كان يشتكي دائماَ من سوء حظه في الحياة ،، حيث كان حظه عاثراَ وكان لا يتوفق إطلاقاَ حين يتقدم للعمل في وظيفة من الوظائف ،، أو حين يتقدم للعمل في منصب من المناصب ،، وفي مرحلة من المراحل قد أغترب في إحدى دول الخليج العربي ليكسب قوت رزقه كالآخرين من أبناء بلاده ،، كان يرجو دائماَ تلك الحياة الهانئة الرغدة الكريمة ،، ولكن من سوء حظه كان لا يتوفق إطلاقاَ في العثور على فرص العمل في أي مجال من المجالات ،، كان حظه عاثراَ رغم تلك السيرة الذاتية الطيبة ،، ورغم تلك المؤهلات العلمية والأكاديمية العالية الممتازة ،، ورغم تلك العلاقات والصداقات الودية القوية .. ولكن بطريقة غريبة وعجيبة للغاية كان أصحاب العمل أينما يذهب ومتى يتقدم للوظيفة يطلبون منه تلك المقابلات الشخصية وجها لوجه ثم فجأة يرفضونه في نهاية المطاف !! ،، وكانوا يرفضون أن يمنحوه تلك الوظيفة الشاغرة لسبب من الأسباب المجهولة !!،، وفي مرة من المرات وجد فرصة عمل ليكون رئيس العمال والطباخين في قصر من قصور الأمراء ،، وبعد الاتفاق على كافة شروط العمل فإن الأميرة صاحبة القصر قد أصرت أن تقابله شخصياَ وجهاَ لوجه ،، فوافق على ذلك الطلب على مضض لأنه كان يعرف العواقب بكثرة التجارب ،، وبعد اللقاء مباشرةَ فإن تلك الأميرة قد رفضت كلياَ أن توظفه لسبب من الأسباب المجهولة تماماَ !!.
وفي يوم من الأيام اقترح له أحد الأصدقاء بأن يعمل مؤقتاَ في وظيفة ( عامل نظافة ) بإحدى فنادق المدينة ،، فوافق أخونا على تلك الوظيفة على مضض شديد رغم أن مؤهلاته العلمية والمهنية كانت أعلى من ذلك كثيراَ وكثيراً ،، وفعلاَ بدأ يمارس وظيفة ( النظافة ) في أروقة وغرف ذلك الفندق الفخم الراقي المقام ،، وفي صباح يوم من الأيام حين كان يغسل سلالم الفندق بالماء والصابون لمح وجهه صدفة في ( مراية ) معلقة بالحائط ،، وحينها نطق بالشهادتين ثم قال في تعجب ودهشة شديدة : ( بالله عليك ما هذا الوجه الشين القبيح الذي يغم الصدر ؟؟؟ ) ،، ثم أشار لصورته بالأصبع في ( المراية ) واسترد قائلاَ : ( أنت لا يحق لك أطلاقاَ أن تتعاشر وتتعامل مع أهل الوجاهة والسماحة في يوم من الأيام !!،، أو في بلد من البلاد !! ) ،، ويحق للجميع أن يرفضوك بعد تلك المقابلات الشخصية أينما تذهب فوق وجه الأرض !!! ) ،،
ومنذ تلك اللحظة الحرجة قرر صاحبنا أن يعود لأرض الوطن فوراَ ،، وأقسم بالله أمام الجميع بأنه سوف لن يغادر أرض الوطن مرة أخرى طوال حياته باحثاَ عن العمل !! ،، وهو مازال حتى اليوم يعمل مزارعاَ في قريته ،، وطوال حياته هو لا يتعامل إطلاقاَ مع عدة تسمى ( المراية ) مهما كانت الحاجة !! ،، ولسان حاله يستعيذ بالله كلما يلمح وجهه في المراية أو فوق سطح الماء !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة