الانتماءات السياسية أو الإيديولوجية أو الفكرية أو العشائرية لا تعني كثيراَ لدى الشعب السوداني ،، والعسكري المتمرد هو ذلك المجرم الخطير في أعراف الشعب السوداني ،، وهو الخائن الغدار مهما يدافع عنه بعض البلهاء والأغبياء من الناس !! ،، وفي اعتقاد الشعب السوداني فإن أي عسكري سوداني قد أعتلى أظهر الدبابات يوماَ وأشترك في جريمة الانقلابات العسكرية فهو مجرم وخائن للوطن وللمواطنين مهما يدعي غير ذلك ،، في حقيقة الأمر هو منافق ومجرم وغدار قد خان الوطن وخان دستور البلاد كما أنه خان إجماع الشعب السودانية بنية السيطرة والهيمنة على السلطة وعلى البلاد ،، ولا فرق إطلاقاَ بين عسكري وعسكري في وقت من الأوقات ،، وتسري تلك الأحكام العادلة على كافة العساكر الذين قد اشتركوا في حركة انقلابية بالبلاد في يوم من الأيام ،، تلك الأحكام العادلة تسري على هؤلاء العسكر الذين قد اشتركوا في ذلك الإنقلاب بقيادة الفريق عبود في خمسينات القرن الماضي ،، وكذلك تسري على هؤلاء العسكر الذين اشتركوا في انقلاب جعفر النميري في ستينات القرن الماضي ،، وكذلك تسرى على تلك القوة العسكرية التي قادت الانقلاب بقيادة عمر حسن البشير في عام 1989 ،، وبنفس القدر تسرى على تلك القوات العسكرية التي شاركت في الانقلابات العسكرية الفاشلة بدولة السودان في يوم من الأيام ،، والشعب السوداني لا يستثني ولا يدافع إطلاقا عن جماعات عسكرية سودانية قد شاركت في محاولة إنقلابات عسكرية في يوم من الأيام ،، فالجميع في عرف الشعب السوداني ( مجرمون ) ويستحقون الملاحقات والمحاكمات والعقوبات ،، يشتركون في جرائم الخيانة الكبرى للوطن ،، ولا انحياز إطلاقاَ لجماعة عسكرية دون غيرهم ،، أو تفضيل مجموعة عسكرية دون غيرهم .
النزعة الحكيمة العادلة القوية للشعب السوداني قد أخمدت وأسكتت تلك الأصوات التي كانت تنادي في وقت من الأوقات بمحاكمة جماعات عسكرية قامت بحركة انقلابية بعينها دون غيرها من حركات الانقلابات ،، وتلك النظرة الضيقة لمفهوم العدالة قد رفضها الشعب السوداني جملةَ وتفصيلاَ بمنتهى الحكمة والعقلانية والحصافة واللباقة ،، وبدلاَ من ذلك فقد تعالت تلك الصيحات العادلة المنصفة التي تنادي بملاحقة ومحاكمة ومعاقبة كافة الجماعات العسكرية الذين اشتركوا في تلك الانقلابات العسكرية في مرحلة من مراحل المسار منذ استقلال البلاد ،، وذلك دون الانحياز لجماعات عسكرية بفرية الانتماءات أو بفرية التوجهات السياسية والفكرية ،، فجميع العساكر يدخلون في نعوت المجرمين متى ما اشتركوا في انقلاب من الانقلابات العسكرية .. كما أن الجميع يستحقون تلك اللعنات والمحاكمات والعقوبات الشديدة ،، ومع الأسف الشديد فإن البعض من أبناء السودان بمنتهى البلاهة يصنفون هؤلاء العساكر الانقلابيين ( بالصالح والطالح ) ،، وفي حقيقة الواقع لا توجد صفة ( الصالح ) بين عسكري قد نجح في انقلاب من الانقلابات وبين عسكري قد فشل في انقلاب من الانقلابات ،، بل أن كافة هؤلاء العساكر الذين قد شاركوا في محاولات الانقلابات العسكرية يتصفون بصفات ( الطالح ) مهما كانت جنسياتهم أو توجهاتهم الفكرية أو السياسية أو الانتمائية ،، وكل عسكري سوداني قد شارك يوماً في محاولات الاستيلاء على الحكم وعلى البلاد فهو مجرم في عرف الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة