أثبتت الفحصوصات الجينية لكل المجموعات العرقية السودانية بخلو النقاء العرقي. وحتى القبائل التي تنتسب للعروبة لاتمت اليها بصلة إلا بمنطق الادعاء والاستجداء والتدليس الذي دفع الجنرال البشير المتسول وضع بلاده تحت تصرف الملك سلمان. فعلى أي أساس ينسب السودان الذي يحتضن أعرق حضارة إنسانية في إفريقيا للعرب؟؟
يختزل المشروع الانقاذي التناسلي الذي خلف آلاف الأطفال مجهولي الأبوين بدار المايقوما الحضارة في التصدي الفاشل لممارسة الجنس وشرب الخمر، والشذوذ الجنسي الذي اشتهر به أعضاء بارزين بالحركة الإسلامية. فيما يعاني ملايين السودانيين من إنتشار الفقر والجهل نتيجة لسياسات النظام الهوجاء التي تتجاهل قضاياهم الأساسية.
ويحرص النظام المطلوب راسه في لاهاي بسبب جرائم اغتصاب ارتكبت على نطاق واسع وبشكل منهجي في إقليم دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق على معاقبة شاربي الخمر والذين يمارسون الجنس خارج إطار الزواج في حين يغض الطرف عن جرائم الإغتصاب التي يركتبها الجمجويت ضد المدنيين في مناطق الصراع بشكل يومي.
بعد قرار الجنائية الدولية اعتقال البشير على خلفية تورطه في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، سقطت كل شعارات نظام حزب الجبهة العربية الإسلامية السودانية الداعية للفضيلة والمناهضة للغرب بعد قبوله التطبيع مع إسرائيل والتعاون الأمني المتمثل في مكافحة الإرهاب فضلا عن التبادل التجاري الذي تمخض عنه رفع الإدارة الأميركية العقوبات جزئيا عن السودان مطلع هذا العام.
ويحرم مايسمى الاقتصاد الإسلامي الربا او الربح المضاعف الذي يعتبر من مبادئ النظام الرأسمالي الغربي المعمول به في التجارة الدولية، وبموجب ذلك كل الدول ملزمة بالتعامل وفقا لقواعد الأسواق العالمية التي لا تتقيد بأي شروط ايدلوجية او دينية. وتعتبر البلاد العربية ولاسيما قطر والمملكة العربية السعودية التي تربطها علاقات وثيقة بالغرب من أكبر المنتجين والمصدرين للنفط والغاز في الشرق الأوسط للأسواق العالمية.
ويمثل الجنس ومناقشة تفاصيل حياة الناس الدقيقة محور اهتمام المشروع الحضاري المنبثق عنه قانون النظام العام الذي يتجاهل جرائم الاغتصاب والحرب. ولكن هناك عشرات المسؤولين يتبؤون مناصب رفيعة بالحركة الإسلامية السودانية ضبطوا متورطين في جرائم مخدرات وشذوذ.
ويفقد مشررع الإنقاذ التناسلي الحضاري شرعيته بانفصاله عن واقع الطبيعية والبلاد، والتنكر للثقافة والهوية الإفريقية التي ستظل أساس الانتماء للسودان والسودانيين مهما كانت محاولات الجلابي العنصري الرامية لطمسها بالادعاء الزائف والتزلف إلى العروبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة