تعاني الآن القارة الأوروبية من مشكل كبير في عدم وفرة الغاز الطبيعي الذي تعتبر روسيا المورد الكبير له في أوروبا، وذلك لتدهور العلاقات الأوروبية الروسية بسبب الأزمة الأوكرانية ما جعل روسيا توقف مد الغاز للإتحاد الأوروبي، فأصبحت القارة العجوز تبحث عن مصادر جديدة بديلة للغاز الروسي، رغم أن الخبراء أكدوا أنه لا يمكن لأي مصدر أن يعوض الغاز الروسي، وبالتزامن مع أزمة الغاز الأوروبية، نشبت في السودان خلال الأسبوعين الماضيين معارك دامية بين قبيلة الهوسا وحلف قبائل البرتا ما خلف أكثر من 105 قتيلا ومئات الجرحي ويعود السبب لطلب قبيلة الهوسا إنشاء إمارة خاصة بها ما جعل باقي القبائل ترفض هذا علي أراضيها، والغريب أن هذه المعارك حدثت في ولاية النيل الأزرق الذي تم اكتشاف نسبة ضخمة من الغاز الطبيعي فيها مؤخرا وهو ما صرح به المسؤول عن ملف الغاز بالإدارة العامة للاستكشاف والإنتاج النفطي بوزارة الطاقة والنفط السودانية، الصادق الأصم حيث قال أن وزارة الطاقة في بلاده قد اكتشفت مواقع تحوي نسبا ضخمة من الغاز الطبيعي في عدة مناطق من الوطن وذكر ولاية النيل الأزرق علي انها تمتاز بوفرة غزيرة من الغاز المستكشف ما جعله يفتح المجال أمام الشركات الأوروبية للتنافس علي الإستثمار فيه، وأضاف الأصم أن كميات الغاز المستكشف تحقق اكتفاءا ذاتيا وتكفي حتي للتصدير خارج السودان.
وبربط أحداث الإقتتال القبلي الذي نشب بسبب مطلب الهوسا إمارتها الخاصة والعوز الأوروبي للغاز، يرجح خبراء ومحللون مختصون بالوضع السوداني أن هذا الصراع القبلي في هذه الولاية بالذات يبعث بالشك أن من يقف خلفه هم دول أوروبية هدفهم زعزعة الأمن والإستقرار في هذه الولاية الغنية بالغاز وبالتالي فتح المجال لتدخل دولي عن طريق الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام ومن ثم إعطاء هذه القبائل الحق في تقرير المصير والإنفصال ليتسني بذلك للدول الأوروبية الإستفادة بنسب كبيرة من الغاز المتواجد في ولاية النيل الأزرق، وهذا يذكرنا بما حدث من قبل في 2011 بجنوب السودان التي تحوي 80% من النفط السوداني قبل انفصال الجنوب عنه، وقد عملت الدول الأوروبية آنذاك بكل جهدها كتفا إلي كتف مع هيئة الأمم المتحدة لفصل الجنوب والإستحواذ علي نفطه وهو ما قد حدث بالفعل.
كما يجدر بالذكر أن قبيلة البرتا قد تلقت ألف قطعة سلاح أوروبية الصنع من مصادر مجهولة، ما يجعل الأمر يتطابق مع ما أشار إليه الخبراء السياسيون بأن دولا أوروبية تقف خلف الصراع الدامي في ولاية النيل الأزرق.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة