بروفيسور عبد الله الطيب في مَجْمَعِ اللغة العربية بالقاهرة؛ تصويب وتوضيح!
القاهرة في : [٣١/٣ ٦:١٣ م]
كتب؛ بدر الدين العتاق
انتشر منشور في وسائط التواصل الاجتماعي بصورة متكررة سالبة للغاية عن موقف للبروفيسور عبد الله الطيب ، رئيس مَجْمَع اللغة العربية بالسودان ( ١٩٩٠ – ٢٠٠٣ ) رحمه الله رحمة واسعة ، يزعم المنشور وكاتبوه بأنَّه ارتجل قصيدة في حضور العميد الدكتور طه حسين ، حينما استصغروه؛ واستصغر سِنَّه بعض أعضاء المجلس المَجْمَعي ، سنة ١٩٥٧ م ، فقاطعهم بالقصيدة المرتجلة :
تفعقر نافوش الكرى بقراعم * فقال نافوشهم شعثان ضبهم بدراهم ايشكون سافور الجراري عندهم * طوقان قلب الهاطل المتوهم
إلى آخر الخبر المشاع .
هذا ! وأنا أشك في صحة نسبة هذا الخبر للدكتور عبد الله الطيب؛ للأسباب الآتية :
١ / سنة ١٩٥٧؛ لم يكن - عبد الله الطيب - ذا شأن يُذكر؛ بالتحديد؛ فكان عمره آنذاك ٣٦ سنة وقانون مَجْمَع الملك فؤاد للغة العربية بالقاهرة لا يسمح بالعضوية دون سن الأربعين ؛ ولا أحسبه قد فكَّر فيه؛ هذا من ناحية. ٢ / ومن ناحية ثانية؛ كانت عضويته للمَجْمَع سنة( ١٩٦٠- ١٩٦١) وكان عمره ( ٣٩ - ٤٠) سنة كأصغر عضو ينال العضوية نسبة لنبوغه أولاً وظهوره على مسرح الأدباء العرب بعد تقديم د . طه حسين له في كتابه : { المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها؛ الجزء الأول } ثانياً؛ فذاع صيته والتحق به . ٣ / العضوية تشمل ممثلون لها من الوطن العربي ، فحين برز عبد الله الطيب ، كأديب سوداني متميز وبعد اهتمام اللغويين به وبكتابه الذي علَّق عليه طه حسين ( المرشد؛ الجزء الأول ) أمام العضوية فيما بعد ، تم انضمامه له ممثلاً لجمهورية السودان . ٤ / كان رئيس المَجْمَع في تلك الفترة الأستاذ أحمد لطفي السيد ( ١٩٤٥ - ١٩٦٣ ) ولم يكن طه حسين/ موضع التصحيح من شائعة المقال / ؛ والمَجْمَع نفسه بدأ العمل سنة ١٩٣٤ وأُنْشِأَ سنة ١٩٣٢؛ وكان الطيب آنذاك طالباً بين مدرستي بربر وكسلا. ٥ / الشيء المهم هنا؛ أنَّ المجذوب بدأ مرافعاته ومناقشاته فيه سنة ١٩٦١ ؛ قبل الفترة التي تولَّى فيها طه حسين رئاسة المَجْمَع ( ١٩٦٣ - ١٩٧٣ )؛ وأول تسجيل له في مجلته اللغوية الدورية سنة( ١٩٦١ - ١٩٦٤ ) تقريباً وكانت النقاشات المطروحة يرد عليه فيها المرحوم عبَّاس محمود العقاد وليس طه حسين غالباً؛ راجع مجلة المَجْمَع لتلك السنوات وراجع كتابي "قبضة من أثر الأديب" إن شاء الله. ٦ / عليه؛ إمَّا هناك خطأ ما من صاحب المنشور / أنا صححت هذا المنشور أكثر من مرة في أكثر من موضع والناس تصر على الخطأ وعلى نشره لا أدري لماذا ؟ / في ذكره للتاريخ؛ وإمَّا أصلاً لم تحدث هذه الحادثة وهو نفسه رحمه الله قال بذلك : { إنَّ الناس تنسج حولي الأساطير } وهذه إحداها . ٧ / القصيدة أنا سألته عنها فلم يجبني وتبسَّم ضاحكاً من قولي؛ ولكن عرفت فيما بعد أنَّها ليست له فهي قديمة السِّنْخ جاهلية العصر لامية القافية لا ميميتها ومنها :
تفشخط الفشخاط في شحط الحفا بروكة البعبل فتخشرمت شرامتاه فخر كالخربعتل قال : والخربعتل أسفل الجلعبط؛ والمعنى واضح. ٨ / راجع التواريخ المصاحبة للأحداث في هذه الكلمة ثم قارن ما بين الشائعة والتوضيح أعلاه لمعرفة الحق من الشائعة. ٩ / من غير اللائق أن يرتدي البروفيسور عبد الله الطيب؛ شورتاً ويدخل به للمجمع اللغوي ثم يخاطبهم فليست من أدب اللياقة في شيء؛ وهو ما لا ينطبق عليه بالمرة مع شخصيته المحترمة؛ كما أن المكان ليس للترفيه وابراز العضلات أيَّاً كانت. ١٠ / القصيدة المرتجلة المزعومة؛ واضح التكلف والصناعة فيها؛ فلا تستقيم جَرْساً ولا عَرُوضَاً مع قامته الشعرية البتَّة واخراجه كتاباً بقامة كتابه المرشد.
عليه! أرى أنَّها لم تحدث مطلقاً بناء على ما ذُكر سابقاً وغيرها من الأسباب التي لا داعي لذكرها حتى لا يضيق المجال ؛ واكتفي بهذا القدر من التصويب والتوضيح وبالله الثقة وعليه التكلان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة