أمتعني التوظيف البارع للصورة لثبيت صورة إضراب الأطباء. ووجدت نفسي أحتفظ بصور اقدم جاءت في نعي المستر محمد عبد الرازق الذي طان في طليعة احتجاجات الأطباء منذ سنوات قليلة قبل موته الفاجع الحزين. رحمه الله.
وداعاً مستر محمد عبدالرازق .. فقد كنت صادقاً في طرحك ومخلصاً أميناً على مواقفك وتعهداتك
د. أسعد علي حسن عضو سابق بلجنة أطباء السودان صورة مع الراحل في احدى الوقفات الاحتجاجية بمستشفى الخرطوم
الأخوان كانوا يلمزونه : "دي آخرتها يا د. محمد بقيت مباري العملاء والشيوعيين والملاحدة؟ 06-24-2015 09:35 AM انا لله وانا اليه راجعون.. مستر محمد عبدالرازق كبير الاستشاريين الجراحين بمستشفى الخرطوم .. أحد الاسلاميين الذين انحازوا لحقوق المواطن السوداني ضد مشروعه الحضاري وسياسات تفكيك المستشفيات العامة التي تخدم مصالح مافيا الرأسمالية الطفيلية المستثمرة في صحة الناس.. فوقف معنا في (اللجنة المشتركة لأطباء السودان ورابطة الاختصاصيين) كأسد شامخ تاركاً قناعاته الفكرية والعقائدية وانتماءه السياسي جانباً.. ولأصدقكم القول كنا في لجنة الأطباء آنذاك متخوفين جداً في بادئ الأمر من التعامل معه بحكم انتمائه السياسي.. لكننا في نهاية الأمر قررنا أنه طبيب ويحق له المشاركة في الفعاليات بحكم انتمائه المهني طالما لم يبدر منه ما يعرقل أعمال اللجنة.. والله وجدناه نعم الرجل.. صادقاً في طرحه ومخلصاً وأميناً لمواقفه وتعهداته.. قوي صلب في مواجهة عصابة حزبه الذين كانوا يلمزونه بالقول (دي آخرتها يا د. محمد بقيت مباري العملاء والخونة والشيوعيين والملاحدة؟؟) فكان يرد عليهم (من تصفونهم بالخونة والعملاء لم يمزقوا الوطن ولم يعيثوا فيه فساداً، ولم يمتصوا دماء المواطنين ليشيدوا بها لأنفسهم القصور والعمارات، ولم يحرموا الفقراء من حق العلاج).. قال لي ذات مرة: (نختلف سياسياً يا دكتور أسعد لكننا نتفق (كأطباء) على مسائل مهنية وأخلاقية أساسية، وأن المواطن السوداني البسيط يستحق أن يجد مستشفيات ممتازة ليتعالج فيها مجاناً نظير ما يدفعه للدولة من ضرائب و جبايات.. مستشفى الخرطوم وغيره من المستشفيات الحكومية لا يجب أن تجفف وتغلق بل يجب أن تُطوّر حتى تصبح مضاهيةً للزيتونة ويستبشرون و رويال كير.. أنا لست ضد المستثمرين في الصحة لكنني ضد أن تكون مصالح القطاع الخاص على حساب تجفيف العام) .. فدفع ثمن مواقفه تلك فصلاً كيدياً تعسفياً من الخدمة (إحالة للمعاش الإجباري) ومضايقات وملاحقات واعتقالات.. لكنه وبرغم فصله من الخدمة إستمر في عطائه لإنسان السودان ملاك رحمةٍٍ يخفف آلامهم ويطبب جراحهم عبر العيادات الخيرية المجانية وشبه المجانية، ويجري العمليات ويتكبد مشقة وعناء السفر دورياً للأقاليم البعيدة والقرى والمستشفيات الطرفية ليجري فيها العمليات من حين لآخر، وكم من فقير معدم أجرى له العملية مجاناً.. لم يبخل ذات يومٍ بعلمه وخبرته على أحد، إذ استمر في تعليم وتدريب أبنائه طلاب كليات الطب وأطباء الامتياز و طلاب الدراسات العليا وزملائه المتدربين و الأخصائيين الجدد إلى أن اختاره الله للانتقال إلى جواره في هذا اليوم من هذا الشهر المبارك و هو صائم بحادث مروري مؤسف وهو في طريق عودته من القطينة إلى منزله بالخرطوم، بعد أن فرغ من متابعة مرضاه بعيادته المحولة المجانية بمستشفى القطينة لينهي بذلك حياةً مليئة بالنجاح وعمل الخير.. ألا رحمك الله وأدخلك فسيح جناته يا دكتور محمد بقدر عطائك و انحيازك للفقراء و لأخلاقيات مهنة الطب.. خالص العزاء لنفسي و لزملائي الأطباء ولتلاميذك و مرضاك و أسرتك الصغيرة وعامة أهلك وأصدقائك وللوطن في رحيلك.. لا نقول إلا ما يرضي الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
د. أسعد علي حسن عضو سابق بلجنة أطباء السودان
الصورتين الآخيرتين لعربته البوكس واللوري الذي اصطدم بها، ويلاحظ قدم الموديل (تقريبا ٢٠٠٤)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة