التسول هو طلب مال، أو طعام، أو المبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم وهذا مايحدث لنا مع صندوق النقد الدولي الذي اشترط علي الحكومة ايقاف الدعم الحكومي عن الشعب مقابل منحها قروض و ابتداع مشروع (ثمرات) ليكون بديلا عن رفع الدعم
لقد فقد الشعب السوداني كرامته وعزته وشموخه التي عرف به بين شعوب العالمين عندما كنا ضمن الدول المانحة ومع الحكومات المتعاقبة تدهور حال البلاد لم يكن احد يتصور ان تصل الاوضاع المعيشية الي هذا السوء من الضنك عقب قيام الشعب بالاطاحة بالنظام البائد فقد كانت مطالب الثورة تكمن في استرداد اموال البلاد المنهوبة من ازلام النظام البائد واعادة توزيعها بالعدل بين كل ابناء الشعب من خلال احياء المشاريع التنموية التي كانت عماد الاقتصاد الوطني السوداني مثل مشروع الجزيرة ومشروع جبال النوبة للاقطان والرهد ودلتا طوكر وجبل مرة ومشاريع النيل الابيض والمشاريع المروية في شمال السودان ونهر النيل ومشاريع الدالي والمزموم بسنار وغيرها من المشاريع التي كانت تضخ اموال نقدية تصب في خزينة الدولة وليست في جيوب الافراد لم يكن السودان يحتاج الي استعلاء البنك الدولي وهو يفرض علينا شروط منها ايقاف الدعم الحكومي للسلع والخدمات مقابل منح البلاد قروض ويبتدع مشروع ( ثمرات) ليكون بديلا للناس عوض عن حقهم الدستوري في التمتع بخيرات بلادهم والعيب يقع علي الحكومة الانتقالية التي قبلت الخضوع لتلك الشروط المجحفة في حق المواطن السوداني فشروع( ثمرات) لن يكون ابدا بديلا. للدعم الحكومي فالمبلغ المالي المرصود للفرد السوداني لايسمن ولايغني من جوع وبالرغم من ضائلته لم يتكمن العديد من الناس من صرفه وذلك يرجع لعدم وجود قاعدة بيانات يمكن الاستناد عليها ان الاعتماد علي استخدام ارقام الهواتف والارقام الوطنية والحسابات المصرفية في عملية التسجيل لمشروع ( ثمرات ) تعتبر عملية غير فعالة فهناك العديد من المواطنين من لا يملكون مستندات او ارقام هواتف اذا كان من الافضل الاستفادة من اموال (ثمرات) في دعم اجراء تعداد سكاني ليساعد الدولة في معرفة عدد سكان البلاد والموارد ومن ثم وضع البرامج التنموية التي تساعد علي النهوض بالبلاد والاهتمام بالضرائب من خلال رصد المتهربين من دفعها فالضرائب تعتبر مصدر دخل هام للدولة بجانب الموارد البشرية والموارد الطبيعية
لقد خيبت الحكومة امال الشعب في اجتثاث الفقر والبطالة من البلاد من خلال انشاء مشاريع اقتصادية تساعد علي توفير فرص عمل للعديد من السودانين عبر تشجيع رجال الاعمال علي اعادة تشغيل المصانع المتوقفة بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج والتشغيل وذلك بخفض جمارك وضرائب الموارد الخام المستوردة وتزليل الصعاب التي قد تقف امام استثمارات القطاع الخاص بشرط مراعاة تلك الشركات الخاصة لكرامة المواطن السوداني من خلال الالتزام بضوابط قانون العمل و حق العمال في تكوين النقابات العمالية
لقد فقد المواطن السوداني المصداقية في هذه الحكومة وهو يشاهدها تتنصل عن اهداف الثورة التي خرج لاجلها الشعب في الشوارع شاهرين سيوف العزم لاجل اقتلاع نظام ظل جاثم علي صدروهم طوال الثلاثين عام ولكن بكل اسف اتي من بعدهم من يفوقونهم درجات في الاستهتار وعدم الاهتمام بقضايا الشعب
ثلاثة سنوات مرت من الاطاحة بالبشير ولاتزال ازمات البلاد لا تبارح مكانها فصفوف الخبز تعود الي المشهد خاصة بعد فشل الحكومة في انهاء تمرد ناظر الشرق والذي اتخذ من خنق البلاد اقتصاديا سبيل لنيل مطالب لن تخدم انسان الشرق والذي يحتاج قبل كل شي من التخلص من القبلية والجهوية والاعتماد علي ابناء الشرق بمختلف مكاوناتهم من اهل العلم والثقافة لاجل رسم وتخطيط الشرق ليكون جاهز للتعامل مع الحقوق التي سوف ينالها الاقليم عند تكوين دولة العدالة والقانون والتي ينشدها كافة اهل السودان فالبلاد بشكلها الحالي غير جاهزة لتنفيذ اي مطالب او خدمات للسودانين في ظل الفوضي التي تضرب البلاد
يجب ان يظل انسان السودان موضع اهتمام اي حكومة تريد ادارة هذا الوطن فالشعب هو صاحب السيادة الاولي والكلمة الفصل فيجب الاهتمام بمشاكل المواطنين حتي قبل مطالبتهم للدولة بحلها وذلك من خلال انتخاب نواب للبرلمان عن كافة مناطق السودان وعكس ما يحدث هناك من معاناة المواطنيين في نيل الحقوق و التمتع بالخدمات الصحية والتعلمية والتنموية لذلك فان وجود البرلمان يعتبر امر ضروري لمساعدة الحكومة في ادارة البلاد
ان التعجيل بقيام الانتخابات العامة فيه خير للبلاد والعباد فهذه الفترة الانتقالية تحولت الي انتقامية ضد شعب خرج ينشد الافضل ليجد نفسه في ورطة اكبر نثق كامل الثقة في رحمة الله التي لن تترك هذه الشعب يضيع بسبب هولاء السياسين فسوف يستجيب الله لدعأء الاطفال والجياع والمساكين المهمشين واصحاب الامراض المزمنة ويسقط كل من يريد شر بهولاء الغلابة
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/06/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة