:: قبل أشهر، كان الخبر بالصحافة المصرية كما يلي : نقابة الأطباء تقرر إغلاق مستشفى المطرية رفضاً للإعتداء الذي تعرض له بعض الأطباء من قبل بعض أفراد الشرطة .. وقبل هذا الخبر، كان الحدث بالصحافة المصرية أيضاً كما يلي : قصد أحد الأطباء عنبر مرضاه بمستشفى دار السلام بسوهاج، وتهجم عليه أحد المواطنين، وكان مرافقا لمريض، وأعتدى عليه ..وفضوا الإشتباك ، ودونوا بلاغا ضد المعتدي، ولكن لم ينته الحدث..بل تطور لحد إستقبال وزارة الصحة أرتالا من الإستقالات ( 75 استقالة)، وهم زملاء الطبيب المعتدى عليه، بمن فيهم مديره الذي قال بكل شجاعة : ( لن نعود الى المستشفى، ما لن يعود اليه الأمان)..!! :: ولكن هنا، كما حدث أول البارحة بمستشفى أمدرمان، تتواصل حلقات مسلسل الإعتداء على الأطباء وتحطيم المعدات والأجهزة الطبية، بيد أن السادة باتحاد الأطباء والمجلس الطبي و وزارات الصحة أوهن من أن يثيروا الرأي العام و إنتباهة السلطات بمواقف كتلك المواقف المصرية .. وكما عجزوا عن خلق مناخ العمل للطبيب، عجزوا أيضاً عن حماية هذا الطبيب من ( البلطجية)..وللأسف أطباء بلادي أيضاً شركاء في (جريمة الصمت).. ولم يستوعبوا مغزى المثل الشعبي ( البكاء بحررو أهلو)، بالاعلان - بعيداً عن الإتحاد الكسيح والمجلس العاجز - عن موقف جماعي رافض ..!! :: وللأسف، وسائل الإعلام أيضاً تكتفي بنقل خبر الإعتداء، وهي القادرة على تشكيل الرأي العام ضد هذه (البلطجة)..كما نرفض الإعتداء علينا وعلى صحفنا، يجب علينا أن نرفض أيضاً كل أنواع وأشكال الإعتداء، بما فيها الإعتداء على الأطباء..فالإعتداء على الأطباء تجاوز مرحلة الظاهرة إلى (ثقافة مجتمع)..ومع ذلك، لا تحرك الجهات المسؤولة ساكناً، وهذا الصمت (إعتداء أيضاً).. أحياناً يكتفي الإتحاد ببيان شجب خجول، وكثيراً ما يضن - على المعتدين - حتى بالبيان .. وكذلك حال وزارة الصحة، كما الإتحاد الهزيل، بالإستنكار، وكثيراً ما يغض الطرف حتى عن الإستنكار ..!! :: فلندع مدير مستشفى أمدرمان، فهو لن يأتي بموقف حاسم وحازم يشبه موقف مدير مستشفى دار السلام بسوهاج، بحيث يقول لصحف الخرطوم : ( لن نعود الى المستشفى، ما لن يعود اليه الأمان)..لم ولن يفعل، فهو مأمور بكل أوامر وزارة الصحة، ولو كان الأمر بالعمل في كل الظروف بما فيها ( ظروف البلطجة)..وكذلك، ندع أطباء مشافي ولاية الخرطوم في حالهم ، فهم أهون حالا من أن يعتصموا يوماً أو يضربوا نصف يوم أو يقدموا استقالة جماعية - كما فعل زملاء طبيب سوهاج - بحيث تعيد لمهنتهم كرامتها (المنتهكة)، لم ولن يفعلوا..وعليه، نسأل من نسميهم - مجازاً - بالمسؤولين باتحاد الأطباء والمجلس الطبي : هل يرضيكم ما يحدث للأطباء؟، أم عجزتم حتى عن تقديم إستقالات أو مواقف أخرى تحفظ لكم ولمهنتكم ما تبقى من (ماء الوجه) .؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة