تعتبر هذه التنسيقية الذراع السياسي لمجلس الصحوة الثوري السوداني والبوق الإعلامي لمليشيا الدعم السريع وتدار بإحترافية عالية، وهذا واضح من خلال العناصر المنتمية لها والأدوار التي تقوم بها، من خلق الفتن بين السكان الأفارقة وغير الأفارقة وتضليل الرأي العام الولائي والقومي وهجومها الغير مبرر على القوى السياسية والحركات التحررية ومنظمات المجتمع المدني، التي تتخذ مواقف إنسانية وتستميت التنسيقية في تصوير جرائم الملايش العربية على أنها حرب بين الإثنيات ولا سيما بين المساليت والمستعربين أو الجبل والمستعربين وهي في الحقيقة جرائم يرتكبها طرفه واحد وهي المليشيات المستعربة ومليشيا الدعم السريع، لأنها دائما هي من تبادر بشن الهجمات على المعسكرات والقرى والمدن من أجل إخلاء الأرض من السكان ولم نجد يوما واحد بأن المساليت أو الجبل أو غيرهم من الإثنيات الإفريقية في دارفور قاموا بالهجوم على أي منطقة تقطنها أو تسطوطنها القبائل المستعربة. هذه التنسيقية تقوم بالتبرير للانتهاكات الجسيمة والخطيرة لحقوق الإنسان مثل جرائم التطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع والمليشيات العربية المنضوية تحت لواء مجلس الصحوة وغيرها من الأعمال الإجرامية والتخريبة، فضلا عن صناعة الفوضى بغرض السلب والنهب وافقار المجتمعات الإفريقية. عمليات النهب طالت حتى حافظات المياة واباريق الوضوء بعد أن نفذ الأبقار والماعز والضان والخيول والدجاج والحمير والفيديوهات التي صورها بأنفسهم خير دليل على ذلك. السودانيين شاهدوا الدور القذر للتنسيقية عبر عناصرها في مليشيا الدعم السريع ومجلس الصحوة، في إعتصام القبائل المستعربة في كبرى النسيم بمدينة الجنينة دارندوكا، مباشرة بعد مذبحة معسكر كريندنق الثانية في يوم ١٦ يناير ٢٠٢١م ووفروا كافة الإحتياجات الأولية ونظموا الإعتصام بتقديم المال والتغطية الإعلامية والدعم اللوجستي واستقبال الوفود الولائية والقومية. لا توجد غضاضة في أن ينظم المواطنين انفسهم حول مطالب مشروعة وأخلاقية كما في مناطق كثيرة في السودان وأنا أول الداعمين لها لكن من الغير المقبول أخلاقيا وسياسيا أن تنظم الاعتصامات للتمويه أو التغطية لجريمة ما وما سيناريو معسكرات النزوج المدفوع الاجر التي خلقوها إلا واحدة من أعمالهم الشيطانية وللأسف هذا ديدنهم. الكثير من السودانيين والسودانيات ممكن يستغربوا من هذا الحديث، بسبب النزاع الدائر بين مجرم الحرب والأب الروحي لملايش الجنجويد الشيخ موسى هلال وزعيم مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو حول زعامة القبائل المستعربة في دارفور بشكل خاص والسودان بشكل عام ولكن التنسيقية بما تملكه من كوادر نوعية، نجحت في إيجاد صيغة مشتركة بين هذه التناقضات واستفادت من الوضع السياسي والاقتصادي لمليشيا الدعم السريع وخدموا بها اجندتهم المخفية والمعلنة عبر المساعدة المتبادلة في توفير الدعم اللوجستي والاستخباراتي ودعم الافلات من العقاب وكل طرف يدعم زولا أي زعيمه ولكن هنالك أطراف مؤثرة في داخلها تحمل مشروعا متجاوزا لهذه الوضعية وتنظر للوضع على ضفتي وادي اسنقا. هذه التنسيقية تعتبر ذراع للفتنة !! لأن الرحل كلمة حق أريد بها باطل، وكلمة الرحل (Nomadisme) نفسها تعني الشخص الغير مستقر وهو نمط حياة وليس انتهاء عرقي، وهذا ينطبق على الشعوب التي تمارس الترحال لأسباب اقتصادية أو ثقافية. اقتصادية مثلا، كحال بعض الرعاة من القبائل المستعربة في السودان أو دارفور بحثا للكلاء لماشيتهم أو بعض الغجر الذين يترحلون وراء مصالحهم. مهنة الرعي نفسها لم تكن مربوطة ربط وشائجي بالعرب أو المستعربين، بل هنالك بعض الرعاة من اثنيات الزغاوة، الفلاتا، النوير،الدينكا، المساي أو المنغول أو تركمان..الخ. لا أعتقد هنالك أي مشكلة في أن يكون الإنسان مستقر أو رحل ... رحل رعاة ماشية أو رحل لأسباب ثقافية ولكن ما يجري في دارمساليت/ ولاية غرب دارفور يطلق المستقرين الذين يعملون في مهنة التجارة أو موظفي دولة أو حدادين ..الخ على أنفسهم رحل، في الحقيقة أنهم ليسوا برحل بل مستقرين في المدن ويستخدموا التنسيقية لتعجيج الفتن وتحقيق أجندة سياسية كما أشرت آنفا وأي شخص يقتل في حادثة جنائية عادية يقوموا بسبق الاحدث ولوي عنق الحقيقة وإصدار الأحكام كما في حالة الحادثة الجنائية التي وقعت يوم أمس الجمعة الموافق ٢٩ أبريل ٢٠٢٢م في سوق مدينة الجنينة، هؤلاء الرجال ليس لهم علاقة بالرحل لا من قريب ولا من بعيد، بل أرادت التنسيقية استغلالها سياسيا لصالح مشروع مجلس الصحوة ومليشيا الدعم السريع والمشروع الاستراتيجي للتنسيقية الذي يقود إلى الهيمنة المطلقة للقبائل المستعربة ولتحقيق ذلك تستمر التنسيقية إشعال الفتن إزهاق مزيد من أراوح الأبرياء في دارمساليت أو دارفور، وما الحديث عن التحالف السوداني وحركة تحرير السودان الذي يتزعمه القائد خميس أبكر كدنج إلا ذر الرماد على العيون، لأن جرائمهم موجود ما قبل توقعي إتفاق جوبا وارتكبوا مجزرة كريندنق الأولى والثانية ومستري الاولة والثانية ومليء لعدد لا يحصى وإحياء الجبل ومجازر أخرى على مسمع ومرئى من الجميع وما زالت الفديوهات والوثائق في منصة المحكمة الجنائية الدولية. وقتها لم يكن للقائد خميس أي وجود عضوي في المنطقة وأذا تعلق الأمر باتفاق جوبا فنحن أول من أنتقد هذه الاتفاقية لأنها اتفاقية محاصصات بين النخب الاثنية التي تجاهلت القضايا الأساسية التي من أجلها فجرت الثورة وللأسف أنتهى بقادتها موظفين في دولة السودان القديم أو خدم المنازل بالمفهوم المالكومي إلى مالكوم X، وبالتالي الحل يكمن في إعادة تأسيس الثورة بشكل جديد وأخلاقيات جديدة تتجاوز العقل القديم حتى يتحقق السودان الجديد العلماني الفدرالي الذي يضمن ويوفر الحرية والعدالة الاجتماعية والمساوة بين جميع السودانيين والسودانيات سواء كانوا أفارقة أو مستعربين (عرب السودان).
عبدالسلام نورين 30 أبريل 2022
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/29/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة