالذهول الحرب التى أحالت سوريا خراب تدخل عامها السادس دون أن يلوح في الأفق أى قيد زمنى ينبئ بوقفها وإنهاءها ودون أى أمل لكل الجبهات المتناحره في التراب السورى يكفل لإحداها الإعلان عن إنتصارها ـ مايجرى هو حرب عصابات ـ حرب كر وفر ـ وحيثما وُجد الغريم يحدث الإشتباك الذى يرفد إحصائيات العالم بقوائم طويله من الشهداء الأبرياء والجرحى من الناس والأطفال والفقراء وكبار السن الذين وجدوا أنفسهم بين سندان الجماعات المسلحه ومطرقة النظام . خمسه سنوات عجاف والحال هكذا ـ كر وفر ـ تحرير وإسترداد وإسترداد وتحرير وألة القتل الجهنميه تدور والعالم يكتفى بالفرجه !! خمسه سنوات من الشجب والإدانات والتنظير والتراشق اللفظى وسوريا عن بكرة أبيها تحترق لا حلب لوحدها . دوله يبلغ عدد سكانها زهاء الثلاثه وعشرون مليون نسمه فر نصفهم الى الخارج لائذين بجلودهم من الموت حاملين أمتعتهم القليله وأطفالهم وحتى في فرارهم هذا الموت يترصدهم ــــ الحرب هجرت قسراً حوالى 11 مليون سورى ـ 11 مليون تشتت شملهم بين مراكز الإيواء والخيام المنصوبه لهم في أقصى أطراف الدول وتدفق المهاجرين مستمر ومن بقى في الداخل هم أولئك الضحايا الذين يكتفى العالم بمشاهدة أشلاءهم ويندد ... الكره الأرضيه بأسرها تندد والقتل مستمر ولما كانت هذه هى النتائج البشعه لهذه الحرب والماثله أمامنا ولما كانت هذه هى الحصيله المرعبه والوضع ينزلق للاسوأ ، دعونا نقف جميعاً أمام أنفسنا وضمائرنا لنتساءل قائلين : من ذا الذى أشعل فتيل الحرب في سوريا ؟؟؟؟ من ؟؟؟؟؟ من ذا الذى أشعل الفتنه ؟؟؟؟؟ وماذا كان ينتظر من نتائج غير هذه الحصيله المرعبه والمهوله ؟ هل الذى إنتفض في الداخل هو الشعب السورى الشقيق محاكياً دولاً كتونس ومصر وليبيا واليمن ؟ هل ركب الشعب السورى موجة الربيع العربى ( الأول ) ؟ الإجابه الحاضره والتى يعلمها الجميع إن الشعب السورى لم يفعل ذلك ، لهذا تساءلنا عن من أشعل الفتنه . ولما ناشدنا قبل سنوات مع بداية إشعال الداخل السورى وإلتمسنا من عقلاء العالم التدخل الفورى لوقف النزيف السورى وحذرنا من هذه النتائج الكارثيه التى نحصدها الأن قلنا إن الحرب في سوريا هى ( قيامة الشرق الأوسط ) المقال حمل هذا العنوان وقلنا كذلك إن الرئيس السورى بشار الأسد ولألف سبب وسبب وليس مشاهدته الحيه للمصير الذى أل إليه نظيره الراحل معمر القذافى والحال المذرى الذى كان عليه حسنى مبارك والمصير الذى أل إليه زين العابدين بن على قلنا وبشار الأسد يرى ويسمع كل ذلك إن هذا الرجل لن يهادن ولن يركع ولن يتوانى على الإطلاق في هد سوريا عن أبيها على رؤوس شعبها وقاطنيها وإنه لن يذهب للجحيم لوحده أبداً . وشئنا أم أبينا فهناك ثمة حقيقه ماثله للعيان يعرفها القاصى والدانى عن بشار الأسد وهى إن هذا الرجل لا يعرف شيئاً إسمه الخوف !! ولا يعرف التردد ، وعندما إنبرى ما سُمى بالأكاديمى الإسرائيلى يومذاك وأطل على العالم من شاشة إحدى القنوات الفضائيه ووصف الرئيس السورى بشار الأسد بالرئيس ( الجبان ) لجهة إنه وبحسب ذاك اليهودى الأحمق لم يطلق رصاصه واحده على إسرائيل طوال خمسين أو أربعين عاماً قلت في نفسى إن هذا المعتوه لا يعرف بشار الأسد ..... الأسد يقمع في الداخل وبعنف لا مثيل له والحرب دائره وعينه على إسرائيل ! يمتلك الأسد من الأسلحه التى لم يستخدم سوى الجزء الضئيل منها ما هو كفيل بمحو إسرائيل من على ظهر الكره الأرضيه ... وهذه يدخرها للحظه صفر .... الأسد ليس جباناً على الإطلاق ، وذكى بما فيه الكفايه لصرف النظر عن الخربشه التى تقوم بها إسرائيل ـ ليس هذا أوان الرد وليس هذا هو الوقت المناسب لينجر الأسد الى مواجهه مع إسرائيل ليستفيد منها خصومه والساعين لإسقاطه بالقوه . ولكى لا ننزلق الى هذا الدرك الأسفل من الحرب والمواجهه ولكى يتفادى العالم نشوب حرب عالميه ثالثه ستنطلق من سوريا بالذات بدأت مؤشراتها تظهر بوضوح بين القوتين العظمتين في العالم والتقاطعات التى بدأت تطل برأسها في السماء السورى وقبل أن يصل ديك العده أو الثور في مستودع الخزف المرشح الأمريكى لرئاسة الجمهوريه ( دونالد ترامب ) الى البيت الأبيض ومؤخراً بدأت كل المؤشرات تقول بذلك وترجح كفته ، نعود الأن مره أخرى لنناشد كافة عقلاء العالم بإيجاد حل سياسى في أسرع وقت ممكن يكون للرئيس السورى بشار الأسد نصيب الأسد فيه قبل أن يدركنا جميعاً الطوفان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة