قامت أحد مؤسسات المجتمع المدني المحلية المهتمة بالتنمية المجتمعية في السودان بعمل دراسة واستفتاء على مستوى واسع لتشكيل صورة عامة عن رأي الشعب السوداني بالطريقة التي يجب أن يعامل بها الرئيس السابق عمر البشير، والذي تم إعتقاله من القوات الأمنية منذ الثورة الشعبية التي قامت ضد نظام الإنقاذ وانتهت بإسقاطه بعد فترة حكم تجاوزت الثلاثون عامًا.
تقول الإحصائيات والنتائج التي تم التوصل إليها بعد فترة طويلة من الدراسة واخذ أراء المواطنين، أن ما يقارب ال 80% من الشعب السوداني يدعم فكرة إصدار عفو عام وإطلاق سراح البشير بغض النظر عن موقف الشعب من البشير نفسه، حيث يرى البعض أن البشير كان سببًا في الفساد وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، ويتهمه البعض بالفساد، ويدافع عنه وعن نظامه جزأ أخر من الشعب السوداني، ولكن ومع هذه الإختلافات في الأراء الا أن أغلبية المشاركين في الإستفتاء إتفقوا على عدم وجود ضرورة في إستمرار سجنه سواءًا في السجون العادية أو في مستشفى كما هو الأن.
يؤكد الكثير من المراقبين والمحللين أن الحكومة نفسها سواء الحالية أو السابقة التي كان يشارك فيها المدنيين الحكم مع العسكريين، لا تستطيع أن تحدد مصير البشير ولم تصدر أي أحكام ضده بسبب صعوبة الموقف، وحساسية تبعات أي قرار بهذا الخصوص، فداعميه لا يقلون عن معارضيه، ويرون أن الحل الأمثل لهذه الأزمة هي صدور عفو رئاسي في الوقت الذي لم يصدر حتى الأن أي حكم قضائي ضده لتجنب أي أزمات لاحقة بهذا الصدد.
تضغط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل كبير على الدولة السودانية الإنتقالية منذ 2019 بسبب هذا الملف، فالغرب يريد تسليمه الى محكمة الجنايات الدولية، وبعثة الأمم المتحدة المتواجدة في السودان بقيادة المبعوث الدولي فولكر بيرتس أيضًا تضغط في هذا الإتجاه، وهو السبب الحقيقي أو أحد أسباب العداوة الواضحة بين فولكر ورئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وهذا ما لم يخفيه البرهان في تصريحات عديدة هاجم في فولكر وبعثته الأممية.
خروج البشير إن تم، فسيكون ضمن صفقة قانونية كما يحدث في الكثير من المواقف المشابهة، قد تكون هناك تعويضات مالية أو الخروج من السودان الى أحد الدول المجاورة باتفاق بين الحكومة السودانية والبشير وطرف أجنبي، لضمان عدم تسليمه للمحكمة الجنائية، وقد يضطر البشير للتنازل عن الكثير من الممتلكات والأموال التي استحوذ عليها هو وعائلته في الفترة الطويلة التي حكم فيها البلاد.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 03 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة