لا يخفى عليكم الأوضاع التي يعيشها المواطن السوداني بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية والكوارث الطبيعية التي حلت عليه هذه الأيام وهي السيول والامطار التي سببت خسائر كبيرة جداً في ظل ظروف صعبة للغاية ، حيث لا توجد حكومة قادرة على إيقاف مآسيهم ، كل ذلك سببه اختلاف أبنائه السودان بسبب اللون والعرق والمناطق الجغرافية (العنصرية) التي فشلت في تكوين حكومة انتقالية قادرة علي التحول الديمقراطي ، يجب أن نتيقن بدون ريب بأنه لا يمكن أبدا أن مشكلة الفيضانات والسيول قد تنتهي في الدولة السودانية إلي يوم القيامة . العنصرية والكراهية هي أكثر المشاعر التي تجعل الإنسان ينظر إلى غيره نظرة استهتار وتكبر ، حيث تأخذ الشخص إلى نفسه فقط فتُلهيه بها ، وتنسيه كل ما / ومن حوله ، وتقتل في داخله المشاعر والاحاسيس ، فيصبح الشخص الذي تحركه العنصرية والكراهية شخصا لا يتقبل وجود الآخرين معه ، في النهاية لن تكون محصلة هذه العنصرية والكراهية الخطيرة سوى تفكيك الدولة السودانية . من سوء حظ الشعب السوداني أن يشهد ويعيش في أخر زمانه انهيار وتفكيك الدولة السودانية ، الذي يعكس حالة من الفوضى والانفلات الأمني بسبب العنصرية والكراهية بين أبناء الشعب السوداني ، كما هو الحال في سلوك العنصريين الذي قسم ظهر السودان ، ومن سوء حظنا أن هذه العنصرية تخترق اليوم بقوة الجهل وينتشر وسط الشعب السوداني بأكمله ، وما تزال كل الدعوات التي تهدف إلى إنهاء العنصرية والكراهية بين أبناء السودان بمختلف ألوانهم عاجزة عن تحقيق أهدافها . كيف يمكن تفسير هذه العنصرية في السودان ، لا يوجد اي تفسير لها ، في علم النفس الاجتماعي الشخص العنصري هو مريض نفسي ، وعادة ما يكون الحقد والكراهية والانتقام هو الهدف الأساسي له ، حيث يتحول الحقد وعدم تقبل الآخرين على كراهية كل من يختلف معه اثنياً وجغرافيا وعرقياً ، هذا الكلام قد ينكره البعض ، وقد يتعجب منه البعض الآخر ، لكنه الحقيقة التي يتهرب منها الجميع ، حل الأزمة السودانية يعني استئصال هذا المرض الخبيث الذي يسمى بالعنصرية أولاً ، وإلا سوف نخسر معركة بقاء السودان موحدا . كلمة وطن هي غالية وترابه لا يقدر بثمن ، اليوم كل القرائن تشير إلى نهاية الدولة السودانية وهذه النهاية قد حان وقتها أن كان ذلك طوعاً أو كرهاً وكل المؤشرات وقرائن الأحوال تشير الى ذلك بكل وضوح وما ينكره إلا الذى في عينه رمدٌ وقبل أن يكون خيار النهاية هذا ناتج عن الفشل الزريع من كل الساسة السودانيين معارضة وحكومة وهو بالأساس نتاج حتمي للعقلية السياسية السودانية التي تفتقر إلي التخطيط السليم من أجل بناء دولة سودانية أساسها العدل والمساواة في الحقوق والواجبات منذ الاستقلال وهذا قدرنا كشعب سوداني أن يكون ولاة أمورنا من أصحاب الوطنية المزيفة ينظرون إلى المصالح الشخصية فالحكومة لا يهمها إلا مصلحتها فقد وخير دليل على ذلك هو ما يجري الآن الكل يصف الآخر الذي يختلف معه عرقيا أو جغرافيا وسياسيا بأوصاف قد تصل إلي شتائم في بعض الأحيان ، هذا نتاج طبيعي في العقلية السودانية التي تحتاج إلى تخطيط عقلي لأن عقول الساسة يلعب دور الافلاس الفكري فيها وانفلات زمام أمر إدارة الدولة السودانية الذى دب في جسد الشعب بالجراح وعصف برجاله الي الهجرة خارج الوطن وطغى أسلوب العزف المنفرد على كورال المصلحة الشخصية . السودان اليوم يعيش في أيامه الأخيرة من السقوط المنتظر فكل التحديات التي واجهتها الدولة السودانية مؤخراً والأحداث التي مست عصب الشعب اتسمت ردود أفعالها بفصل الجنوب أولاً وبقيت المناطق الملتهبة في الطريق أن شئنا أم أبينا . أن أبناء الدولة السودانية يتعاملون مع هذه التحديات بغير مؤسسيه ولا خطط وكذلك بلا منهجيه على الإطلاق فالكل منهم ينظر إلى مصلحته الشخصية الأمر الذي ذهب بالسودان الى الهاوية وهذه حقيقة لا تخفي على أحد . أن تحليلي لهذا الوضع الكارثي الذى تعيشه البلاد اليوم يكتوى قلبي بنار الحسرة واجد نفسي عبر دوامه طويله مُرهقه ، فاذا تبعثرت الدولة السودانية يدفع ثمنها الشعب وقد يعيش المنافقون في دول الحضارة بكل أمان وسرور .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 21 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة