صادف يوم 28 أبريل اليوم العالمي للسلامة والصحة، ويفترض ان هذا اليوم يمثل حملة دولية سنوية لتعزيز بيئة عمل لائقة وصحية وآمنة، وهو اليوم الذي ربطته الحركة النقابية في العالم بذكرى ضحايا الحوادث والامراض المهنية التي تصدرت الاسباب المؤدية إلى الوفاة في اماكن العمل. وبحكم تخصصي المهني التقني في مجال هندسة السيارات، كان للأمن والسلامة دورا كبيرا ومساحة في دراستي، وبالتالي كنت ابذل الجهد ليكون جزء من طبيعة عملي في كل الجهات التي عملت بها، وكثفت من تلقى الدورات التدريبية المكثفة. واذكر الفني الهندي الجنسية الذي كانت تكلفه شركتي لمعالجة الإشكالات الكهربائية في مركز الخدمة الذي كنت تديره في عقلة الصقور بإقليم القصيم السعودية، أثناء عملي في الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات ساسكو، فكان هذا الفني الهندي لا يبدأ عمله إلا بعد ارتدائه ملابس العمل المخصصة ويامن المنطقة التي يعمل فيها، واذكر في ذات المرات، كان حضورا كهربائي سوداني، واستغرب من التشدد من قبل الهندي، وذكر لي بأنهم على استعداد لأداء الإصلاح الكهربائي والتيار الكهربائي ساري، ولا داعي لكل هذا اللبس والتحذيرات، ورد عليه الهندي، بأن سلامته كإنسان والمحيطين به والمكان، لا داعي الاستهتار بها أو حتى تعريضها لمخاطر، مادام الأمن والسلامة جزء من طبيعة ومهنية عملنا. وبحسب بيانات الامم المتحدة، وقد تجاوز عدد الحوادث العرضية في اماكن العمل 321 الف حادثة من اجمالي 2.34 مليون حالة وفاة في اثناء العمل، في حين ان 2.02 مليون حالة المتبقية تسببها امراض متصلة بمختلف الأعمال، وهو ما يعني 5500 حالة وفاة يومياً بحسب تقديرات منظمة العمل الدولية التي رأت ان ذلك يعد عجزاً مرفوضاً في توفير العمل اللائق. العجز عن الوقاية من الامراض المهنية - تقول الأمم المتحدة - له آثار سلبية كبيرة على الأعمال والاسر والمجتمعات، خاصة في ما يتصل بفقدان الانتاجية واثقال كاهل نظم الضمان الاجتماعي، ولذا تبقى الوقاية خير من العلاج من حيث انها اكثر فعالية واقل كلفة منهما، وتؤكد الامم المتحدة انه يمكن لجميع البلدان الآن اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين قدراتها على توفير الحماية من الأمراض المهنية. في السودان لا نعلم لماذا مرت هذه المناسبة مرور الكرام في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة العمل بان السودان اصدر النظم والتشريعات وانشأت الاجهزة الرقابية لضمان حسن تنفيذها والتقيد بها الرامية إلى الارتقاء بالسلامة والصحة المهنية، وشكلت لجنة عليا للسلامة والصحة المهنية بمشاركة اطراف الانتاج الثلاثة والخبراء المختصين من المؤسسات الحكومية والشركات الصناعية الكبرى. كان بودنا ان تكون المناسبة فرصة للاعلان عن التوجهات القائمة أو المقبلة لتوسيع قاعدة ثقافة السلامة المهنية في المجتمع، أو تناول ما يخص الكوادر المتخصصة في هذا المجال في كافة المؤسسات والهيئات والشركات، او طرح قضايا بيئة العمل وقضايا السلامة والصحة المهنية، وكيفية تعزيز مبدأ الشراكة بين اطراف الانتاج في هذا المجال، أو تسليط الضوء على واقع السلامة والصحة المهنية بشكل عام، أو في قطاعات بعينها. هناك قضايا كثيرة تستحق في كل مناسبة تسليط الضوء عليها لعل ذلك يجدي نفعاً. ولنسال انفسنا، هل تلقيت قريبا تدريبا في الأمن والسلامة في المطبخ أو من الغاز الطبيعي أو أي من مجالات التصيد المخاطري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة