تصريحات فالتة: ليست المرة الأولى وليست الأخيرة التي نعلق فيها على تصريحات بعض قادة الدولة التي يمكن وصفها بأنها فالتة، إما لأنها خارج اختصاص المسؤول، أو ببساطة أكبر منه، أو أن أضرارها أكبر من فوائدها. مثل تصريح وزير الدولة للداخلية بابكر دقنة الأخير عن الهجرة والمهاجرين. فقد ذكر أنهم طالبوا الدول الأوروبية بتزويد السودان بطائرات ورادارات لمراقبة حركة الهجرة وتهريب البشر...وإلا....الخ . الحديث وكأن دولة السودان تعمل كوكيل أمني للدول الغربية، بالذات الأوروبية، ووضعها في موضع المبتز، حديث مسيء وغير مسؤول، كما غير الصحيح القول بأن السودان غير متضرر من حركة الهجرة وتهريب البشر. ليس من مصلحة السودان أن يصبح مصدراً أو معبراً لحركة المهربين وتجارة البشر، هذا يضر بأبنائه وأمنه وسلامته. أضف لذلك أن الحديث في مثل هذه الأمور، وإن صح، فمكانه القنوات الدبلوماسية عبر وزارة الخارجية. وزيرة وسفنجة: لم أفهم أو أبلع الانتقادات في الصحف والأسافير لوزيرة الدولة للصحة لأنها ارتدت "سفنجة" في زيارتها للنيل الأزرق. الوزيرة كانت في رحلة ميدانية لموقع صحي في خضم انتشار وباء ضرب المنطقة، المهم هو زيارتها وما قامت به من مجهود، وتقييمه سلباً كان أو إيجاباً، ومناقشتها في التدابير التي اتخذتها الوزارة، وهل هي كافية أم لا. ما ترتديه الوزيرة لم يكن به أي نوع من الشذوذ الملفت للانتباه، خاصة وأن الصورة توضح أنها مصابة في قدمها. لربما لو تأنقت أكثر من اللازم في مثل هذه الزيارة للمرضى والمصابين لاستحقت الانتقاد. لماذا نترك جوهر الموضوع ونركز على القشور؟ لماذا لا نناقش الوزيرة في تأخر الجهد الصحي والطبي ومحاولات الإنكار في البداية وكل ما له صلة بالموضوع الأساسي. الفريق...والشروق: أمام الفريق السر أحمد عمر مهمة شاقة جداً في قناة "الشروق"، وامتحان عسير لا تنفع فيه الأمنيات الطيبة وحدها ولا حسن النوايا. وضع القناة وتصنيفها سياسياً سيحجم من إمكانيات النجاح، لذا فهو سيعمل في إطار فرص نجاح محدودة، بالإضافة إلى أنه سيستلم مؤسسة وإرثاً إدارياً وهيكلاً برامجياً أسسه المهندس محمد خير، المدير السابق، على رؤيته ومقاسه، ومحاولات تعديله تحتاج لجهد وخبرة وعمل كبير. كما أن عدد القنوات الفضائية في تزايد، ولم يعد الأمر محصوراً على قنوات السودان والنيل الأزرق، لذا فالمنافسة باتت قوية وشرسة. هي مهمة شاقة نتمنى له فيها النجاح. الجريدة: يستحق الزملاء في صحيفة "الجريدة" تهنئة مستحقة على الصمود والاستمرار طوال هذه السنوات، وعلى بقاء الصحيفة حية ومواكبة. رغم كل المصاعب استطاع الزملاء في الصحيفة خلق تجربة شجاعة ومتميزة، وأوجدوا منبراً حراً وجريئا بأقلام شابة ومتنوعة. واجهت الصحيفة أوضاعاً صعبة كان من الممكن أن تؤدي لتوقفها وإغلاقها، عزوف إعلاني وإيقاف متعسف لمرات عديدة ومصادرات، لكنهم صمدوا وعبروا بالصحيفة إلى موقع متميز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة