وقال الحق: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين – الأعراف 11} فربنا ﷻ صور وخلق كل بني آدم مرة واحدة في الجنة العليا واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ أي أليس من خلقكم هو أنا ربكم الله تعالى؟ فقلنا بالاجماع بلى - نعم - وأمرنا بأن نطيعه، فقلنا نعم، وسنتبع هديه ونتعرف عليه بأنه ربنا ﷻ وهو من خلقنا من عدم ولم نك شيئا من قبل. فنحن لم نتوالد بالولادة الطبيعية كلنا البشر من أبينا آدم وحواء في الأرض، كلا ثم كلا - فنحن بني آدم خلقنا الله تعالى أول مرة، خلق من ظهر آدم وحواء، فقال لنا الله تعالى كونوا أنتم بني آدم، فخرجنا من ظهر أببينا آدم أولا ثم من بنيه الأولين فخرجت الآباء والأمهات والابناء والبنات والأحفاد من ذكر وأنثى كابرا عن كابر وصاغرا عن صاغر، فكلنا بني آدم خرجنا مرة واحدة بقدرة الله العلي القدير في عالم الذر وشهدنا ربنا ﷻ وكنا كلنا في السماء في جنة آدم ومعنا معشر الجن الناري وخلقهم الله تعالى من قبلنا بنفس الطريقة، ثم طردنا من جنة السماء وأهبطنا إلى هذه الأرض بسبب المغبون الشيطان الذي أغوى أبانا آدم وعصى آدم ربنا فغوى.
فربنا ﷻ يقول بأنه [خلقنا كلنا بني آدم] ولم يقل [توالدنا من زوجين]، انظر قوله هاؤم: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين - الأعراف 11} فكلنا بني آدم التراب، قد شهدنا الله تعالى وشهدنا سجود الملائكة لأبينا آدم في عهد [ألست بربكم]. فربنا ﷻخلقنا نحن بني آدم في لحظة واحدة وأخرجنا جميعا الأولين والآخرين من ظهر أبينا آدم النفس الواحدة، وخلق منها زوجة آدم أمنا حواء، وأخرج كل بني آدم من ظهور آبائهم كابرا عن كابر - أي - الأول ثم الثاني والثالث والرابع بالعد التنازلي وهلمجرا حسب ترتيب أبويك، وهذه تسمى النشأة الأولى للخلق في عالم الذر والطور الأول - أي - خلقك الأول ولكنك لا تتذكر هذه الحقيقة، لأنك مت حين أهبطنا إلى هذه الأرض بعد الحقبة الزمنية لأبينا آدم عليه السلام وسيدنا نوح وهي تبيان قوله تعالى: {ولقد علمتم النشئة الأولى فلو لا تذكرون - الواقعة 62}. فالقرآن العظيم هو من يذكرك بهذه الحقائق والدلائل والبراهين الساطعة التي ليس فيها شك ولا نكران البتة.
فكنا نعيش في هذه الأرض لمدة طويلة من العمر حتى جاءت منية الموت، فمات كابر عن كابر ومنها تنظمت الحياة كما هي سائرة اليوم، نموت ونحيا بالبعث وهو تبيان كشف قوله تبارك وتعالى لسيدنا زكريا عليه السلام: {قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا - مريم 9}. وعن سيدنا الحسين رضى الله عنه، قال: "إن الله تبارك وتعالى لا تقدر قدرته، ولا يقدر العباد على صفته ولا يبلغون كنه علمه ولا مبلغ عظمته، وليس شئ غيره، هو نور ليس فيه ظلمة وصدق ليس فيه كذب، وعدل ليس فيه جور، وحق ليس فيه باطل، كذلك لم يزل ولا يزال أبد الآبدين، وكذلك كان إذ لم يكن أرض ولا سماء ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب ولا مطر ولا رياح، ثم إن الله تبارك وتعالى أحب أن يخلق خلقا يعظمون عظمته ويكبرون كبرياءه ويجلون جلاله. فقال: كونوا ظلين، (اى ظاهرين) فكنا كما قال الله تبارك وتعالى".
وليس كل البشر الناس في هذه الأرض هم بني آدم التراب، وخلقهم الله تعالى من ظهر أبينا آدم، كلا ثم كلا! فلو كنا جميعنا معشر الناس من ذرية آدم لكنا نتشابه بالمثل ولكننا مختلفون لقوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - البقرة 21} - {وإتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين - الشعراء 184} فنحن ثلاثة أصناف من البشر الجن والإنس، خلقنا الله تعالى في فترات متعددة من الزمان.
فالجنس الأول للبشر الذي خلقه الله تعالى من قبلنا، هُو: (جنس معشر الجن الإنسي الناري)، لقوله تعالى: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم - الحجر 27}.
والجنس الثانى للبشر الذي خلقه الله تعالى،هُو: (جنس الترابي، نحن بني آدم) وأخرجهم كلهم مرة واحدة من ظهر آدم وزوجته وآبائهم الأولين، وهم عنصر التراب وهم بني الأسمر والأسود. وسياق (آدم) في اللغة تعني الأسود: {والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير - فاطر 11} - {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون - آل عمران 59 } وكل البشر خلقهم الله تعالى من العناصر الأربعة المكونة للحياة: (هواء - ماء - نار - تراب). وإن حقيقة فيضان نبي الله نوح، فإنه حدث في منطقة بني آدم التراب فقط، وهو السودان الحالي في منطقة شمال السودان الغربي بصحراء بيوضة المعروفة اليوم. ففيضان نوح العظيم لم يعم كل الأرض وبل حتى لم يشمل كل السودان وهو موطن نبي الله نوح، وهناك تقارير أثرية تاريخية تقول بأن بعض الناس كانوا موجودين وعائشين على هذه الأرض في حقبة فيضان نوح، ولم يشملهم فيضان نوح ولم يشهدوه .
الجنس الثالث للبشر الذي خلقه الله تعالى، هو:(الجنس البشري المائي وهم البِيض والصُفر) لقوله تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا - الفرقان 54} فهنا تبيان الله تعالى بأنه خلق نسلا وصهرا بشرا من عنصر الماء، وهم الصنف الثاني من البشر الناس الذين خلقهم الله تعالى بعد أن خلق آدم وذريته في السماء، وهم: بنى الأبيض الرومان الأروبيين الفرنجة، وبني الأصفر اليابانيين والصينيين والكوريين والماليزيين وأهل الفليبين والإندو والإسكيمو وهنود جنوب أمريكا وشمالها والآتينو ... ألخ. وهؤلاء البشر المائيون كانوا يعيشون في هذه الأرض من قبلنا نحن بني آدم التراب، لذلك قال علماء الأنثروبولوجيا بأن اقدم رفات للإنسان، وجدت في الأرض - في إثيوبيا - عمرها 50.000 سنة تقريبا.
فنحن معشر البشر جميعنا في هذه الأرض، خلقنا ربنا الله تعالى أطوارا من ثلاثة أزواج: (زوج نار) - (زوج تراب) - (زوج ماء)، وذلك لقوله تعالى: {وخلقكم أطوارا - نوح 14} - {وَطُورِ سِينِينَ - التين 3} أي في كل حقبة من الزمان ووقت معين، يخلقنا ربنا ﷻ بالبعث مرات أخرى، وهي طور الولادة من بطون الأمهات وهي حقيقة البعث بالولادة والرجعة في هذه الدنيا من بعد الموت: {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون - الزمر 6}.
وتبيان قوله تعالى وتبارك: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير - الحجرات 13} فربنا ﷻ خلق كل البشر من زوجين ذكر وأنثى وخلق منهما كل الشعوب والقبائل المخلتفة في هذه الأرض. وربنا ﷻ خلق معشر البشر الماء في هذه الأرض منذ 50.000 سنة، خلقهم من أبويهم: فخلق الله تعالى معشر البيض الفرنجة من زوجين وخلق الصينيين الصفر من زوجين وهلمجرا. وقرأت كتابا يقول بأن الصينيين الصفر هم أقدم شعوب الأرض وكانوا موجودين في هذه الأرض من قبل 50.000 سنة، سبحان الله. فربنا ﷻ خلق كل الشعوب في الأرض مثل ما خلق آدم وذريته التراب في السماء، فذرية بني آدم السود والسمر والقمحيين، خلقهم الله تعالى في السماء وأهبطهم لهذه الأرض بعد أن عصى آدم ربه فغوى، بسبب الشيطان الذي خدع وغش أبيانا آدم وزوجته - أمنا حواء - فقال الحق عز وجل: {ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين * قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون * الأعراف 19-25} - وتخالط الكثير من البشر مع بعضهم ونتيجة المخالطة ظهر وأتى شعب جديد، وهو تبيان قوله تعالى {لتعارفوا}.
وربنا ﷻ خلقنا كلنا معشر البشر الناس مرة واحدة قبل 50.000 سنة، فخلق ربنا الله ﷻ بني آدم التراب في السماء أولا وخلق معشر بني الماء في الأرض مرة واحدة في زمن وحقبة واحدة، فيبقى بنى آدم التراب عاشوا في جنة آدم في السماء 43.000 سنة، ثم نسي آدم وصية الله له بأن لا يقرب من الشجرة ولا يأكل منها بعد 43.000 سنة تقريبا. ويبدو لنا عقليا أن أبانا آدم نسي وصية الله وأكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة عليهما بعد زمن طويل جدا، فيبدو أننا كلنا - بني آدم التراب - عشنا في جنة آدم مع معشر الجن النار 43.000 سنة، ثم اُهبطنا لهذه الأرض وعشنا من حقبة آدم الى نوح 950 سنة، ثم متنا وبعثنا في حقبة سيدنا موسي بعد 2.000 سنة ثم متنا وبعثنا في حقبة سيدنا عيسى بن مريم بعد 2.000 سنة ثم متنا وبعثنا في هذه الحقبة، حقبة المهدي المنتظر المنذر المبين بعد 2.000 سنة، ثم سنموت كلنا لفترة قصير جدا ويبعثنا الله تعالى ليوم القيامة والحساب: إمّا إلى الجنة وإمّا إلى النار. وتبارك الله الرحمن من علمني أنا الإنسان، علم ما لا يعلم وربي زدني علما. فيبقى عمر بني آدم التراب في الأرض بعد الهبوط من الجنة، (7.000) سنة، تقريبا وهذا ما ثبت علميا بأن حضارة كوش في السودان - وهم بني آدم التراب - عمرها (7.000) سنة، وهي أقدم حضارة قامت على وجه الأرض، والله أعلم ويُعلّم علم ما لايعلم لعباده المتقين والحمد لله رب العالمين الذي أحسن خلق كل العالمين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة