العلاقات بين الدول ليست علاقات عاطفيه أو حب متبادل بين الطرفين ـ الشعوب قد تنشأ بينها مثل هذه العلاقات ونحن فى السودان كشعب تجدنا من أقرب وأحب الشعوب لمعظم دولنا الشقيقه والصديقه فى محيطنا العربى والأفريقى وكشعب نحن نبادلهم حباً بحب ووفاءً بوفاء وإخلاص بإخلاص نتألم لألمهم ونحزن لأحزانهم ونفرح لأفراحهم ونشاركهم بضمير نقى أفراحهم وأتراحهم وبنسبه تقارب الـ99% من السودانيين المقيمين فى دول الإغتراب والمهجر يحظون بحب ورعاية ومحبة شعوب تلك الدول وليس حكوماتها وبالذات شعوب دول الخليج كافه بلا إستثناء وبين أيدينا الألوف من الشواهد والمواقف والأدله ودونك ما ظلت تكتبه الصحافه السعوديه على وجه التحديد وشهادة الأشقاء من زملاء المهنه السوديين الذين أخجلوا تواضعنا ومنحونا أكثر مما يجب ونحن نتابع كل هذا ونضيفهم للأشقاء رصيداً كبيراً من الحب والتقدير والإحترام فى قلوبنا ، وعندما إشتعلت فتنه إعلاميه فى الشهور القليله الماضيه فى بعض وسائل الإعلام العربيه فى مصر والكويت من بعض الإعلاميين لم يحوجنا أشقاءنا الأعزاء فى الدولتين مشقة الرد وتكفلوا بكل شهامه وسمو ورفعه فى الأخلاق التى جبلوا عليها بإخراس تلك الأصوات النشاذ التى حاولت الإساءه للشعب السودانى ، الأشقاء الأعزاء فى كلٍ من مصر والكويت وبعفويه تنم عن أصالة معادنهم إنبروا بكل ما لديهم من ملكات إبداعيه وعبر كافة وسائل الإعلام حتى الرسميه منها لحقوا بأشقاءنا السعوديون وأخجلوا كذلك تواضعنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم ويحفظ بلدانهم من كل شر وبذا وبهذا الدين باهظ الثمن الذى ألزموه أعناقنا ، لن نتكفل برد هذا الجميل الذى ظلوا يطوقوننا به على مر التاريخ بالكتابه عن مواقفهم المشرفه معنا فحسب بل أضحينا رصيداً إستراتيجياً وحفزونا للوقوف معهم فى خط مواجهه واحد والتخندق معهم ضد أى خطر قد يتهددهم فى هذا العالم المتفلت والمضطرب والذى لايدرى المرء إن كان عنقه سيكون فى مكانه صبيحة اليوم التالى أو سيُنحر على أيادى جماعات همجيه تطبق شرعاً لدين مجهول ما أنزل الله به من سلطان . هذا هو موقفنا الأزلى والمبدئ ولن نحيد عنه قيد أنمله وهو يشمل كافة أشقاءنا من المحيط الى الخليج . هذا على الصعيد الشعبى ، على الصعيد الرسمى والنهج السياسى لتلك الدول جرعت البعض من حكومات دول الخليج السودان حكومةً وشعباً الأمرين والعداء الغليظ الذى تكنه تلك الحكومات للسودان على المستوى الرسمى يبلغ عمره الأن سته وعشرون سنةً بالتمام والكمال ! ( 26 ) سنه !! ربع قرن ويزيد والسودان معزول عن محيطه العربى الخليجى ، السبب فى هذه القطيعه الكامله نتج عن مؤامره دنيئه دبرها المخلوع المصرى حسنى مبارك ، حسنى جير كل تبعات الغزو العراقى الغاشم على دولة الكويت الشقيقه لصالحه الخاص . أسمتنا دول الخليج ( دول الضد ) !! والأن وبعد زهاء ربع قرن كامل وبعدما تكشفت كل الحقائق وإنتشر على الملأ التسجيل الكامل للمؤتمر العربى الطارئ الذى إنعقد بعد يومين فقط من الغزو العراقى للكويت وشاهده الجميع هل كان موقف السودان ( ضد ) تحرير الكويت وعودة حكومتها الشرعيه أم كان ضد الوجود الأمريكى وتوابعه من دول البغى والإستكبار فى المنطقه ؟ .... موقف السودان كان واضحاً وكذلك مواقف بعض الدول العربيه التى رأت فى الوجود الأمريكى فى المنطقه مشروع هيمنه ومصادره كامله لإرادة شعوب ودول الخليج وإحتلال أراضيها وإحتواءها بالكامل ونهب مواردها ووممارسة أسوأ أنواع البلطجه عليها وزعزعة إستقرارها الأمنى داخل أراضيها بدعم الحركات الأصوليه والهمجيه المتطرفه كتنظيم داعش وجبهة النصره وما الى ذلك من فلول وشراذم عصابات أخرجتهم من سجونها المنتشره حول العالم ودفعت بهم الى عمق الشرق الأوسط ودول الخليج للقيام بأعمال إرهابيه داخل أراضى تلك الدول وأخيراً محاولات إبتزازها بتأليف القوانين والتشريعات الهادفه الى مرمطة دول الخليج بعد إتهامها برعاية الإرهاب !!! لهذا وللأمر الماثل للعيان الأن كانت وجهة نظر الحكومه السودانيه متقدمه وسباقه بنحو ربع قرن مما سيحدث ذلك ـ حسنى مبارك باع دول الخليج لأمريكا وقبض الثمن . السودان عانى من عزله متعمده ، عانى من إهمال وتهميش فظيع وعانى من قطيعه لا يقرها ديننا الإسلامى الحنيف ولا الروابط الأخويه والمحبه الصادقه بين الشعوب وما يحز فى النفس إنه وإلى هذه اللحظه لم تكلف دوله خليجيه واحده نفسها وتتقدم بإعتذارها للشعب السودانى ! أقول الشعب السودانى وليس الحكومه لأن السياسه الخليجيه وعوضاً عن إكتفاءها بالقطيعه الرسميه وجهت سيل غضبها العارم نحو السودانيين كأفراد ! نحن من دفع فاتورة ما أُطلق عليها ( دول الضد ) ! أُوقفت التعاقدات مع السودانيين للعمل فى دول الخليج ! أوقفت دول الخليج تجديد إقامات السودانيين ، وأقفلت دول الخليج نوافذ منح تأشيرات الدخول للسودانيين ! وعندما تبدى تساؤلاً كان الرد الرسمى الذى يأتيك ( إنتو من دول الضد ) !! خلطت متعمده الأجهزه الأمنيه فى دول الخليج ما بين الشأن الدولى والشأن الخاص ، عمدت أجهزة أمن تلك الدول على تحريض قياداتها العليا وحكامها وأوغرت صدورهم بالكذب والبهتان ضد السودانيين ، تقارير أمنيه كاذبه ومفبركه كانت تُكتب عن السودانين ، دفع الألوف من أبناء السودان الأبرياء ثمناُ باهظاً دون أن يؤتوا أى شيئاً أدا ! وأتحدى تلك الأجهزه الأمنيه الخليجيه أن ثبت ضلوع أى سودانى كان مقيماً فى أراضيها فى أى أعمال إرهابيه ناهيك عن إنتماؤه المزعوم لتنظيم القاعده . وحكام وأمراء وشيوخ وملوك تلك الدول حرين فى تصديق تقارير أجهزتهم الأمنيه المفبركه لكن إن من بينهم من يخاف الله ويخشى ظلم الناس ويدرك إن الظلم ظلمات يوم القيامه ، إن كان هؤلاء الرؤساء والشيوخ والأمراء والملوك حريصين على إحقاق الحق ودحض الباطل ويخشون ربهم عليهم بمراجعة تقارير أجهزتهم الأمنيه ومراقبة أداءها عن كثب وتوجيهها لما فيه الخير والتأخى بين الشعوب والدول وحثهم على مخافة الله أولاً ومن ثم ضمائرهم وإلا وبحسب ما نرى وقد ظللنا متابعين لعشرات السنين كيفية أداء تلك الأجهزه ورسمها لسياسات دولها يمكننا بكل ثقه أن نقول إن ممارسات تلك الأجهزه وتغييبها للكثير عن الحقائق وإنتهاجها لسياسة التضليل والتلفيق والكذب والإفتراء ستؤدى بدولهم تلك وأنظمتهم وستوردهم موارد الهلاك والتهلكه . نقول هذا الكلام وفى أذهاننا خارطة التحالفات الجديده فى المنطقه والسودان الذى كان منبوذاً بالأمس لبى نداء الأشقاء وقياداتها الحكيمه والنقيه ووقف الى صفها دون قيد أو شرط وهذا ما يمليه الواجب أولاً واجب صلة الدم والدين واللغه ولأن الأتى أعظم والقادم أشد هولاً على كافة حكوماتنا فى المنطقه تبييض النيه وغسل ما علق فى النفوس من غبن ليتثنى لهم التوحد والإلتفاف حول راية الإسلام وراية لا إله إلا الله محمداً رسول الله ـ هذا أو الطوفان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة