الخرطوم.. دارفور أزمة متجددة بقلم د. ياسر محجوب الحسين

الخرطوم.. دارفور أزمة متجددة بقلم د. ياسر محجوب الحسين


09-07-2019, 05:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567829270&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم.. دارفور أزمة متجددة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
Author: د. ياسر محجوب الحسين
Date: 09-07-2019, 05:07 AM

05:07 AM September, 06 2019

سودانيز اون لاين
د. ياسر محجوب الحسين-UK
مكتبتى
رابط مختصر



أمواج ناعمة





أحداث دراماتيكية في مدينة الفاشر بإقليم ألغت ندوة سياسية لقوى إعلان الحرية والتغيير التي تتسيد المشهد السياسي في السودان عقب الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في 11 ابريل الماضي، الأمر الذي أكد عمق الأزمة بينها وبين حركات دارفور المسلحة التي كانت وراء تلك الأحداث.
فلم تكن تلك الحركات المسلحة تعارض نظام البشير فحسب وإنما كانت تعارض الدولة السودانية بتركيبتها التي ورثتها منذ استقلال البلاد عن بريطانيا في 1956. وقال أحد القياديين بالحركات المسلحة إن سلاحهم لم يرفع فقط ضد نظام البشير، وإنما رقع ضد كل الأفكار المركزية والبرامج التي تحملها الكثير من الأحزاب المنضوية تحت تحالف الحرية والتغيير، والتي يرى أنها نسخة من النظام السابق.
ورفضت الجبهة الثورية، وهي تحالف يضم هذه الحركات المسلحة، الاتفاق الموقّع بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، والذي بموجبه يتم تشكيل هياكل السلطة الانتقالية بشقيها السيادي ومجلس الوزراء.
ووقعت حادثة الفاشر حينما قام عشرات الحاضرين بمنع مندوبي الحرية والتغيير من الصعود إلى المنصة، ولم يكتف المحتجون بمنعهم من مخاطبة الحضور، بل لاحقوهم عبر رشقهم بالحجارة حتى بعد إجلائهم إلى سياراتهم، ما أدى إلى تهشيم زجاج عدد منها. واتهمت قوى الحرية والتغيير بشكل مباشر الحركات المسلحة وقالت في بيان لها إن حركتي العدل والمساواة، وتحرير السودان، مسؤولتان عن أحداث تلك الندوة.
لقد ظلت هذه الحركات تقاتل الحكومة المركزية في الخرطوم بشراسة لنحو 16 عاما. بيد أنها لم تحقق نصرا معلوما وفي ذات الوقت لم تتمكن الخرطوم من القضاء عليها؛ حتى إن النظام السابق لجأ للاستعانة بميلشيات قبلية عرفت فيما بعد بقوات الدعم السريع التي يشغل قائدها اليوم منصب نائب رئيس مجلس السيادة الذي يرأسه الفريق عبد الفتاح البرهان.
ومنذ اندلاع شرارة التمرد المسلح في 2003 جرت مياه كثيرة تحت الجسر، فقد ضربت رياح الانقسامات حركات دارفور المسلحة وفرقتها شيعاً كل حزب بعصبيتهم يفرحون. فتلكم الرياح العاتية، فضلا عن لهيب الحرب وأهوالها أدى إلى توالد الحركات وتشظيها وتكاثرها مما ساهم في استعصاء الحل السياسي.
لعل حالة التشظي والانقسامات العنيفة بين صفوف حركات دارفور تعطي مؤشرا قويا لغياب الرؤية السياسية المتماسكة المفضية لتحقيق أهداف الثورة أو الانتفاض. وليس واضحا لدى هذه الحركات ما إذا كانت تقوم بثورة مسلحة أم غير ذلك. فالتيار الثوري عادة يحمل أفكارا تؤمن بالثورة المسلحة كخيار ضد الاستعمار.
وحتى ما يعرف بالكفاح التحرري، فإنه نشاط مقاوم في المناطق التي تخضع للاستعمار، ويتخذ أشكالا مختلفة إما سياسية أو عسكرية أو كليهما، معبرة عن رفض الاستعمار. أما المقاومة فهي رد فعل سياسي أو عسكري يعبر عن رفض التدخل الأجنبي (الاستعمار). فكل هذه الأشكال تتحدث عن الاستعمار بينما لا تنطبق صفة الاستعمار بالضرورة على الحكومة في الخرطوم التي تقاتلها الحركات المسلحة.
ولابد من الأخذ في الاعتبار أن قضية دارفور قضية وطنية عادلة يجب أن تتعهدها الأحزاب السياسية والتنظيمات المسلحة، من خلال عمل سياسي راشد، يحقق البديل الأفضل للشعب والوطن، فالنضال أسلوب كفاحي يعبر عن توجه السياسي أو فكري. وستتمكن هذه المكونات الوطنية من ارساء السلام في دارفور اذا استجابت إلى ضرورة الالتفاف حول منهجية سياسية.
وتخطئ الحركات المسلحة إن استمرت في تصوير الصراع بأنه صراع هوية؛ فقد شهدت الأجزاء الشمالية في كل من دارفور وتشاد التي تحادد السودان من ناحية اقليم دارفور المترامي الأطراف، قيام دول إسلامية تأثرت تأثرا قويا بهجرات القبائل العربية التي انداحت من الشمال والشرق والتي وجدت في أراضي السودان وتشاد امتدادا طبيعيا لحياة البدو العرب من البيئة الصحراوية.
لقد كانت دارفور مملكة إسلامية مستقلة حكمها عدد من السلاطين كان آخرهم وأشهرهم السلطان علي دينار، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيد سلطان دارفور الدولة العثمانية التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية. ولهذا فليس من صالح أي كيان سياسي أو عسكري المساس بأحد أركان الهوية الدارفورية المتمثل في الثقافة العربية والإسلامية.

Post: #2
Title: Re: الخرطوم.. دارفور أزمة متجددة بقلم د. ياسر م
Author: بكرى ابوبكر
Date: 09-07-2019, 05:11 AM
Parent: #1

  • الخرطوم.. دارفور أزمة متجددة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الاتحاد الأفريقي.. مواقف رمادية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • هل تجتاز الخرطوم امتحان الخبز؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • حكومة مدنية على فوهة بركان بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • تلاميذ السودان.. دروع بشرية! بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الجيش السوداني ومفترق الطرق بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • السودان.. دموع الوسيط لم تخف العيوب بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • لندن وطهران.. تنمّر في عرض البحر بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • موسم الهروب من مستنقع اليمن بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم.. الجوار يكافح عاصفة التغيير بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الأزمة السودانية.. تدويل بامتياز بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • ربيع السودان.. توازن اليأس بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الثورة ولعبة المصالح الإقليمية والدولية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • السودان.. لا تبكوا على اللبن المسكوب بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الانتخابات تقطع قول كل خطيب بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم.. المخالب الأجنبية تُعمل أظافرها بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الربيع السوداني يغرق في الصراع الأيديولوجي بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • السودان.. سياسيون تتلبسهم أخطاء نمطية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • حابل السَّمْسَرَة ونابل السّياسة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • السودان.. تحديات ومحاذير بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • السودان.. محك التغيير والانفلات بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • شيء من الحزن.. دعوني أبكي بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الجولان وواقع العجز العربي التام بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • من يقف وراء إرهابي نيوزيلندا؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الإسلام السياسي.. جدل يراوح مكانه بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • حالة الطوارئ وسراب المقاربة السياسية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم.. فرص قبول العرض الأمريكي بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • واشنطن ودول (التوالي) الأوروبية والعربية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم.. سياسة الهروب إلى الأمام بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • ماذا قدم السيسي للبشير في القاهرة؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم تغوص في وحل الجمود السياسي بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • البريكسيت.. كواليس الدولة العميقة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • السودان ومعركة كسر العظم بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • سيناريوهات الأزمة السياسية في السودان بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • موسم الهرولة إلى دمشق بقلم د.ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم على صفيح ساخن بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • ماي تغادر مكظومة وتبقى الديمقراطية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • تمهيد الطريق لإعادة انتخاب البشير بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • خلفيات الاهتمام الإسرائيلي بالسودان بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم.. تمرير القوانين بشرعية الدبابة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • بيان مقتل خاشقجي حروف بدون نقاط بقلم د.ياسر محجوب الحسين
  • لا تقرعوا طبولاً ولا توقدوا شموعاً بقلم د.ياسر محجوب الحسين
  • الصحافة رهينة الاستبداد السياسي بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الخرطوم.. أزمة مليشيات الدعم السريع بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الليبرالية.. تقاطع الجوهر والشكل بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • أبومازن.. دموع على المنصة الدولية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • مصير التريليونات العربية في بنوك أمريكا بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • واشنطن والجنائية.. زواج المِسيار بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الصين ومنافسوها وحرب التقارير بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • سد النهضة.. تراجع أم مراجعة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الشعبي يطلق نيران صديقة ثقيلة على الوطني ويستثني البشير بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • هل يغدو ترامب أول رئيس يُعزل؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • البشير.. البحث عن الدفاتر القديمة بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الرابح والخاسر في الأزمة السعودية الكندية بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • الإعلام الغازي.. تجريف الوعي الجمعي بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • المؤسسة الدينية السعودية.. الحصاد المًُر بقلم د. ياسر محجوب الحسين
  • بعد ليبيا واليمن.. العبث يطال إثيوبيا بقلم د. ياسر محجوب الحسين