قبل خطاب البرهان بالامس كنت علي قناعة، او قل عشم، إنه يمكن إختراق الوضع الشاذ داخل القوات المسلحة، و إعادتها لتكون مؤسسة تستوعب حاجات البلاد للأمن بكل الاوجه دون التأثير في العمل السياسي، و الإنحياز الي الثورة، و مطالب الشعب في التغيير.
بالامس إنقطع هذا العشم لأن خطاب البرهان عندي له وجه واحد.. هو التأسيس لدولة الكيزان العميقة التي كانت تعتبر ان الجيش هو قلعة حصينة تخص التنظيم، و الآن البرهان حصنها اكثر علي اقل تقدير في المدى المتوسط، لتخرج من دائرة التأثير الإيجابي المباشر، و الإلتحام مع الشارع، و تبني مطلوبات الثورة كجيش وطني مهني محترف.
بخطاب البرهان يكون قد هرب الكيزان بالجيش في حال توافقت القوى السياسية علي تشكيل حكومة، او لم تتوافق، ففي الحالتين يظل الجيش قلعة حصينة عصية علي الإختراق لصالح الثورة، و الشعب، و بها قد نجت دولة الكيزان، بالبلدي " شالوا الجمل بما حمل" و كسب جولة لا يعني إنتهاء المعركة التي ناصيتها الشارع، و الشعب السوداني العظيم.
قبل اللقاء و لأسباب إنقطاع الانترنت طُلب مني الظهور في قناة تلقزيونية محلية لمناقشة الوضع الراهن فكان شرطي ان يكون اللقاء علي الهواء، لكنهم اصروا علي تسجيل الحلقة قبل البث فاعتذرت.
ملحوظة : البعض ظن ان موقفي المعارض لقحت، و سلوكها بعد الثورة ، يمكن ان يكون ضد الثورة، و الإيمان بها.
حينها لم يعرف احد موقفي من الإنقلاب، فغازلوني بوظيفة كبيرة بواسطة اخ صديق، فأعتذرت بحجة ان لديّ ظرف اسري قاهر يتطلب السفر.
علموا بمغادرتي قبل ساعات، و ذلك بسبب إلغاء الرحلات الدولية، و ربكة الخطوط، فطلبوا لقائي بواسطة اخ صديق قبل مغادرتي فكنت علي ثقة بأنهم بين سندان المغادرة، و مطرقة المنع من السفر، فوافقت، فكان اللقاء في القيادة العامة، و ذهبت بحقائبي لأذهب مباشرةً بعده الي المطار حيث غادرت.
بدأت حديثي بعتاب، بأني دخلت السودان قبل سنة قضيتها بين الاقسام، و المحاكم العبثية، و لا احد كانت له الرغبة في الإستماع لما نقول، و لكن تأتي متأخراً خيراً من ان لا تأتي.
ثم قلت لهم لو انكم تريدون إعادة ثقة الشارع في الجيش عليكم ان تتخلصوا من الكيزان، و فوراً، و " تبلوهم زي ما بقولوا الشباب في الشارع"، و نحن ح نثق بكم، و نعمل معكم.
قلت لهم انتم اعلم مني بأن الكيزان الآن علي مفاصل الجيش، و هذا يبعث برسائل سالبة للشعب الذي فقد الثقة في الجيش، و لا يُخفى عليه شيئ.
جاء الحديث عن الحرية و التغيير، فقلت لهم لو بليتو الكيزان بضمير، و اعلنتوا الإنحياز التام الي الثورة بشكل لا يقبل التأويل بلو قحت فلا بواكي لهم عند الشعب السوداني.
صراحةً خرجت بروح معنوية معقولة، و عشم في انه سيحدث تغيير، و أختراق في المشهد، لأن اللقاء جاء من الباب، و ليس من خلف الابواب المغلقة لأني إلتقيت بعدد من الإخوة الضباط داخل القيادة في هذا اليوم، و هذا كان مبعثاً لروح طيبة.
المفاجئة كانت بعد اقل من إسبوعين من اللقاء، و قد وصلت الي وجهتي خارج البلاد فتمت إحالة الإخوة اصحاب المبادرة الي التقاعد بشكل مفاجئ " بإشارة" بغير عادة الروتين السنوي للإحالات بالنسبة للضباط.
ظل كل الكيزان كما هم في مفاصل القوات المسلحة، و كل الملحقيات العسكرية تحت سيطرة تنظيمهم اللعين، و هذه الملحقيات تُدار عبرها صفقات غسيل الاموال، و تهريب العملات المليارية التي يُديرها التنظيم بإسم الجيش، و ما فضيحة ملحقية القاهرة في عهد الجنيد مثال، و دليل.
إن كنا عبثاً علي بعد خطوات من العشم بإحداث تحول داخل هذه المؤسسة المهمة في عملية التغيير، فبخطاب البرهان بالامس نكون قد إبتعدنا اميالاً، و اميال من هذا الحُلم.
اخيراً كل الذي نراه مستحيلاً، و بعيداً، فبفضل الشباب، و الشارع، و التتريس " فوق، و تحت" و الصمود خلف اهداف الثورة، و مطالبها سيخضع الجميع راضياً، او مُكرهاً.
برهان كاذب، لا تصدقوه و لو تعلق بأستار الكعبة..
البرهان كوز و سخان يعمل لصالح الجماعة..
#تسقط_دولة_الجنجويد
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 04 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة