محمد ادم فاشر (١) ان الحقائق التي امامنا لا يمكن اخفاؤها او التحايل عليها بفصاحة الكلمة او القدرة علي التعبير .مهما اجتهد المجتهدون وقالوا غير ذلك،ستظل الحقيقة هي الحقيقة .ان الشباب الذين خرجوا في ديسمبر خرجوا بسبب الجوع بؤس الحال ،وليس لسبب اخر فالثائر للذي خرج له. ولو كان نظام الانقاذ في امكانه اطعام اهل الخرطوم وتوفير الرفاهية لم تكن جرائم النظام في اي مكان اخر مهما كانت سببا كافيا لتحريك الاف في شوراع الخرطوم . فحراك الخرطوم كان لغرض انقاذ نظام المؤتمر الوطني الذي كان يسير في طريق ذات اتجاه واحد نحو الهاوية.وقد قلناه في وقته ان تحرك جهاز الامن ولوبي من قبيلة الشايقية وبعض الاتحادين وبالتعاون مع المخابرات المصرية خططوا لاسقاط اخر حكومة التي شكلها البشير برأسة ايلا ومعها البشير نفسه. وان تطلب التضحية ببعض القيادات العسكرية والمدنية الي الحد الادني من الاذية . تلك الحكومة التي لم يجد الاتحادين والشايقية انفسهم فيها . لئن تكون كلها حكومة من الهامش ،تعتبر امرا غير مألوفا. ولم تضمن مصر استمرار مصالحها واعتبر ذلك انقلابا ليس للمؤتمر الوطني فقط بل علي سلطة الجلابة .وان الجاز القول ذلك كله عملا سياسيا تعبر عن الحراك داخل نظام الانقاذ . انتصر فيها مجموعة لوبي الشايقية بالتعاون مع رجال الاعمال من النوبين الذين وضعوا ايديهم علي حراك الشارع وقاد جهاز الامن الثورة المصنوعة حتي اسقاط حكومة ايلا . ولكن ماذا بعد ؟ لقد واجهت التطورات اللاحقة معضلة سياسية حقيقية لان سناريو اعادة الانتاج الذي تم تكليفه لحمدوك يتطلب وضع النهاية لحراك الشارع الذي صنعه جهاز الامن بالتعاون مع الحزب الاتحادي الديموقراطي مجموعة كرتي والمخابرات المصرية التي تسميهم مصر باولادنا. بيد انهم لم يتمكنوا من السيطرة علي الشارع لتكملة مرحلة الثانية لاعادة الانتاج . لان عليهم اثبات السعي للتغير الحقيقي وبات ذلك رغبة كل الشعوب السودانية وهذا الامر في غاية الصعوبة عندما تتحدث مضطرا عن الثورة امام الثوار و الشعب السوداني والمجتمع الدولي وتعمل علي مشروع لا تستطيع تسويقه علنا ،ولا حتي القدرة علي الاعتراف . ثانيها لم يشترك في مخطط اعادة الانتاج المؤسسات الاخري لنظام الانقاذ سوي رجال الاعمال من النوبين وجهاز الامن الذي بكامله بيد الشايقية .في مقابل الجيش الذي بيد الجعلين . وهذا الاخير بات العائق الكبير الذي يرفض التعاون لاعادة الانتاج المحسوب لحساب مشروع المصري بل يسعي الي افشال المشروع او في عدمه اسقاط النظام برمته. لان سقوط النظام بالكامل اول من يدفع ثمنه هو جهاز الامن المتآمر ورجال الاعمال وكبار قادة الجيش الذين انحازوا الي مشروع اعادة الانتاج منهم البرهان نفسه. مما تتطلب الاستعانة بالشرطة بعد تغير القيادة لتفريغ الشارع .فالجهاز السياسي للمؤتمر الوطني اسرع في مواصلة تفاهماته السابقة مع الحركات المسلحة التي قطعتها مؤامرة الامن ووقعوا اتفاق جوبا عبر الجيش الذي يدين ولاؤه لعمر البشير ،هو معني سكوت الحركات علي مصير البشير. الذي وقع معهم الاتفاق من داخل محبسه . ليقطع الطريق علي اعادة الانتاج الي سقوط النظام برمته علي مبدأ علي وعلي اعدائي. في اسوأ الظروف. ومارس الجيش ضغوطا كبيرة علي البرهان لوقف الاستهداف الذي تم ضد الجعلين والهامش عبر لجنة تفكيك النظام. وبل اجبروا البرهان علي التخلص من لجنة ازالة التمكين .وتاثير الضغوط وصل مده الي إجراءات التي تمت في 25اكتوبر . وبذلك تم الاجهاض الكامل للمشروع المصري الذي يريد هندسة النظام بعد البشير وتسليمها للاتحادين الموالين لمصر علي راسهم كرتي وقوش . بالرغم من ان الجيش الموالي لعمر البشير في امكانه ازاحة البرهان في اية لحظة .ولكن يريدون وضعه في مواجهه الشارع الثائر ، وتحمل كل ضربات الثوار ،ويظهر باعتباره قاهر الثورة امام كل الشعوب السودانية. ويعملون علي اساءة شخصيته بتسريب اسراره من اي موقع وبل اسرار التنظيمات السياسية التي اتفقت مع القوش لاعادة الانتاج. وان التسريبات التي تمت كانت كافية لقطع الطريق علي مستقبل البرهان في الحكم وخاصة استلامه مذكرة تطالب بتقرير المصير لشمال السودان وموافقته بتكوين جيشا للشمال وتبني خطاب العنصرية الذي يتم ترويجه باسم النهر والبحر . والذي جعل كل مشهد الشمال في غاية القبح. وهو الشئ الذي جعل البرهان يعتمد كليا علي الدعم السريع في بقائه علي السلطة . واخرها وجد نصيحة من عم الاولاد بدفع الجيش للحرب في الشرق ، ولكنه لم يذهب بعيدا في ذلك لربما نتج من ذلك رد فعلا قاسيا من الجيش وقد يقودهم للتخلص منه في حالة اشعال الحرب لان مجموعة البشير علاقاتهم جيدة مع الاثيوبيين . واخيرا تبين ان افضل طريقة لاتاحة الفرصة لمواصلة حكومة اولاد المصريين هي ابعاد الجيش الذي يمارس الضغوط علي البرهان من المشهد نهائيًا بناءا علي النصيحة المصرية لافصاح المجال القوي السياسية الجاهزة للعمل علي ترتيب الوضع السياسي بعيد من تدخلات الجيش ، وقبل اكتمال بناء تنظيمات الهامش المخيف لاولادهم .ويعمل علي احراج الدعم السريع ووضعه كمعوق امام المجتمع الاقليمي والدولي في حالة رفض هذه الترتيبات. وما هو متوقع وبل يصل الي درجة اليقين ان ثورة الجياع في الطريق وهذه المرة لم تصمد تنظيمات المؤتمر الخريجين امامها وان كل هذه المناورات ستكون دافعا حقيقيا لتعجيل بالثورة ،ولكن لم تنجح اية ثورة تتم بقيادة اهل الشمال والوسط .وان عاد المؤتمر الوطني بحاله .عنده تبدأ الحروب من كل جهه وقته الجميع يتذوق معني السلام .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة