مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 04:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2016, 03:13 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومية

    03:13 PM September, 23 2016 سودانيز اون لاين
    محمد أبوجودة-الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    عِيدُ الفِطر المُبارَك ..هل مَــرَّ من هُنا ..؟! (*)

    بقلم: محمـَّــد أبوجــــودة

    أبرَك التهاني بالعيد، قارئي العزيز، وإنه لإعزازٌ عاطلٌ جيده من مُعتَلقات أُخر، فلا توجَل أن نطالبك برسمٍ أو جباية؛ وإنِّي فقط لأتساءل: عَما إن كان العيدُ قد مَرَّ من هنا حقيقة ..؟!
    مع أنني مُدرِك بأن العيد قد جاء ثم مضى لحال سبيله؛ وكان عند أكثرهم، والحُمدُلله، في ألَقِه القديم، بينما لم يخلُ مروره عند البعض، من حشرجةٍ تقذفها من دواخل المكبوتين، رجرجةٌ
    مُستدامَة، إن لم تكُن مُستلاكة دهراً، حَدّ الانسهاك. الذين عيّدوا وعَيّد بهم العيدُ، كان لسانُ حالهم: أقبل العيدُ مرحباً، بكَ يا عيدُ من جديد. فَرِحَ الناسُ كُلُّهم حين أقدمتَ من بعيد،
    وَ لبسنا ثيابنا وصنعنا لك الجديد. أما المُكِـبُّون على وجوه السُّبل، يستطلعون الكِفايات أملاً في أن يؤدّوا بها، ما عليهم من فروض ونوافل عيدية، فلكأنّما قد دهمهم العيدُ بغتةً وهُم
    لايشعرون، فعيّدوا ولم يُبالوا، ثم "مرّت الأيام كالخيال أحلام، وانطوَتْ آمال كم رواها غرام"، على رأي شاعرنا المرحوم مبارك المغربي؛ كان ظنّه فيه أن يدوم، لكنّه مَرّ سريع وَ خلّف
    وراءه هموم. لئن كانت تلك النوافل، مقدوراً على تجاوُزها بحلول العيد إلى حالِ سبيله، فـَ مَنْ للفروضِ تتخاذل في مِشيتها وتقيم بالديار..؟ وتلك فروضٌ ثِقال، سريعاً ما تجرُّ
    المنكَبِب عِيدُه، إلى قول المتنبي، والذي سارت به الرّكبان: عِيدٌ، بأية حالٍ عُدتَّ يا عيدُ ..؟ بما مضى، أم لأمرٍ فيك تجديدُ ..؟فالتجديد واجب عيدي، وإلّا أضحتِ الأيام بعده متشابهات
    في ثِقل الوطأة وقِلّة الكِفايات؛ والتجديدُ، من بعد، هو واجب وطني، كثيراً ما هَتَفَ به الشّعبُ من أعماقِه؛ ولكن أيّ تجديد..؟ تلك هيَ المعضلة ..! وإلى جانب فرحة الفِطر بعد صيامٍ
    لاهبٍ، في بعض نهاراته للجائلين بحثاً عن كِفايات نقدية؛ يستدعي، حالُ المكلومين - بلا أدنى ريب - فرحةً تجديدية أخرى..! تؤدِّي لإزاحة ما تراكم من أوضار سياسية واقتصادية، وتؤطِّر
    على الأقل، لموجبات العَشَم الشعبي في صدور المكبوتين، تجاه حكومتهم؛ تلك التي تجهد نفسها بدون كبير شَكٍّ، كي تُجدِّد طرائقها القديمة إلى طرائق جدد بيض؛ لكنها للأسى، لا تحصل
    إلّا على ذات النتائج القاحلة. عندها يبرُز السؤال مُرَكَّبا: لماذا تتراكم بظهرانينا السوالب، وتسوء الأحوال، وتتضاءل العزائم وتتنامى بيننا السّخائم. كأن سوء الحال الاقتصادي والسياسي،
    مطلوبان مُستَهدَفان معاً يقومان ويقعان ولا يُبارحان..؟

    الهموم الاقتصادية والسياسية المتراكمة، لا تقف عندنا فقط في سوداننا الحبيب، بل تكاد تعُمّ منطقتنا الإقليمية من الخليج إلى المُحيط؛ لكأنّما مضمار العيد يجري في "داحس والغبراء"
    أو يتقنّع بِـ عباية "البسوس" وبالأكيد، لا ولم ينظُر بعينَي "زرقاء اليمامة". أكثر من ذلك، فمنطقتنا الإقليمية تنشغل كثيراً هذه الأيام العيدية، بوقائع الدهور (دون بدائع زهورها) التاريخية
    الماضية من لدُن "مؤتمر برلين1884" وَ "سايكس بيكو 1916" وَ "وعد بلفور 1917م" وضمن ذلك "أعمدة الحكمة السبعة " وتاريخ " اتفاقات ومحادثات شريف مكّة و المستر ماكماهون"
    وما شابها من تخليط وتخبيط وَ خِدَعٍ وبِدَع..! فالحرب العالمية الأولى 1914-1919 والثانية 1939-1945 كذلك فقد ساء الحالُ وخابَ المآل عند أشقّائنا في "جنوب السودان"، فاحتربوا حتى
    دون أيّ إعلان هذه المرة، بل لكأنّ الحربَ فيهم سجيّةٌ وَ فِعلٌ يجيئ بالمصادفة البحتة، وقد ظلّوا يتحاربون من قديم، حتى مع ظلّهم..! وذاك بالرغم ما يحظون به من نجاعة الرعاية الترويكية،
    يطلق مُبادراتها أساطينُ السلام في عالَمنا المُعاصِر عصراً شديد، فضلاً عن دُعائهم بحقوق الإنسان الرّمدان ..! مُمَثَّلةً في الإدارة الأمريكية والمملكتين البريطانية والنرويجية. ذات النتائج المكرورة،
    هيَ التي تتحقّق على الدّوام. بل عَيْن التصريحات الحوارق، خوارِقٍ في تصاعد وتائر حَزّ الرِّقاب البريئة وغير البريئة.ذاك، جانبٌ من المُنغِّصات الحرائبية، تُحيط بنا، وتُنذر باستمرارية العَكّ
    وانحدار الصَّك وضياع "شوية الاستقرار" الذي ننعم به - ولو - أننا ننعم به على حَرَدٍ؛ لا سيّما وقد أطلّت علينا من "جُوّاتنا" على لهجة إخواننا الشّوام، ثارات تاريخية ممرورة ومُبَيَّتة النِّيّة في
    سُويدائها. فقد مثّلت شهادة الزعيم السياسي السوداني، المرحوم د. حسن الترابي، هَمَّا مُختَلِفاً ألوانه، ك قوس قُزَح، نزلَ على كافّة آل السودان القديم والجديد، نزول الصاعقة؛ حتى سعى
    البعضُ مِنّا أن يقول: هؤلاء لسنا نحنُ ..! أو يتأسّى بالزعيم الليبي المقتول: مين أنتُم؟ ومَنْ أنا ..؟! وبما أنّ الحديثَ ذو شجون، فلربما كان الرّوي الأقرب لما يجري بينهم، هو قول أمير الشعراء
    أحمد شوقي:

    إلامَ الخُلفُ بينكم إلاما ... وهذي الضّجّة الكُبرى عَلاما
    وَ فيمَ يكيدُ بعضكمُ لبعضٍ ... وتُبدون العداوةَ والخِصاما
    فأين الفَوْز! لا مصرُ استقرّت ... على حالٍ ولا السودانُ داما ..!

    والأكثر قُربى أن نتصرّف بالبيت الأخير، على مثل هذا النحو:

    فأين الفوزُ..؟! لا الحزبُ أبحَر في ثباتٍ .... لا ولا للضَّفَّة الخضراء عامَ

    وحتى لا تغرق حكومتنا ( الضليعة في سباحاتها عكس التَّيَّار المُغاير لها ) في الحيص بيص النازل عليها، لأواءً ومسغبةً ونقصاً في الأموال والأنفس والثمرات الخيِّرات، عليها أن تتجدّد،
    وواجبٌ عليها أن تُري رأيها لمواطنيها بلسانٍ قؤول وعَقلٍ عدول وعملٍ مهول؛ وإلّا جار الزمانُ بها، وأشمتت فيها مُناصبيها العداء. فهل تقوم بالواجب، أم تدعنا لقول الإعرابي النّاقم
    من حكومته ربما:
    لأعرفنّك بعد الموت تندُبني ... وفي حياتي ما زَوَّدَّتني زادا



    ..........
    (*) نُشر بصحيفة " آخر لحظـة " .. 15 يوليو2016 .. ولهم جزيل شُكري والتقدير.

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 09-23-2016, 03:50 PM)
    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 09-23-2016, 03:51 PM)
    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 09-25-2016, 08:48 AM)

                  

09-25-2016, 08:35 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومي� (Re: محمد أبوجودة)




    شــُكراً للــحكــومة على عِــــــلّاتها ..! *
    بقلم: محمد أبوجـــــودة


    شُكرُ الحكومة (أيّ حكومة) في عمومِه، فِعلٌ نادر الحدوث. لا يقوم به في أغلب الأحوال، إلّا الرّاضون عن الحكومة، فضلاً عن بعض الآملين في صنيعٍ لها يكون من باب الواجب، أو عملٍ تكميلي، تُثبتْ به الحكومة أنها عند كَلمتها؛ وبما أنّ النّاقمين على حكوماتهم كـُثرُ، فمن هنا جاءت الندرة في أن تعلو صيحات الشُّكر الجميل بين الأقطار؛ وبالتالي حَلّ بالمؤسسية البوار، ثم تطبّعت النفوس بالشُّحِّ وغشيَ القلوب ما غشاها؛ ربما للدرجة التي يُحنّط فيها البعضُ، لسانَ شُكرهم (فرعونياً)، ليستعيضوا عنه بلسانٍ قوّالٍ سادرٍ في بجاحة، ينهمرُ بمُرِّ الشّكية لله تعالى: أن خُذ إليكَ هؤلاء الشيب وشبابهم، أخذُ عزيزٍ مُقتَدِر، ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها؛ فيتبدّلُ الواقع المشكوُّ منه، من حالٍ إلى حال.

    بطبيعة الحال، فإنّ الرّاضين بالحكومات، لا يُشبِعُ شكرهم لها "شروى نُقير" في جوفها العميق، بل يعود إلى حساباتهم الخاصّة حصراً، فينشاع نماءاً في ذواتهم ومشاريعهم. بينما يكون لثناء الآملين في حكومتهم، حتى تفعل الصحيح من القرارات ولو بالصدفة، أثرٌ إيجابي لافت يُشبِع، ولا شك، حاجة الحكومة الماسّة إلى "كلمةٍ" تدلّل بها على حُسن صنيعها، أو سلامة طويتها في تكملة ما تبدأه من أعمال؛ أو يشي بأنها في الطريق القويم، وأنّها في تقييم شكّاريها - ولابُدّ - بقدرِ العَشَم الشعبي الفعّال، وأنها سوف تعمل وسوف ...إلخ,,.

    نعم، إنّه التسويف الحاصل، ومن زمان والطّعم هو ذاته. فالذين يثنون على الحكومة (أيّ حكومة)، هُم في غالب الظنّ، ينظرون إليها بعين الرِّضا، تلك التي هيَ عن كلّ عيبٍ كليلة. لا سيّما وأنّ ثناءهم لم يعُد بخيرٍ، لا على الحكومة ولا على محكوميها، بقدرما زاد خطاها إلى لُجّة الوَحَلِ خطوتَين؛ ثم صعدوا هُم بعوائد الشُّكر والثناء الخُلَّب، نحو طيّات السحاب؛ فهنيئاً لهم (التمكينة) إن كانت الدّنيا تدوم، أو كانت شُكاة المفجوعين تقف عند حَدٍّ.

    يتراءى لي كثيراً، أنّ ثناء الآملين في حكوماتهم، وهو هُنا بمعنى الرِّضا الواقعي (بلا سَبٍّ للدّهرِ مَنهيُّ عنه في الأثر الكريم)، يكون له على الدوام أثرٌ إيجابي على الحكومة، ثم عليهم في ذواتهم خيراً وبَرَكة. ذلك أنهم يثنون شاكرين لحكوماتهم، لمجرّد توقّع خيرٍ مأمولٍ فيها، وقد لا يجيئ يوما ..! ولعلّ تطاول أعمار الحكومات برغم ما يقع عليها (يومياً) من أرتال الشكاوى المترادِفة، تنفُثها صدورٌ تغلي كالمراجل؛ لهو نتيجة طبيعة لما يهبها الثناء (المجّاني!)من تماسُك مؤسَّسي، يعينها على نوائب الدهر، وما ترزح فيه من هموم؛ وذاك ثناءٌ يتأتّى من نفوسٍ تطبّعت بالسماح والإسماح، وقلوبٍ انشغلتْ باليقين والصبر على المكارِه، كما أنها أفئدة تعي تماماً أن وراء الأكَمَة (القُطبية) ما وراؤها من متاعبٍ، تقع على (أمِّ رأس) الحكومة، حتى لتكاد الحكومة تصرخ مُستغيثة.

    وماذا ينيبُ حكومتنا الحالية من هذه التمويلية الصُّغرى من الشكر والثناء ..؟! سؤال يدور برأسي منذ أول كلمة في هذا المقال؛ ومع تعدد الإجابات المتنافرات، إلّا أنني وجدتني أغلِّب جانب الشكر لحكومتنا، بأكثر من جانب السخطات أوجّهها لها. ذلك أن الحكومة (حكومتنا) مثلها مثل غيرها من الحكومات القائمة (وبالأحرى القاعدة)، تحتاج الدّعم وتهفو للعون، ومن باب أولى فإنها الأحوج كي تُعَضَّد بالثَّناء وتُعان بالرِّضا المجتمعي والفردي والبين بين. فبذلُ الرضاء الشعبي، عاملٌ مُفيد للحكومات؛ بل يكون أثره باقياً ما استشعرت الحكومة المعنية بأنّه ثناءٌ متوجِّسٌ من مُحيطِه، ومُنخَرِق في مخيطِه، من حيث أنه يطمح بقبض الماء بكَفَّيْه مبسوطتين؛ وعلى كل حال، فطالما أن الأمر هنا يذكُر العِلّات، فشُكراً للحكومة - ولو - نكاية في المعارَضَة ..! وإنني لأطمع أن أوضِّح، في مقالي التالي، أسباب شُكري لحكومتنا التي تطمح أن تكون رشيدة، وعساها تنجح.








    -------------
    * أرسلته للــ غـــرّاء " صحيفة آخر لحظـة" .. في 15يوليو2016، فنشروه مشكورين بعد يومين تقريبا، ولهم التقدير.
                  

09-26-2016, 11:59 AM

سيف اليزل الماحي

تاريخ التسجيل: 12-26-2006
مجموع المشاركات: 2909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومي� (Re: محمد أبوجودة)




    * أرسلته للــ غـــرّاء " صحيفة آخر لحظـة" .. في 15يوليو2016، فنشروه مشكورين بعد يومين تقريبا، ولهم التقدير.

    أخي جودة
    تحيات من بحر العيد

    الجماعة ديل "بناولوك" حاجة؟! ولا ساكت؟
    لانو الصحافة الخرطومية الحاصلة دي، بدون بياض، بندق في بحر! فأحذر قدر ما العين تشوف.

    والسلام



    .
                  

09-26-2016, 03:30 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومي� (Re: سيف اليزل الماحي)



    Quote: الجماعة ديل "بناولوك" حاجة؟! ولا ساكت؟



    مرحى بك، عزيزي سيف اليزل،

    وكل عام وأنتم بخير ..


    ....
    ساكت!


    ذلك أني لم أطلب شيئا

    ......
    باقيلك الجماعة الطيبين خلّوا لل مِتلنا حاجة ..؟
                  

09-26-2016, 03:41 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومي� (Re: محمد أبوجودة)

    وهل الحكومة محلُّ شُكرٍ ..؟ *

    بقلم: محمـَّــد أبوجــــودة
    كتبتُ قبل يومَين مقالاً عنونته بـ "شـُكراً للحكومة على عِلّاتها ..!" واختتمتُه بالعبارة التالية: ( فشُكراً للحكومة - ولو - نكاية في المعارَضة..! وإنني لأطمع أن أوضِّح في مقالي التالي، أسباب شُكري لحكومتنا التي تطمح أن تكون رشيدة.).. وها قد جاء الموعد، على غير توقِّعٍ منِّي، فماذا أنا قائلُ..؟

    لعلَّ من أولى الأسباب المحفّزة على شُكرِ الحكومات، هو أن هجاء الحكومات، قَلّما يؤتي أُكُله في هذا الزمان، لكأنّ جلود الحكومات صقيلات العراقيب؛ لا تنفُذ منها ضربة ولا تسير فوقها سَرْبة. وبلا شك، فقد لاحظَ كل امرئٍ منّا (وبالأحرَى سَمِعَ) ألسِنة الهجاء، تنطلق تسليباً للحكومة صُبحاً ومساء، ومع ذلك، تظل الحكومة سائرة كما البعير عليه الظعائن، وذوات الألسِنة بأجنابِ القافلة تُطرِّق حِسَّها، وتفعل فعلها غير مُقصِّرة. تُمطِرُ القافلة السادرة في مَشيها، بوابلٍ من شواظٍ كأنها من ورود، ولا إربة فيها. ها هنا تأتي حوبة شُكر الحكومة، كآلية جديدة في تغيير قواعد اللّعبة التشاكسية، علّ وعسى أن يصيب الشكرُ الحكومةَ في "كعب أخيلٍ" لها، أو يقع منها في مِقنَبٍ قد دنا فناؤه، طالما أخطأتها الهجاءات اللّاذعة.

    إلى ذلك، فقد ساد في القديم، اعتقاد شعبي ببعض أريافنا. فحواه أن الدَّعاء بالفناء، وهذا نوع من الهجاء الأكثر من لاذع، على بعض ممالك الطيور الداجنة في المنازل الريفية، ينفعها ولا يضرّها، بل يزيدُها ويُنَمِّيها ويُكثرُ أعدادها بالمئين..! فتضجُّ به البيوت صياحاً و زخماً أشبه بزخم النفايات بالولاية؛ عندها يزداد إلحاح أهل الدواجن في بذل الهجاء (الواصل) ضد ثروتهم، وفي سخاءٍ يحسدهم عليه الجيران، فهل هذه من تلك.

    كذلك من أسباب الشكر لهذه الحكومة، أنها تبدو في بعض الأحيان، مُتفهِّمة تماماً لحال الهمود الذي يعتري محكوميها بالداخل والخارج. فلا تتوقّف من أجل ذلك كثيراً أو قليلا، إلّا ريثما تُعيد على الأذهان الواهنة، مقولاتها المحفوظات مُثلّجات. من أمثال: ليس في الإمكان أبدعُ ممّا كان، ويوم بُكرة أحلى، والصبر الصبر يا أخوان فإنّكم لموعودون بيومٍ عظيم. ثم ما إنْ يتراكم الهمود وتتضاعف لطماتِه في وجوه الناس، حتى تشتدّ سواعد المعارَضة بأشبه من " خريف أبي السِّعِن ".. وَ هُنا تضطرّ الحكومة لجذب العيون بمشروعٍ جديد. وما أكثر المشاريع التي شدهتنا عن همودنا ..! كمشروع الحوار الوطني الشامل، ومشاريع السلام والاستقرار الكامن، والاستثمارات بالمليارات، والدّهب بالشّوّالات، ومؤخّراً قد قيل لنا: إن عقاربنا الجبلية والرملية، كُلّها طلعتْ تحمل دَهَباً نُضارا. وبرغم ذلك تذهب الأيام ثِقالا..! أو قُل: تتساقط، ولا تأتينا إلّا "طراقيع" الخريف، فضلاً عن غلاء الرّغيف؛ وَ لغيرِ واحدٍ من الوزراء، تصريحٌ شفيفٌ يضجُّ بالتخاريف أو التواليف.

    بطبيعة الحال، لن يعجز مُتحفِّزٍ لشكرِ حكومتِه على علّاتها، متى ما أراد أن يُصليها شُكراً حتى تستغيث. فالكلامُ، وبحسب منطق الهمود الحاصل، ليس بقروش. بيد أنّ هناك غموض في تعريف الحكومة تعريفاً ما نعاً جامعاً. فمَنْ هيَ الحكومة التي تطمح كي تكون رشيدةً..؟ وذلك حتى لا يخطئها شُكرنا الآتي مُلَفلفا ..؟






    ------------
    * .. أرسلته يوم 21/يوليو/2016 .. وقرأته بعد خمسة أيام، فــَ حَدَستُ (ساكت) كَـ مَنْ يقول لي: ياخي هَوِّييينا وكدا ..! فـَ هَوَّيتُم!
                  

09-27-2016, 01:27 PM

سيف اليزل الماحي

تاريخ التسجيل: 12-26-2006
مجموع المشاركات: 2909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومي� (Re: محمد أبوجودة)

    .

    يقال في المثل : ان شاء الله يوم شكرك ما يجي!
    وانت يا جودة نازل ماشاء الله تبارك الله شكر شديد في هادي الحكومة؟!
    بيني وبينك، تحت تحت كده، هل تعتقد ان يوم شكرها قد جاء؟!
    أم انه ليس كل مايلمع كفن!


    .
                  

09-30-2016, 09:57 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات .. نُشرت مؤخَّرا بالصحافة الخرطومي� (Re: سيف اليزل الماحي)





    Quote: بيني وبينك، تحت تحت كده، هل تعتقد ان يوم شكرها قد جاء؟!



    ياخي دا " يوم شكرا" جاء و راح !

    ولأكثر من مرة


    وَ مع ذلك!!

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de