قدم الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس ) السيد فولكر بيرتس يوم الاثنين 28 مارس 2022، خطاب احاطة امام مجلس الامن الدولي حول السودان ،و ورغم ان الخطاب لم يذكر كل شيء ولكنه عكس صورة واضحة تكفي جدا ليعرف مجلس الأمن والمجتمع الدولي عمق الحفرة التي وقع فيها السودان بسبب الانقلاب العسكري الذي انهى الفترة الانتقالية وهو على وشك الخروج من مستنقع نظام الحركة الإسلامية الفاشي.
الان وقد علم مجلس الأمن كل شيء ماذا سيفعل؟ وقد سكت خمسة اشهر وهو يشاهد الانقلابيون يدمرون كل الخطوات الممتازة التي تحققت في ظل الفترة الانتقالية ،فهي على علاتها كانت فرصة تنفس فيها السودان الصعداء لأول مرة منذ ثلاثة عقود بشهادة العالم وشعر الشعب بالارتياح وتلاشت روح الإحباط واليأس والتشاؤم وحلت محلها روح الامل والتفاؤل. ماذا سيفعل مجلس الأمن وقد اعاد البرهان كوادر الإخوان المسلمين الارهابية الى المؤسسات الأمنية ومنحها سلطات واسعة ،وأعاد كل الفاسدين الى المناصب ورد لهم أموال الشعب التي نهبوها في خطوة استفزازية مهينة ،ماذا سيفعل وهو يرى القوات الأمنية والحركات المسلحة تنهب وتقتل وتقتصب وتنتهك حقوق الإنسان في وضح النهار ،وقد حولت العاصمة الى ساحة حرب وشوارعها أصبحت عبارة عن ثكنات عسكرية ، ماذا سيفعل و الدولة السودانية التي كانت على وشك النهوض شلها الانقلاب فتوقفت حياة الشعب تماما واصبح نصفهم مهدد بالجوع ،ماذا سيفعل والشعب السوداني له خمس أشهر حسوما يقف في الشوارع محتجا على الإنقلاب الذي ما زالت بعض الدول مختلفة على تسميته انقلاب ام استيلاء على السلطة؟ في موقف يفضح أن مناصرة الشعوب في الامم المتحدة أصبحت مجرد شعارات .
لقد شكل الانقلاب قاصمة ظهر لثورة ديسمبر التي ارادت لهذا الوطن أن يعود طبيعيا ويخرج من عزلة 30 سنة عاشها في نفس الظروف الحالية تحت سطوة التنظيم الإرهابي المتاسلم، 30 سنة ومجلس الامن يستمع الى خطابات الإحاطة الواحد تلو الآخر و لم يفعل شيء ينقذ السودان ،حتى الضغوط التي مورست على النظام ظل الشعب يدفع ثمنها حتى ثار وحده وانقذ نفسه، وها هو مجلس الأمن يكرر نفس السيناريو لا يتخذ قرارا حاسما ضد الانقلابيين ،فقد مضت عليهم خمسة اشهر وهم يتخذون الإجراءات التي تثبتهم في السلطة بدعم من بعض الدول وبعلم مجلس الأمن، وربما يمر العام تلو الاخر ومجلس الأمن يجتمع يستمع لخطابات الإحاطة ثم ينقص وهو يرى الشعب يموت من أجل السلام والحرية والعدالة والديمقراطية .
عموما إن الدول العظمى لا تحترم مبادي الامم المتحدة ولا الديمقراطية وينصاع لها مجلس الأمن، وهي في انتظار أن ينجح الانقلابيون في اسكات الشعب وهدوء الأوضاع ، ولا يهمها أن تحقق رغبة الشعوب لأنها تحسب الأمر بناء على مصلحتها ، و لذلك على الشعب السوداني أن لا يعول كثيرا على المجتمع الدولي فهو له تاريخ طويل في خزلان الشعوب وليس أدل على ذلك أكثر كما يحدث في مصر، فالمجتمع الدولي هو الذي بارك حكم السيسي مع أنه انقلاب مكتمل الأركان بعد أن قتل آلاف المتظاهرين ،وكثيرا ما عجزت الامم المتحدة من حسم الانقلابات العسكرية في افريقيا نتيجة تأثير الدول العظمى حتى تحافظ على مستعمراتها التي تمدها بثمن الرفاهية.
الوضع في السودان جد خطير، فالانقلابيون يعملون بحماس على وئد الثورة وإعادة السودان إلى ما كان عليه وبشكل أكثر سوء ،وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي مساعدة السودان وعدم الاكتفاء بالفرجة أو الإدانات الخجولة والانتقادات المبطنة ومنع دول الشر من دعم الانقلاب.أو الابتعاد تماما ووقف دول الشر من دعم الانقلابيين وترك الشعب السوداني يحسم المعركة لوحدة وهو قادر على فعل هذا.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/27/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة