كل الشعب في حالة تأقيت، انتظار شيء لا يعرفه. بل حتى البرهان وحميدتي، لا يعرفان ماذا سيحدث غداً. ابو هاجة هائج وقال بأن دول ما تدمر الاقتصاد القومي بعد انفراط عقد الدولار. لكن من يدمر السودان؟ إن من دمره هو شعبه، الشعب الحسود الطماع الذي بسبب حسده لا يجتمع فيه شخصان على مصلحة إلا وحاول كل منهما بيع الآخر والتغدي به قبل أن يتعشى الآخر به. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا إخلاص، لا وفاء، لا عقيدة ولا قناعات راسخة، بل خيانة وراء خيانة، فعلم الله خيانتهم ففرقهم فرادى لا يلوون على شيء وصياحهم لا مِساس. سبعون عاماً من التيه، والفقر، والتدهور المستمر، القتل والدماء والانقلابات، العمالة والارتزاق، إشانة السمعة والقذف والأذى بالقول إن عجز الأذى بالعمل. أي لعنة من هؤلاء وسخط عليهم من السماوات والأرض وهم غافلون. الناس يأكلون بعضهم، لصوص صغار بالمواتر، ولصوص كبار بالبرادو ونشيد العلم. اللهم العنهم ولا تذر منهم ديَّارا إنك إن تذرهم لا يلدوا إلا فاجرا كفارا. يؤمون المساجد كما يؤمها لصوص النعال، قلوبهم غلف وعلى أبصارهم غشاوة، كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا وما الله بغافل عما يعملون. الدولار يصعد إلى السماء كأوزارهم، والجنيه يتضع كنفوسهم، وكل امرئ منهم إن أشرت له نحو باب نظر إلى باب لم تشر إليه به، وهم ينظرون من طرف خفي.. قد طُبعت أفئدتهم على الهلع والجزع. أفلا تعقلون.. أوبوا إلى رشدكم أيتها الشعوب القاهرة المقهورة، فإن الليالي القادمات حالكة السواد، لا يردها عنكم إلا أن ترجعوا. ولا زلتم في انعدام البصيرة تتشاكسون. ها أنتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم، تدلون بأموالكم رُشى بالباطل لتأكلوا فريقاً، أعناقكم مشرئبة لمزيد من الفساد وإن نهوكم عنه لا تنتهوا أفلا تتقون!! ارتفعت الأسعار بما كسبت أيدكم وما كسبتم إلا خسارا، وضرب الله عليكم الذلة والمسكنة، وشقوة لم تصب الذين ظلموا منكم خاصة، فالشر يعم والخير -ولا خير فيكم- يخص، ويعدكم الله فوق هذا ثبورا. إني لكم من الناصحين، نظفوا قلوبكم، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وردوا الحقوق إلى أهلها، وإذا تكايلتكم فلا تخسروا الميزان، وتناصحوا ولا تبغونها عوجاً لتنالوا من عرضٍ بخسٍ فتكتمون الحق وأنتم تعلمون. إني لكم ناصح أمين.. اللهم أخرجنا من هذه البلد الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/26/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة