عثمان أحمد حسن (١): الوجه الآخر للقمر بقلم:جعفر خضر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2021, 07:38 PM

جعفر خضر
<aجعفر خضر
تاريخ التسجيل: 12-01-2014
مجموع المشاركات: 203

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عثمان أحمد حسن (١): الوجه الآخر للقمر بقلم:جعفر خضر

    06:38 PM February, 28 2021

    سودانيز اون لاين
    جعفر خضر -السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    صحيفة الديمقراطي ٢٨ فبراير ٢٠٢١

    عندما تحرك الإمام محمد أحمد المهدي من قدير إلى الأبيض بايعه كثيرون في منطقة البركة بكردفان على بعد حوالي ٥٠ كلم غرب شيكان، ومن ثم خاضوا مع المهدي معركة شيكان الشهيرة.
    لاحقا تحرك هؤلاء الأنصار الشجعان إلى منطقة القضارف مع قوات المهدية، ليستقر كثيرون بعد ذلك بمدينة قلع النحل حيث ولد عثمان أحمد حسن في أواخر الخمسينات' ليرث من أهله خصلتي الشجاعة والكرم .
    في نوفمبر ٢٠١٠ تدخل جهاز أمن القضارف بطريقة خشنة ومنع فاعلية منتدى شروق التي كان عنوانها (الآثار الاقتصادية لانفصال الجنوب)، وبعدها بأيام أصدر مدير عام وزارة الثقافة والإعلام قرارا بإيقاف نشاط المنتدى.
    في ظل ذلك الظرف العدواني، زارني بمنزلنا الكائن بحي ديم النور بمدينة القضارف، الأستاذ عثمان أحمد حسن، معتمد القريشة وقتذاك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أراه وأعرفه فيها، كان برفقته الضو الماحي الذي كان وزيرا للشئون الاجتماعية والثقافة والإعلام، وياسر تركي أمين أمانة الثقافة بالمؤتمر الوطني البائد.
    كان موقف عثمان أحمد حسن جليا وواضحا ضد إيقاف المنتدى وتدخل جهاز الأمن، وألا حجر على الثقافة وأن الفكر يصارع بالفكر، لم يكن موقف الضو الماحي بذات الوضوح.
    بعد أشهر تخللتها وقفة احتجاجية ومناهضة سلمية عاد المنتدى، ولكن استمر التعدي عليه، على مرّ السنوات، حتى سقوط رأس النظام في ١١ أبريل ٢٠١٩ .
    بعد تلك الزيارة شبه الرسمية بأسابيع أو شهور زارني عثمان زيارة اجتماعية، ولم يكن معه أحد من مسئولي الحكومة، وحدثني عن عمله في جهاز الأمن، واعتراضه على ممارسات الجهاز غير الإنسانية، وأن مثل هذه الممارسات لا تضر خصوم الحكومة فحسب، بل تضر الحكومة ذات نفسها. وحكى لي عن أحد الأشخاص الذي كان مسئولا عن ملفه وأنه أحسن التعامل مع ذلك الشخص، وقد أضحت العلاقة بينهما علاقة طيبة ممتدة.
    أحسست بصدق جلي في كلام الرجل واستمر التواصل بيننا على المستوى الاجتماعي والثقافي.
    قدّم عثمان فاعلية في منتدى شروق حول كتاب (ليالي سخريار)، وقد حاول من خلالها مساعدة المنتدى باستجلاب خلفية استيكر، على حسابه الخاص، قابلة لمحو العناوين وإدراج عناوين جديدة، لم تنجح الفكرة، ولكن يكشف الموقف حرص عثمان على مساعدة المنتدى بالتفكير في إيجاد الحلول الجذرية.
    ولم يكلف عثمان المنتدى تكاليف سفره إلى القضارف وعودته إلى الخرطوم، بل وأهدى الكتب لأعضاء المنتدى بكرم جم ومحبة عامرة.
    وقد فعل ذات الشيء عندما قدم إلى القضارف مؤخرا للتوقيع على كتابه (أسفار استوائية).
    تشاركنا مع عثمان تأسيس اتحاد الكتاب السودانيين بالقضارف الذي أصبح عثمان رئيسا له . وقد صحح عثمان الاسم إذ كان بعضنا يقول (اتحاد الكتاب السودانيين - فرع القضارف) قال عثمان لسنا فرعا.
    وكان عثمان هو مهندس زيارة الأديب طارق الطيب إلى القضارف، التي تعاون فيها اتحاد الكتاب السودانيين بالقضارف مع منتدى شروق وإدارة الثقافة ، ونسّق عثمان مع نادي القصة السوداني.
    واستضاف اتحاد الكتاب برئاسة عثمان فعالية واحدة جمعت الراحل يحيى أبو عرف ، وعبد العزيز بركة ساكن، وطه جعفر الخليفة؛ الفائزين بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي للأعوام ٢٠٠٨، ٢٠٠٩، ٢٠١٠ على الترتيب، وكان برفقتهم الشاعر الكبير عالم عباس.
    إن عثمان الرجل الكريم غاية الكرم، والذي يبذل للثقافة بذل من لا يخشى الفقر،ترعرع في ولاية القضارف، وقد درس بمدرسة قلع النحل الابتدائية (أ) ، ثم بمدرسة قلع النحل الوسطى، ودرس بمدرسة بورتسودان الثانوية، التحق هنالك بتنظيم الإخوان المسلمين الذي منحه سنوات من عمره.
    رغم أنه كان متميزا أكاديميا إلا أنه لم يلتحق بالجامعة، لأنه كان يعول أبويه وإخوته، فانتقل من بورتسودان إلى الخرطوم ليشتغل بعدد من المهن.
    وكان رغم الفقر يحب الأسفار منذ شبابه الباكر فسافر مع خاله لدول شرق ووسط إفريقيا.
    كان عثمان رجلا عصاميا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فقد عمل بعدد من المهن الهامشية وغير الهامشية. عمل بائعا للماء البارد في أسواق الخرطوم كل أدواته صفيحة وأكواب ماء ، كما عمل كمساريا في بصات أبو رجيلة، وعمل طُلبة مباني، وعمل بالنجارة للبنايات الشواهق، وعمل صحفيا.
    ثم عاود عثمان الدراسة والتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، وفي ذات الوقت اشتغل موظفا ببنك التضامن فرع نيالا، لا يأتي للجامعة إلا للامتحان. ثم ترك الوظيفة واشتغل جنديا بالاحتياطي المركزي وواصل دراسته الجامعية حتى تخرج في كلية القانون في مطالع التسعينات، ليلتحق ضابطا بجهاز الأمن والمخابرات، ويبدو أن انتماءه الباكر للحركة الإسلامية قد سهل له ولوج هذا الدرب الوعر.
    ولحسن الحظ أو لسوئه عمل عثمان بالأمن الخارجي، مما أتاح له فرصة التسفار، وهي هواية قديمة مارسها وهو يرفل في الفقر.
    لكن ربما أدى انغماس عثمان في العمل الخارجي لتأخر تعرفه على تفاصيل المظالم الفاجعة التي مارسها الإخوان المسلمون ضد الشعب السوداني.
    اختلف عثمان مع مدير جهاز الأمن محمد عطا في ثنايا صناعة اتفاق نيفاشا للسلام، إذ كان عثمان يرى أن الأمر يمضي لانفصال الجنوب. استقال عثمان من جهاز الأمن ورفض محمد عطا ترقيته إلى رتبة العميد حسب اللوائح ، كما رفض إعطاءه حقوقه كاملة.
    ثم استقال عثمان من موقعه معتمدا للقريشة عندما وجد نفسه مكتوف الأيدي من خدمة المواطنين.
    اضطر عثمان لبيع البيتين الذين اشتراهما أثناء عمله بالخارج، لمساعدة أهله الكثر ولتحريك جمود العمل العام. تم رد الاعتبار لعثمان بعد الانتصار الجزئي لثورة ديسمبر حيث تمت ترقيته لرتبة العميد وتعديل حقوقه المعاشية.
    انتقل عثمان الآن للدار الآخرة وهو لا يملك منزلا يلم شعث أطفاله الصغار. ولكنه ترك لنا ولصغاره كتاب "أسفار استوائية" والذي فاز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات. وهو مشروع كبير لم يكتمل، ربما تكون هنالك أجزاء أخرى أعدها للنشر. وله مجموعة قصصية في غاية الروعة بعنوان "حواشي الغواية".
    كما ترك لصغاره ولنا كتاب "ليالي سخريار - نفرة توطين الضحك في الدواخل" وهي محاولة منه لصنع ابتسامة دائمة تخفف على الناس أوجاعهم وتكون له صدقة جارية .
    وله كتب أخرى تحت الطبع، فهل تستطيع هذه الكتب بعوائدها أن تعول أطفاله الصغار، أم ترى أن كرمه الجم للجميع سيعود خيرا لأسرته المكلومة؟























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de