جلبوا إلى تركيا عبيداً أتراك من أصول إفريقية يبحثون عن هويتهم في تركيا الحديثة
المصدر: ترجمة: عوض خيري عن «أفريكان غلوب»
التاريخ: 07 أبريل 2016
عام 2010، نشر المصور الهولندي، التركي الأصل، أحمد بولات، كتابه الذي أطلق عليه «الأفارقة الأتراك»، والذي وثق فيه بالصور المواطنين الأتراك المنحدرين من أصول إفريقية، والذين يعيشون في منطقة أزمير، ثالث أكبر مدينة تركية. وكان أحمد يعمل على هذا المشروع منذ عام 2006، وفتحت هذه الصور الأبواب واسعة للعالم الداخلي والخارجي، للتعرف إلى هذه الأقلية السوداء في تركيا.
من هم الأتراك الأفارقة؟
لم تعترف الحكومة التركية بالأتراك الأفارقة إلا في السنوات القليلة الماضية، وينحدرون من الأرقاء الذين جلبتهم الإمبراطورية العثمانية إلى البلاد من إفريقيا، من مناطق مثل زنجبار والنيجر وليبيا وكينيا والسودان، هناك أيضاً أشخاص من أصل إفريقي، يعيشون في بعض القرى والبلديات، مثل أنطاليا وأضنة، وبعض من أحفاد هؤلاء المسترقين اختلطوا في ما بعد مع بقية السكان في هذه المناطق، والعديد منهم هاجر إلى المدن الكبرى. ومع مرور الوقت اكتسبوا التقاليد التركية واعتنقوا الإسلام، دين السلطنة العثمانية، وبدأوا يختلطون بالأتراك البيض.
واستناداً إلى التقديرات الأخيرة، يوجد داخل تركيا ما يقرب من 20 إلى 25 ألفاً من الأتراك المنحدرين من أصول إفريقية، لكن لا أحد من الأجهزة الرسمية يحتفظ بسجل عن أعدادهم الفعلية. ويعتقد المؤرخ التركي لهاكان أردم أنه خلال القرن التاسع عشر، ظلت الحكومة التركية تجلب 10 آلاف عبد أسود داخل الإمبراطورية العثمانية، خلال العام الواحد في المتوسط، بما في ذلك 2000 منهم في ما يعرف الآن بتركيا. ويتم استخدام معظمهم عمالاً وطهاة في المنازل، أو مربيات بالنسبة للنساء، ويعمل القليل منهم في المزارع على الطريقة الأميركية. وعلى الرغم من عددهم القليل، فإنهم أسهموا إلى حد كبير في الثقافة والفنون التركية. من بينهم المطربان التركيان الشهيران، أسميراي ومليس سوكمين، كلاهما من نسل المنحدرين من أصول إفريقية.
انقطاع عن الماضي
ومع انقضاء الجيل الأكبر سناً، بدأ الجيل الجديد يفقد روابطه مع ماضيه، وأصبح عدد قليل من كبار السن يستطيعون تتبع نسبهم وصولاً إلى إفريقيا، كما يوجد عدد قليل من السجلات المكتوبة عن تقاليدهم. وتحاول مشروعات التاريخ الشفوي الجديدة إحياء تقاليدهم، التي تكاد أن تكون نسياً منسياً. تاريخ الأتراك المنحدرين من أصول إفريقية غامض ومعقد، معظمهم من أحفاد العبيد الأفارقة، خلال الفترة العثمانية، وجذورهم في العبودية ليست بعيدة جداً، بالنظر إلى أن تجارة الرقيق لم تنتهِ في تركيا إلا في بداية القرن العشرين، بعد مرسوم صادر في عام 1857، من قبل السلطان العثماني عبدالحميد الأول، الذي ألغى تجارة الرقيق، لكنه لم يحظر الرق تماماً.
تعويض عن ماضٍ أليم
لم تترك الإمبراطورية العثمانية العبيد المحررين لمواجهة مصيرهم وحدهم، فقد وضعت لهم البيروقراطية العثمانية خطة كبرى. ويؤكد الأرشيف العثماني القديم أن الإمبراطورية قدمت لأكثر من 1500 أسرة من أصل إفريقي منزلاً، مع الأثاث، واثنين من الثيران، وبعض المال. وتنظر الحكومة إلى هذا المشروع باعتباره بادرة تجعل الأتراك المنحدرين من أصول إفريقية، يشعرون بأنهم موضع ترحيب في الأراضي التركية. وأرادت الحكومة أن تربطهم بالأرض، التي ظلوا يكدحون فيها لفترة طويلة. وكانت التعويضات وسيلة من السلطان العثماني لطلب الصفح، عن الألم الذي عانى منه أجداد المنحدرين من أصول إفريقية.
وفي بادئ الأمر تم إنشاء قرى «إفريقية»، على الأرض التي منحتها الحكومة للمحررين، بعض من هؤلاء العبيد السابقين قرر البقاء في القرى والاحتفاظ بتراثهم، بينما فضل البعض الآخر الانتقال إلى المدن الكبرى، وببطء بدأت الزيجات المختلطة تفعل فعلها في الأجيال اللاحقة.
أصبح الأتراك المنحدرين من أصول إفريقية اليوم أكثر تنظيماً، مما كانت عليه الحال في العقود السابقة. وأسسوا جمعية التضامن والتعاون الإفريقي للحفاظ على تقاليد وتاريخ مجتمعهم. واتبعت قيادة الجمعية أساليب إبداعية في استخدامها التغطية الصحافية لمصالحها، فعندما زار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تركيا عام 2009، طلبت الجمعية عقد اجتماع رسمي مع أوباما، وعندما لم تنجح في ذلك، وظفت الإعلام من أجل لفت الأنظار إلى قضيتها.
للأسف لا يشعر هؤلاء النفر من الأتراك بالرضا التام عن حالهم في الوقت الراهن، فهم يريدون مستقبلاً أفضل لأنفسهم، ويريدون الحفاظ على هويتهم، ويطالبون بتحسين فرص الحصول على التعليم العالي، والمزيد من فرص العمل. ويعتقد بعض المطلعين في هذا الشأن أنه نظراً لأعدادهم الصغيرة نسبياً، ليس هناك سبب لعدم توفير الحكومة التركية مزيداً من الفرص السانحة، في الوقت الذي يزدهر فيه الاقتصاد التركي.
وفي الوقت الذي اعتاد فيه العبيد المحررون، الموجودون في القرى القريبة من ساحل بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، الزواج داخل مجتمعهم، فإن نظراءهم في مدن مثل إسطنبول، ظلوا يميلون نحو الزواج المختلط.
وظل العديد من الأتراك المنحدرين من هؤلاء العبيد، لا يدركون أن الدم الإفريقي يجري في عروقهم. ومن المعروف أن هذا تمخض في بعض الأحيان عن مفاجآت، كما يروي المؤرخ أردم «في بعض الأحيان يولد لدى أسرة تركية فجأة طفل أسود، وبعد تقصٍ مكثف، يتذكر كبار الأسرة أن جدته كانت سوداء».
الأتراك المنحدرون من أصول إفريقية لايزالون يكافحون من أجل الاعتراف بهم، ودمجهم في المجتمع الأوسع، والاستجابة لرغبتهم في الحفاظ على هويتهم، إلا أن الحفاظ على هويتهم يأتي في مقدمة هذه المطالب.
07-28-2022, 05:48 PM
حيدر حسن ميرغني
حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25062
Quote: «في بعض الأحيان يولد لدى أسرة تركية فجأة طفل أسود، وبعد تقصٍ مكثف، يتذكر كبار الأسرة أن جدته كانت سوداء».
سلام يا محمد ذكرتني نكتة الزولة السمراء الاستخدمت كريمات تبييض البشرة وبقت بيضاء اتزوجت وولدت طفل اسمر قالت سجمي ده جاء من وين كمان - السوفت وير لسه في مكانه
07-28-2022, 06:35 PM
Bashasha
Bashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة