المرأة في اي مكان ..وزمان..عبارة عن ينبوع من الحنان ..وباقة من الزهور تنثر اريجها الفواح ..وتومض عيونها بهالات من السحر الجميل ..وهي بهذه الطبيعة التي اودعها الله سبحانه وتعالى في حناياها مثل ضوء القمر حينما يتدفق على صفحات المياه في وقت الاصيل .. الا انها في بعض الحالات تبدو مثل عاصفة هوجاء تقتلع الاشجار من جذورها.. ولا يبقى في حدائقها الغناءة اثر لتلك العصافير التي تغرد فوق اغصانها الخضراء.. وفي حالات كثيرة تخلع عن نفسها ذلك الرداء المطرز بخيوط النجوم لترتدي ثوبا مصنوعا من جلود النمور ..خصوصا اذا كانت (زوجةاب)او(مطلقة) المطلقة تعتمل في صدرها حزمة من الاحقاد تجاه اي رجل اعتقادا منها بأن كل الرجال يحملون تلك الخصائل والصفات من العنف الذي كان يتسم به طليقها ..فلا تود رؤية رجل في طريقها .. بل تصوب نحوه موجة من المقت والكراهية وتعزف عن الاقتران مرة اخرى حتى لا تتأذى بهذا العقرب الملفوف بثوب البشر حاملة لقب (المطلقة)مع ادراكها بما يعني به مثل هذا (اللقب)في مفهوم المجتمع ..لاسيما وان كانت لها موارد مادية تغنيها عن الاتكاءة على جدار الاسرة .. بينما تلك (المطلقة) التي لا تملك مثل هذه الموارد فأنها تقبل بالقادم الجديد على مضض حتى لا تكون عالة على حائط العائلة هناك زوجات لأباء لا نملك الا ان نرفع لهن قبعاتنا اعجابا بدورهن الرائد في تربية ابناء وبنات ازواجهن وعنايتهن الفائقة بهؤلاء الصغار حتى لا ينتابهم اي شعور بفقدان الام فأصبحن لهم بمثابة الامهات وبعضهن يؤدين دور الممثلات البارعات في خداع الازواج وايهامهم بجدارتهن في الاهتمام بهؤلاء الصغار ..مع انهن يغتنمن اي فرصة سانحة لايقاع العقاب والعذاب عليهم في غياب الاباء وهناك من تستغل مشغوليات الاباء وشخصياتهم المهترئة في ممارسة مواهبها الانثوية لتأجيج سلطاتهن تجاه هؤلاء الصغار وتعذيبهم بشتى انواع السلوكيات القميئة تلك المعاملات الدنيئة والمفرطة في الغلاظة من قبل بعض زوجات الاباء افرزت العديد من الضحايا من الاطفال الذين سلكوا دروب محفوفة بكل انواع الصعاب وانجرفوا وراء تيارات ادت الى دنيا الضياع ..فأصابهم في بعض الحالات امراض نفسية وباتوا يزرعون الشوارع وهم على حافة الجنون ..مما جعل قلوبهم البضة تكتظ بكم هائل من البغض والكراهية تجاه النساء ..وتجلت تلك الحقيقة في خبر صحفي وقعت عليه عيني في احدى صفحات جريدة (الحياة ) اللندنية فلا غرو ان كل من قرأهذا الخبر كاد ان يفقد صوابه من هول وفظاعة الخبر الذي يقول بأن شاب يبلغ من العمر (22) عاما في مدينة (روبندي)الباكستانية خرج يوما في احد شوارع المدينة مصوبا مديته ويطعن بها كل من تلاقيه من امرأة في هذا الشارع فأصاب (17)امرأة خلال ساعتين حتى وقع في ايدي رجال الشرطة وهو يردد عبارة (اكره النساء)لان والده تزوج بعد وفاة والدته بأمرأة جرعته كؤوس الحرمان والعذاب ومرارات لا تطاق فأصبح يكره اي امرأة تقع تحت عيونه ..فقادته الشرطة ليلقى مصيره المحتوم !! ربما كان النسيج الاجتماعي ذات الابعاد الانسانية في بلادنا ترك اثرا جميلا في انقاذ مثل هؤلاء الاطفال من براثن الضياع ..لانه كانت هناك محطات دافئة يرتادها حينما تقسو عليه زوجة الاب حيث كان في ذلك الزمن الجميل يرتاح في ديار (الجدة)او(الخالة)او(العمة)..الا ان هذا الزمن الرديء وبقساوته لم يترك اسرة ترمي ظلالها الحانية على اسرة اخرى او على اطفال في مهب الريح مهما كانت اواصر القربى والوشائج !! ولان مثل هذه (الظاهرة)تنتج عنها اوضاع مأساوية ..فلا بد لعلماء النفس والاجتماع ان يكرسوا جهودهم بغية ملافاتها ..وتقوم الجمعيات النسائية والمنظمات ذات الطابع الانساني بتادية رسالتها في هذا المضمار ..لاسيما وان المجتمع السوداني ومن فرط تضخيم الذات يسعى دائما نحو تحسين صورة المراة السودانية في اذهان الاخرين ويقول بان هذه المراة وصلت بجهودها العلمية والثقافية والفكرية لمرافئ رفيعة من المناصب وغدت تأخذ مقاعدها وسط الغيوم دون ان يلقي اي اضواء تعكس صورة بعض النساء الاتي فقدن تلك الملامح الجميلة من المشاعر والاحاسيس النبيلة
ج:0501594307 جدة المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة