- عن ابنِ عباسٍ, قال : لما خرجَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم من مكةَ قال : أمَا واللهِ إني لأَخرجُ منكِ وإني لأعلمُ أنك أحبّ بلادِ اللهِ إلى اللهِ, وأكرمهُ على اللهِ ؛ ولولا أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ
ان من اصعب الخيارات علي الانسان هي مغادرة الاوطان ومفارقة مرتع الصبا والشباب فالغربة كما يقال في المثل الشعبي( مرة) وان كانت في افضل البلدان تقدما وافضلها عيشا
ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرض على ابناء السودان جعلت منهم ضيوف غير مرغوب فيهم في العديد من دول العالم فصار حال شعبنا السوداني الكريم مثل الشعوب التي تعرضت للاحتلال فالظروف المعيشة اجبرت معظم السودانيين، قبول خيار الاغتراب وكل يوم تاتي الاخبار بانباء محزنة عن غرق شباب سودانيين في عرض البحر الابيض المتوسط وهم في طريقهم الي قارة اوربا عبر الهجرة الغير شرعية الي بحث عن الافضل من كريم العيش او سماع اخبار عن العثور على جثث لسودانيين في رمال الصحراء الفاصلة مابين ليبيا والسودان وقد تقطعت بهم السبل في بيداء شاسعة لايعرف دروبها الا الخبراء او تسمع اخبار عن تعرض سودانيين الي اطلاق الرصاص من قبل حرس الحدود الاسبانية مع المغرب وهم يحاولون التسلل الى جيب سبته ومليلة اللتان تخضعان الي السيطرة الاسبانية وكل ذلك و حكومة السودان لا تحرك ساكنا لمنع تلك الاحزان وهي شريك اصيل في مايحدث من كوارث بسبب اهمال البلاد والانشغال بامور انصرافية لا تفيد الوطن ولا المواطن فالسودانيين ضاقت بهم ارض البلاد بما رحب ومن المخجل أن نصف بلادنا بانها من اكبر الدول مساحة ويوجد فيها ازمة في السكن ويجري فيها اطول انهار العالم ويعاني شعبها من العطش وفيها اكبر مساحة تصلح للزراعة وثروة حيوانية كبيرة وشعبها يعاني من سوء التغذيةوالجوع ويحتوي باطن ارضها علي معادن نفسية مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس والنفط والغاز الطبيعي والسيليكون وغيرها من النعم التي لاتحصى ورغم ذلك الشعب يعيش الفقر والبطالة وانتشار الجريمة والاحباط
اذا يظل خيار الهجرة هو الحل للعديد من السودانيين في ظل الظروف الراهنة التي فرضت عليهم و لم يعرف السودانيين، مثلها حتي ابان فترات الاستعمار الانجليزي للسودان حيث لم يمر السودانيين بمثل هذه المعاناة بل كانت فترات الاستعمار البريطاني للبلاد من اخصب الفترات التي شهد ازدهار التجارة والزراعة والصناعة والتنمية والفن والثقافة والادب والرياضة ومن مفارقات القدر ان يشهد السودان انهيار تام في كل شي بما فيها الاخلاق في عهد حكم ظننا أن يكون وطني ولكنه بكل اسف صار الطين افضل منه وصدق الشاعر حينما قال *لعمرُكَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ*
*المتاريس* *علاء الدين محمد ابكر* 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة