Cry My Africa!! { أبكي على أفريقيا}

   
Cry My Africa!{ أبكي على أفريقيا}
•وثائقي من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية
∆ ترجمة دفع الله الأمين { ود الأصيل }

Cry My Africa!! {أبكي على أفريقيا}
∆ظلت جذوة الثورة الأفريقية مخمدة منذ بدايات
القرون الوسطى بسبب الرق و في ظل رواج النخاسة .
حيث مكثنا نرزح تحت نير العبودية و الاستعمارردحاً
من الزمان امتد لأربعة قرون حسوم ونصف القرن 

{2}
∆ لكننا نرى اليوم ثورة ثقافية تتفجر من رحم
المعاناة في أرجاء قارتنا السودا،دء. و هي تنبيء
عن نفسها بطرق و أنماط و وسائل شتى ، مشبعة
بروح عزم عقدناه على التحرر من ذلك العبء
الذي أثقل كواهلنا طوال سبعة قرون قد خلت .
∆ إذاً ، فنحن بصدد بعث جدي لرفاة أمنا العجوز
أفريقيا من مرقدها في قبرها المندثر و بمعايير عصر
الحداثة االراهن، فهو بمثابة ميلاد ثان لنا؛ إنها النهضة
الأفريقية.إننا نعتقد بصدقية من يتحدثون عنها تماماً،
كي تبلور نظرتنا إلى النهضةعلى أنها فكرة مبدئية
تعنى بجعل طموحاتنا الجسام قابلة للتحقق

{3}
∆إذاً، فماذا عن حاجتنا الماسة لانتشال قارتنا من
غياهب النسيان العالمي، و كذلك لطرح حقائق جوهرية
من شأنها أن تعيننا على النهوض مجدداً، لنمض قدما على
جادة الازدهار و للحاق بركاب الإنسانية المتحضرة .

∆ والله يا مهدينا عشان بتاخشني بك رافة
في دين الله، المرة دي بحاول أتمالك أعصابي
و أرد عليك بأقصى درجات رباطة الجأش؛ و شكلك
الليلة نعسان وجاييني حاطب ليل عينيك بي قضاهن.
∆ كدي راجع التنويه مذكور إنو وثائقي لقناة الجزيرة
وأنا فقط قمت بالترجمة و قابض حقها منهم لي كم سنة
و العمل منشور في منتديات ود مدني . يلا دي واحدة
و التانية عارفني بعاني من تخمة مواضيعي على قفا
من يشيل ، فما محتاج أهمبت كتابك الانت قاصدو
« Cry My Beloved Country»؛ و لو فعلن أنت
كنت قاريه جيبو هنا و طلع لي منو جملة واحدة
مفيدة مطابقة للأنا ناشرو في البوست دا.
و أتمناك لامن تجي تلقى مزاجي رايق.

∆ نقف هنا أمام نصب تذگاري شاهق لعملاق
وإلى جانبه أمرأة نحيفة سمراء گساق الأبنوس
و صبي يافع ، يأتي كتجسيد حي لفكرة نمطية
أصيلة قديمة متجددة ، شاء صاحبها أن يضعها
بين ظفاي كتاب قد عكف على بتأليفه.
∆حيث أطلق العنان لخصب خياله گي يتصور لنا ما قد
يدور في خلد هذا العملاق و كأني به، بركان ثائر خرج من
قمقم في باطن الأرض كرمز لنهضة القارة السمراء.وأما هذه
المراة و صغيرها، وقد انتصبا هكذا ينظران إلى الأمام ، بينما
يشيران بأصبعيهما ناحيةالغرب، حيث إن المؤلف ربما اعتقد-
ولعله كان محقاً في ما ذهب إليه- بأن ثمة طريق شائك لا بد و أن
يسلك من أجل إرساء أسس التنمية. قال لأحد ظرفاء قاعة المدينة
معلقاً، بأن هذا التمثال يبدو وكأنما صنع من عجينة الشوكولا.

∆فيا له من تعريف خفيف الظل، وقد أعجبني كثيراً.
لو كان أولئك الشخوص- أعني العملاق والمرأة والغلام -
نابعة من خيال فنان مهموم و جادت بها قريحة شاعرية
استثنائية، فإنني أتصور من وجهة نظر سيريالية بحتة
و كأنما يريد صاحبهم التعبير عن قصته الذاتيكما فعل
دافنشي جسد ذاته في الجيوگاندا ونظرتها الشرودة.

{5}
∆ هذا يعني أنه فضلاً عن الأفارقة فهو يمثل كافة
شعوب المعمورة من ذوي السحنة السمراء و الأنوف المفلطحة،
من أبناء الشتات المنتشرين في أرجاءالدنيا ، بل وكل من
تربطه وشيجة دم بالزنوج على ظهر هذا الگوگب
∆ هذا العملاق وإلى جانبه تلك السمراء لكأنما يعقدان العزم
مرة و إلى الأبد على المضي قدماً فلايمكثا قابعين في المؤخرة
بعد اليوم. و أيضاً هذا الفتى وقد بدا مفعماً بالوسامة والقوة.
إنما يشرئب هذا الثالوث إلى الغرب ، مع إشارة بالسبابة ذات مغزى .
ثم إذا ما وقف أحدنا يتأمل في هكذا عمالقة من أمثاله ومن طينته
وشاكلته، سيتبين له من خلال نظراتهم شاردة وصدورهم نصف
العارية أنهم إلى أي مدى نحجوا في عكس المظهر النمطي
المألوف لكروكية الشخصية الأفريقية

(6)
* هل من شيء أميزُ من أن يقام على ترابنا في السنغال، معلمٌ تذكاريٌّ
الأكبر في العالم ، ليتخذ مصدراإلهامٍ للشعوب على نطاق القارة بأسرها؟!
إذا، لماذا هذه الاستكانة لروح أن نظل دوماً محدودي الأفق؟ بكل بساطة
،إنني أرى أن طموحات شعوبنا المقهورة في القارة السمراء لا تقل حجماً
وعن قامة هذا التمثال الشاهق ولا ينقصنا وعيٌّ بقضايانا الساخنة. فتلك إذاً،
هي المحصلة:أنه في بلادنا لا تنقصنا الخامات الجيدة من المؤرخين ورجالات
الفن الرفيع ، ممن يتمتعون بعبقريةٍ إبداعيةٍ خلاقةٍ و بكفاءات لا يشق لها غبار.
* ربما، بلغة التاريخ ، قد لا نملك إرثاً حضارياً ضخماً بالمعنى المادي.
لكن لدينا وسائلنا التعبيرية لنقل تراثنا الموغلة جذوره في الأصالة.لأن لأفريقيا
ثقافة و تاريخ شفويا بالدرجة الأولى .كون السرد القصصي و الأدب الشعبي الطقوسي
كلا هما يمثل لسان حال الوحي لماضينا العفوي بامتياز. لكن دون وجود موروثاتٍ ماديةٍ
ملموسة تُذكر على أية حال، ثمة كاتب أفريقي شهير كانت له مقولة مأثورة قديمة مفادها:
*إنه: "ما دامت الأسود لم تنجب من يؤرخ لها، فسوف يظل تارخيها محتجباً وراء أمجاد
مصطاديها، حتى إشعا رآخر". لكن النهضة تعني فيما تعني بنظري ، بل وتتطلب أن ثمة فعلٌ
وردُّ فعلٍ لا بد له أن ثينجز،و رحالٌ و لا بد لها أن تشد لتُضرب بها أكباد الأبل ، لا مجرد
جعجعة بالشعارات.حتى نظل مكان سر، كرجل العالم الكسيح ، نجرجر أذيالنا في مؤخرة الأمم
الصاعدة اقثتصادياً. فهل هنالك من مظاهر للتنمية ماثلة للعيان؟بهذا المعنى يجب القول إنه ما من
معلم ولا نصب يمكن له أن يسمو فوق هامة الانجازات التنموية الناجحة. يقول فيلسوف فرنسي:
لأن يجرى حوار ، حتى و إن لم يفضإلى حلٍ بعينه،خير من إيجاد الحلول دون أن يفسح
مجالاً للحوار. فكمن تنقصنا الحصافة حينما يتعلق الأمر بطلب العون من الآخرين .
* ذلك لأننهم إن جادوا عليك بربع بدرهم فذلك بشرط قبولك بأن يخرجوا منك
بأضعافه دنانيرَ. وذلك بفعل تواطؤ أنظمة حكمنا المستبدة المتربعة على
عروش السلطة بوبطاناتها في بلدان أفريقيا من أدناها إلى أقصاها .

(7)
*رسالتي هذه موجهة في المقام الأول إلى النشء من أبناء أفريقيا
الصامدين. . ناصحاً إياهم بأن يلتفتوا قليلاً إلى الماضي ، للتأمل في
أخطاء اقترفها أسلافهم. ثم لننظر إلى مانحن فيه اليوم . ما من سبب الآن
ليبث في أنفسنا اليأس إزاء الأوضاع في بلادنا. لذلك،أناشد أبنائي هؤلاء بأن:
عليكم أن تستشرفوا الغد بكل ما له وما عليه. فقد بتنا قاب قوسين أو أدنى
من إحداث نهضتنا الأفريقية. نحن نرقد على مخزون من الثروات
الكامنة في باطن أراضينا.إلا أن أعظم كنز تملكه القارة يكمن في
أبنائها وبناتها بعقولهم وسواعدهم. وهم في منتهى الذكاء.
..

(8)
* لذلك بات لزاماً علينا أن نستغل كل هذه الفرص كأمثل ما يكون
الاستغلال. مستخدمين في ذلك كل ما أوتينا من شجاعة و حنكة و صبر.
ليس أمامنا سوى أن نخوض حرباً ضاريةً و بنفسٍ طويلٍ . إن هذه الأيقونة
ترمز، و بكل بساطة، إلى السلبية .إنه رمز الإقرار بتلك الحقيقة المرة التي ليس
بمقدورنا إنكارها.هذه الحقيقة هي غدنا القادم، بل إنها قدرنا و مصيرنا المحتوم.
* فقد كنا مستعبدين و خاضعين للاستعمار من قِبَل الآخرين ، ممن جاءوا لغزونا
مدججين بالسلاح لكي يسوقونا سوقاً كرقيقٍ مقرَّنين في الأصفاد. غير أننا الآن لا
نضمر شيئاً من حقد أو كراهية لأحد. ورغماً عن كل ذلك ، فقد قررنا أن نفعل ما في
وسعنا أن نفعله، لكي نترك هذه الحقائق محفورة في ذاكرة أبنائنا من جيل شباب االيوم،
و كذلك أجيال المستقبل، سواء منهم من كان أفريقياأو غير ذلك، على أن الهاجس الذي
سنظل نطاردهم به، هو أن في بلدانهم المتقدمة ستكون مزروعةً هنالك رموزٌ
وتماثيلَُونُصُباً ومعالمَ تٌ ذكاريٌ ؛علها تعيد إلى أذهانهم في كل حين تلك
الصورة النمطية الشنيعة والمخزية لما كان يُعرف باستعباد الإنسان
واستخرابه لأخيه الإنسان. وبعبارة أخرى :فنحن مستعدون
للتسامح و لكن لسنا قادرين على النسيان تماماً .

(9)
*إن أفريقيا تبكي ، تبكي من أجل أبنائها، أولئك الجوعي، من
لا يبربطون بطونهم على الحجارة. لكنهم سوف لن ييأسوا من غد آت،
ستتبدل فيهالأحول؛ ليصيروا ملاكاً أحراراً لقدراتهم و مواردهم الذاتية، متحدين
كما الإخوة تماماً، نابذين لويلات الحروب. ليودعوا مرة وإلى الأبد مكانهم الثابت
في ذيل القوائم و خلف الصفوف. وليجدوا في طلب العلم ، يصبحوا سادة لا عبيد.
أعود لأذكِّر بأن أفريقيا تنتحب. مما يسود في أقطارها من موجاتٍ عاليةٍ للعنف و
العنف المضاد ، فضلاً عن فسادٍ أخلاقيٍّ يضرب أطنابه في البر و البحر وتفشي
الأوبئة و سوء التغذية؛هذا فضلاً عن الانقلابات العسكرية سيئة السمعة والتي
تتهدد كافة بلداننا بلا استثناء، حيث لا أحدَ يعيش بكرامته كإنسان. كذلك
تفشي الدعارة وازدياد مخاطر الهجرة غير المشروعة ؛ وغير
المنظمة لمن يفعلون ذلك، أملاً في تغيير حياتهم إلى أحسن..

(10)
* لطالما بكت أفريقيا. وهاهي ذي تواصل النواح و تندب حظ أبنائها،
ممن تخلفوا بعيداً عن بقية الأمم. كان ذلك بسبب خطيىة عظمى .بل جريمة
نكراء ارتكبها بحقهم أوغادٌأشرارٌ، ممن كانوا يتخذونهم سخرة . كان أسلافنا
يخرجون من ديارهم أطفالاً و نساءً ، فضلاً عن الرجال. ثم يُحشرون في صفوف
ممتدة كما القطعان وقد صُفِّدت أيديهم و كبلت أرجلُهم وهم يسعون على ضوء المشاعل .
ليصار بهم إلى الشحن على متن سفنٍ شراعية ٍ لتمخر بهم عُبار أعالي البحار وتصارع
هوج الرياح. كل ذلك لا لذنب اقترفه أحد من هؤلاء ، اللهم إلا لاختلاف في لون بشرتهم
كم كانت تداس كرامتهم وتمتهن إنسانيتهم. يؤدون أعمالاً شاقة بشق الأنفس وبدون
أجرأو حافز و لا يعرفون طعماً للراحة.عيني على أفريقيا ولسان
حالي يتساءل: علام تنتحب الفتاة؟ ولسان حالها يجيب:
كيف لا أفعل ، و أهلي دون خلق الله ماتوا