خرجت مليونيات 21 إكتوبر بأشواق الشعب السوداني، و رغبته في التغيير، و لكن للأسف بذات الطريقة القديمة المتجددة تم إبطال مفعول المليونيات، و ذهبت كأنها لم تكن.
يخرج البعض ليقول لقد وصلت الرسالة..
الثورات، و الشعوب التي تخرج بهذه الطريقة لا تحتاج لتوصيل رسائل، بل تفرض امرها فرضاً، رغماً عن انف اكبر تعيس غرته الاماني الزائفة، و زينت له الاوهام الباطلة انه الوصي، و المنقذ من المهالك، و الجحيم.
لماذا إنفضت مليونيات 21 إكتوبر بهذه السرعة؟
إنفضت المليونيات لأنه لا تزال هناك قوة قذرة تتربص بالثورة تصنع البروباغندا، و الإعلام الشعبوي التضليلي الذي يجيد التغبيش.
هتفنا ضد الموز، و المحاشي، و الحواشي، و الخراف، و اردول، و المخصي هجم، و الفكي جبريل، و الحلو مناوي، كما هتفنا من قبل بشعارات الياو ياو، و نطلقها ليك، و نعرسها ليك، و وداد ام جضوم الليلة ما بتنوم.
عندما غابت قوى الثورة الحقيقية غاب الهتاف الواحد، و المطلب الاوحد واجب التنفيذ، التسليم، او السقوط.
بينما كنا في غمرة الرقص بالاهازيج امام النمصات المفخخة في إعتصام القيادة، فاوض عن الثورة إنتهازيبن، و اصحاب مصالح، و اغراض، و تجار سياسة، في غرف مغلقة تم فيها قتل الثورة في سطور وثيقة دستورية عار، خرجت بلا عذرية، الكل قضى وطره، و دماء الشهدا لم تجف بعد.
اصبحنا نردد عبارات الخوف بلا هدى " والله البلد كاتمة كتمة" و " البلد دي ح تكتم"
لماذا لا تكتم؟
بايدينا ان نزيل اي هاجس للخوف لطالما لا يزال الشارع منتصب، و الثورة في عامها الثالث.
قلناها باكراً، و شخصنا العلة في المؤسسة العسكرية، و مليشيات الجنجويد، و الحركات المسلحة.
إن لم تُحسم هذه الأمور العسكرية، و الامنية، قبل ايّ عمل سياسي في ظل مطالب جماهيرية لا تجد العذر لفرض اي امر واقع لطالما ذهب النظام البائد الذي حاربه الجميع بلا رجعة، فلنستعد لحرب اهلية لا تبقي، و لا تذر.
نقولها الآن، و الازمة في اوجها..
لا يمكن لأيّ حوار بذات الادوات القديمة ان يُفضي الي حلول محترمة، و تكوين جيش قومي محرر يليق بنا، و بثورتنا العظيمة، لطالما لا نزال نخضع لتوازنات القوى، و "الخوف من الكتمة".
واحد من إثنين..
* يا نخرج للشوارع، و نحتل الميادين، و الساحات، و الحواري، و نفرض علي الجميع التسليم، و السقوط، مهما كلفنا الامر من فاتورة، و ثمن.
* او نجلس بجدية لنفتح حوار مع البرهان، و حميدتي و اسرته مقابل التسليم.
للرجلين مخاوف، يعلمها الجميع، و بيديهما القوة التي ظلت معوق حقيقي لمسيرة الثورة، و ذلك لأننا خاطبنا قشور القضايا، و وضعنا المحسنات، و المساحيق رخيصة الثمن.
اخيراً.. ايّ لقاءات تفضي إلي تهدئة الأمور بشكل مؤقت لا تخدم الثورة.
نريد حلول جذرية تكون نتائجها مستدامة تنعكس علي الوضع الراهن، و تصدره الي المستقبل في دولة مدنية ديمقراطية في نهاية الفترة الإنتقالية بسلاسة، و سلام.
كسرة..
السيد برهان، و حميدتي.. ساعدونا في إيجاد حلول تجنبنا جميعاً المواجهة الحتمية، فإرادة الشعوب لا تعرف انصاف الحلول، فالخسارة غير واردة لأن البضاعة، حرية سلام، و عدالة.
كسرة، و نص..
تأكدوا انه لا مستقبل سياسي يُفرض بقوة السلاح، او بالامر الواقع، و لكم في 21 إكتوبر العِبر، و الدروس.
كسرة، و تلاتة ارباع..
اطردوا افكار الوصاية المهببة، و فرضية بدوننا ستنهار الدولة، و كيف نتركها الي الاعداء، و العملاء.
سمعنا هذا من اللص الماجن المخلوع فظننا انه الدولة، و الثورة، و الشعب، و الدين، فذهابه سيتركنا كالإيتام في موائد اللئام.
ها قد رأيتموه ذليلاً طريداً، وحيداً، وها نحن اعزاء لا نزال نخرج في الشوارع كالسيول الهادرة، نردد أن حرية سلام، و عدالة.
تنبيه اخير..
إن لم ندرك الامر في مشهد تعج فيه حركات مسلحة، و مليشيات، و جيش مؤدلج في دولة رخوة، و هشة ستتفسخ هذه القوى، لأنها تفتقر الي الإنضباط، و إنغمس قادتها في صراعات السلطة، و المال، و النفوذ، و ستصبح معضلة حقيقية تؤدي بنا جميعاً الي الجحيم حيث يصعب لملمة الامر.
وقد سمعنا التهديد بالحرب من علي منصة إعتصام القصر، و ما خفي اعظم!!!