* يعتقد اللص أن كل الناس لصوص، ويعتقد القاتل ان كل الناس قتلة، ويعتقد الخائن ان كل الناس خونة، لذلك لم يكن غريبا أن يصف المدعو (ابو هاجة) التظاهرات السلمية والدعوة لها بالمؤامرة ويربط بينها وبين مقتل جنود سودانيين على الحدود الشرقية، زاعما "ان ما يُخطط هناك يرتبط بمخططات في الخرطوم مصدرها واحد"، وهو في حقيقة الامر سلوكه اليومي منذ استيقاظه الى ان يعود الى النوم مرة أخرى وربما أثناء النوم!
* شخص مثل (ابو هاجة) لا بد ان تكون كل حياته مؤامرات ومخططات خبيثة معتقدا ان كل الناس مثله، يتآمرون ويرتكبون الجرائم ويخونون، ويتصفون بكل ما يتصف به من رذائل وصفات ذميمة، لذلك لم يكن غريبا أن يتهم المتظاهرين السلميين بالخيانة، ويصف الدعوة للتظاهرات بالمؤامرة ويربط بينها وبين ما وقع على الحدود، ويزعم أن مصدرهما واحد، حتى يبرر لنفسه ولسادته ممارسة القتل وارتكاب الجرائم ضد المتظاهرين السلميين الذين سيخرجون غدا لممارسة حقهم في التعبير عن رايهم حسب وثيقة الحقوق الوطنية والمواثيق العالمية، والمطالبة بعودة العسكر الى ثكناتهم والتفرغ لحماية الوطن من الاعداء، بدلا عن الاحتماء بالقصور المكيفة وممارسة السياسة ورسم المؤامرات واطلاق الاتهامات والشتائم ونسيان واجبهم في حماية الحدود وترك الاعداء يسرحون ويمرحون ويقتلون ويمارسون السيادة على الارض السودانية، بدون أن يجرؤ أحد على أن يقول لهم (تلت التلاتة كام)، وعندما تخرج مظاهرة سلمية لابناء وبنات الوطن لممارسة حقهم في التعبير يتصدى لها آلاف الجنود المدججين يمارسون القتل والقمع والاغتصاب والسرقة بابشع ما يستطيعون !
* كما قلت أمس فإن الانقلابيين في أقصى حالات الرعب الذي ارغمهم على اطلاق الاتهامات الكاذبة ضد المتظاهرين عبر التسجيلات الصوتية التي يبثها عملاؤهم واذنابهم، بالتخطيط لتخريب محطات الخدمة البترولية والصيدليات والمحلات التجارية، لذلك لا استبعد اطلاقا حدوث تخريب على نطاق واسع يوم الغد بواسطة اولئك العملاء والخونة وووكلائهم والمأجورين مدفوعي الثمن ونسبها للمتظاهرين الابرياء، وهو ما يستدعي الحذر الشديد وبقاء المتظاهرين كتلة واحدة حتى في احلك اللحظات والإلتزام الكامل بالسلمية، والنأى بانفسهم عن الاستفزاز لتضييق الفرصة على الذين يريدون ممارسة التخريب وتوجيه الاتهامات الزائفة لهم!
* و ادعو كل القوى السياسية ولجان المقاومة والمنظمات الحقوقية والجهات المهتمة باوضاع السودان، مراقبة المظاهرات بكل الوسائل الممكنة لرصد المخربين والمدسوسين، وتوثيق الجرائم التى ترتكبها قوات الانقلابيين، وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي وارسالها الى اجهزة الاعلام الخارجية فور وقوعها لو توفرت خدمة الانترنت أو الاحتفاظ بها الى ان تتوفر، ولا شك ان لجان المقاومة والثوار والمتظاهرين قد امتلكوا الخبرة المناسبة خلال المسيرة النضالية الطويلة منذ اندلاع ثورة ديسمبر وحتى اليوم، التى تُمكنهم من القيام بهذا الدور المهم بدون ان يعرضوا انفسهم للخطر، خاصة مع الوحشية التي ظلت تتعامل بها اجهزة امن الانقلابيين وقواتهم مع التظاهرات والمتظاهرين.
* واجد نفسي متفقا مع ما كتبه الدكتور (احمد عثمان) عن ضرورة حماية المواكب والمسيرات من عصابة القتلة بإتخاذ التكتيكات اللازمة التي تستخدم قوة الجماعة القادرة على فرض الإرادة، وتفادي العمل الفردي المعزول يوم الغد وفي كل المظاهرات والانشطة الثورية القادمة، بالإضافة الى مواصلة لجان المقاومة في جمع المواثيق لإصدار ميثاق واحد لسلطة الشعب، تعمل على اساسه القيادة الجماعية بتنسيق مرن، ومواصلة بناء لجان التسيير النقابية كاجسام نقابية مستقلة على أساس فئوي، تمهيدا للعب دورها في الإضراب السياسي العام، والوصول إليه عبر الإضرابات المتدرجة، وشحذ الادوات المختلفة لدفع التراكم في اتجاه العصيان المدني، ووضع تصور عام حول متطلباته، واتخاذ التدابير اللازمة للتعبئة و التنظيم، ومواجهة النشاط الدعائي التخريبي للسلطة ومحاربة الشائعات في إطار إستراتيجية اعلامية ودعائية لا تترك هذه الجبهة الحساسة للمبادرة الفردية فقط، فضلا عن تطوير آليات الرصد والمتابعة وجمع المعلومات في مواجهة السلطة المعادية للشعب والمدججة بالسلاح، والتي تنتمى كل اجهزتها للنظام البائد وتدين له بالولاء!
* لقد لاحت ملامح النصر ولكن علينا ألا نيأس إذا تأخر، ونواصل النضال بمثابرة وصمود حتى نقتلع الطغمة الانقلابية الغاشمة ونظامهم الساقط، ونستكمل ثورة ديسمبر المجيدة ونحقق ما نصبو إليه من حرية وسلام وعدالة في دولتنا المدنية الديمقراطية المرتقبة، وعلى الباغي تدورالدوائر!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة