فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله ﷺ المتفق مع القرآن، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعه ضلالة، وكل ضلالة في النار. ففي سورة الأنعام، حرم الله ﷻ اتباع السبل، أي الفرق والمذاهب، فيبقى محرم بتاتا بأن تبتدع وتحدث سبل ومذاهب في دين الإسلام، كما فعله أئمة المذاهب السنية المحدثة، وكل هذه الفرق التي ظهرت بدع بعد انتقال سيدنا رسول الله ﷺ. فمحرم تحريم الشرك بالله ﷻ وقتل النفس، بأن تتبع السبل والفرق التي ظهرت بدعة شيطانية محدثة، لم تكن موجودة في زمن النبيﷺ ، ولا أمرنا الله تعالى بها بمحجة سلطان القرآن، فمن يتبع السبل والفرق والمذاهب المحدثة فهو ضالٌ ضلالا بعيدا ومتبعا لتحريف وضع إبليس ومن شارك أمهاتهم الكافرين أهل البدع الواهية، فهاؤم التبيان، قال الحق: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون * ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون- الأنعام 151-153}.
فهاؤم الوصايا العشرة الإلهية للمسلمين:
1. عدم الوقوع في الشرك العقيدي باتخاذ آلهة أخرى مشرعين ومتنطعين بأنداد تخالف أمر الله.
2. الاحسان للوالدين.
3. النهي عن قتل الأبناء.
4. النهي عن الاقتراب من العلاقات الجنسية المحرمة والشروع في الزنا.
5. النهي عن قتل النفس المحرمة التي لم تقع في ارتكاب جريمة قتل.
6. النهي عن أكل مال اليتيم.
7. توفية الكيل والميزان بالقسط والعدل.
8. العدل في القول والحكم.
9. الوفاء بالعهد الالهي أي أداء فرائضه.
10. وجوب اتباع القرآن وحده لأنه هو الطريق المستقيم للهداية وعدم اتباع الفرق المحدثة.
وقال الحق: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون - الأنعام 153} - وأن هـذا - أي أن هذا القرآن هو سبيلي مذهبي يهدي للتي هي أقوم، وهي إشارة تنبيه راجعه لهذا الكتاب الذي هو أصل عقيدة التوحيد الإسلامية - لا إله إلا الله - التي تجبر وتغصب بحد السيف كل مسلم شهد شهادة التوحيد بأن يتبعه ولا يعارضه ولا يخالفه البتة، فهو مذهب سبيل الله ﷻ- أي الصراط المستقيم التي يطلبها كل المسلمين أي صراطي - مذهبي - مستقيما - أي هداية الصراط المستقيم التي يطلبها كل المسلمين فهي اتباع هذا القرآن منهاج دين الله الإسلام ولا تخالفه البتة - فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل. فالسبل جمع سبيل وتعني الفرق والمذاهب والطرق واتباع أرباب المحدثات والبدع للطوائف الضلالية الشيطانية الفاسقة المنكرة التي لم ينزل الله بها في سلطانه للمسلمين وتتخذوا آلهة أخرى مناددين أمر الله ومشرعين لكم أحكام سنة وعقائد واهية فاحشة باغية منكرة، لم يأذن الله بها في سلطانه القرآن عروة المسلمين. فلو خالفتم وصية الله ﷻ وفعلتوها واتبعتم السبل، فستفرق بكم عن سبيله - سبيل الله - أي اتباع هذا الفرقان، وستفرق بكم عن معية فرقة الجماعة المسلمين الواحدة، فتضلوا وتتعادوا وتتناحروا وتذهب وحدة الصف لقوله تعالى: {ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون - الروم31-32}، وعن ابن مسعود رضي الله عنه،أن رسول الله ﷺ خط خطا بيده ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيما"، وخط عن يمينه وشماله، ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه"، ثم قرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}. فالمشركون النجس اليوم الضالون مع وضع الشيطان الرجيم، هم أهل الفرق المبتدعة لدين الإسلام، فنرى هنا مليا بأن الله تعالى أخبرنا عمن هم المشركون اليوم. فهم أهل الفرق الذين ابتدعوا الطوائف والمذاهب والفرق التي ظهرت بدعة محدثة شيطانية بعد أن تمم وأكمل الله تعالى دين الإسلام في زمن ختم الرسالة المحمدية، وهم أهل السنة والشيعة والمتصوفة والسلفية والقرآنيين ... ألخ، فتتبع أيُ فرقة محدثة غير فرقتنا الواحدة النجية (الجماعة المسلمين)، فأنت مشرك مخالف لأمر الله في القرآن ومصيرك أن تحشر في نار جهنم أعمى.
فخالفتم أمر الله ورسولكم وفسقتم وابتدعتم واتبعتم السبل للمذاهب السنية والشيعية والصوفية والإخوانجية والسلفية وهلمجرا، ففشلتم وضليتم عن إتباع مذهب الله - سبيل الله - للفرقة الواحدة النجية وهي الجماعة المسلمين. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ... فهذه هي وصية ربنا الله تعالى التي أوصانا بها جميع المسلمين في تمام وختم ديننا الإسلام الحنيف العظيم، بأن لا نتبع السبل وهي البدع للطوائف والفرق التي ظهرت بدعة جديدة لم يأذن الله بها من سلطان القرآن مذهب المسلمين لقوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب - الشورى 13}، فكل الدين الإلهي للنبيين والرسل الأولين فهو دين واحد وهو هذا الإسلام، فنحن مسلمون فقط أمة واحدة وفرقة واحدة ومذهبنا واحد وهو كتاب القرآن صراط الله المستقيم، وأمرنا الله تعالى بأن لا نتفرق لمذاهب وطوائف وفرق وطرق قددا شيطانية.
وقال الحق عزوجل: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم- يس 60-61} - فعبادة الله ﷻ وحده لا شريك منادد ومخالف له هي هداية الصراط المستقيم التي يطلبها ويرددها كثيرا كل المسلمين في الصلاة، فكيف تعبد الله وحده لا شريك له وتكون متبع هداية الصراط المستقيم؟ فتتبع كل هذا القرآن العظيم الذي بين يديك اليوم ولا تخالفة ولا تنادده بمثقال ذرة بحكم فتوى أو حديث كاذب موضوع عن النبي ﷺ وتجده بالبينة كحديث مخالف منادد للقرآن الحكيم وأحكامة. فأيُ حديثٍ تجد به أحكام وضع شيطانية مخالفة للقرآن، فهو حديث مكذوب موضوع وضعته الشياطين المضللين والزنادقة الكفرة الفجرة، فلا تستند علي أي حديث مخالف للقرآن البتة فيجب رفضه ونكرانه والكفر به وتتبع كل أحاديث قاعدة الرد والعرض على كتاب الله، التي وضعها لنا حبيبنا ومنقذنا من الضلال مع وضع الشيطان الرجيم سيدنا محمد رسول الله ﷺ وهي:
· قال رسول الله ﷺ: "لا يأتي مني قولٌ مخالف للكتاب لأنه حجة الله على خلقه".
· عن رسول الله ﷺ أنّه خطب فقال: "إنّ الحديث سيفشو عليَّ، فما أتاكم عنّي يوافق القرآن، فهو عنّي، وما أتاكم عنّي يخالف القرآن، فليس عنّي".
· عن عليّ بن أبي طالب، أنّ رسول اللهﷺ قال: "سيأتي ناس يحدّثون عنّي حديثاً، فمن حدّثكم حديثاً يضارع القرآن، فأنا قلته، ومن حدّثكم حديثاً لا يضارع القرآن، فلم أقله".
· عن ابن أبي مليكة، أنّ ابن عمر حدّثه أنّ رسول الله ﷺ - اثناء مرضه الذي مات فيه - جلس إلى جنب الحجر، فحذّر الفتن، وقال: "إنّي والله لا يمسك الناس عليَّ بشيء، إنّي لا أُحل إلاّ ما أحلّ الله في كتابه، ولا أُحرّم إلاّ ما حرّم الله في كتابه".
فيا أيها المؤمن التقي، لا تتبع أي فرقة مبتدعه ظهرت محدثة بعد أن أكمل رسولنا هذا الدين الإسلامي الحنيف وأتممه، فلا تتبع غيرالجماعة المسلمين لقوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن وإلا وانتم مسلمون - آل عمران 102}- [فاتبعنى يا تقيا أهديك ** المنهج والعلم السويا].
وقال الحق لجمع المسلمين: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين - الزمر 54-59}. وعن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله ﷺ فقال: "أبشروا أبشروا؛ ألا تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟" قالوا: "نعم"، قال: "فإن هذا القرآن سببٌ، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا". فكل من يتبع هذا القرآن المجيد ولا يخالفة ابدا فهو المهدي السائر على هدى الصراط المستقيم. ففي الحقب الأولى كانت الناس تعبد الأصنام ويجعلونها آلهة من دون الله تعالى واليوم أغلبية الناس وخصوصا المسلمين السنة والشيعة تعبد وضع كذب الشيطان بالأحاديث التي تخالف القرآن ويقدسون فتاوى وأقوال أوليائهم وعلمائهم الجهلة من التي تخالف ما امرنا الله ورسوله ﷺ به، وهي مصيبة الأمة الإسلامية الضالة عن إتباع هدى الصراط المستقيم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 16 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة