بسم الله الرحمن الرحيم "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ"
لقد تجاوزنا السباب والشتائم، في كتابة د. القراي، وكل أنواع الإلتواء وسوء التخريج، حتى لا ننصرف عن الموضوع الأساسي، ولكن سنرجع لكل ذلك.. لقد رأينا أن د. القراي حاول أن ينفي قوله بأن الفكرة الجمهورية تدعو لطريق محمد في صورتين، أو على مستويين، فوكده توكيداً شديداً!! ونحن هنا، نواصل الحديث عن زعمه إن دعوة طريق محمد، التي تدعو لتقليد المعصوم في عبادته ومعاملته، هي في الفكرة الجمهورية، للمسلمين، وليست لغيرهم.. يقول د. القراي: "فأنا لم اتحدث عن صورتين لطريق محمد، وإنما تحدثت عن العبادة في منهج الطريق، وثمرتها وهي المعاملة والأخلاق الرفيعة. وقلت أن الذين يؤمنون أصلاً بالإسلام، يدعون الى اتباع تفاصيل عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقبلونها بالعقيدة، ولو لم يفهموا حكمتها .. ولكن غير المسلمين، يدعون الى طريق محمد، في الجانب الاخلاقي منه، أي القيم الإنسانية الرفيعة.."!! الأمر واضحٌ جداً، فما قاله هنا، يقوم على تقديم طريق محمد على صورتين.. صورة تقوم على اتباع تفاصيل العبادة، والمعاملة، وهذه للمسلمين.. وصورة، لا يكون فيها اتباع للعبادة، وإنما للقيم، فقد قال عنها من النص: "ولكن غير المسلمين يدعون إلى طريق محمد في الجانب الأخلاقي منه..".. (في الجانب الأخلاقي منه)، يعني دون التعبد.. الكلام عن طريق محمد (يدعون إلى طريق محمد).. فما معنى المغالطة في هذا الأمر الواضح!؟ يتحدث د. القراي عن موقفي من غير المسلمين اليوم، فيقول: "هو يرى أنهم كانوا على حق في وقتهم .. فما وضعهم الآن ؟! الأخ خالد يرى أن غير المسلمين اليوم على باطل!! فما جزاء من هم على الباطل غير النار ؟! وهكذا يتفق خالد مع الوهابية والأخوان المسلمين، في أن اليهودي أوالنصراني، اليوم، مهما فعل من خير، فإن مصيره النار، لأنه رفض أن يدخل في الإسلام !! وهذا الرأي أكثر تخلفاً من رأي شيخ الأزهر!!".. هذا ما قاله د. القراي، ورماني فيه بالتخلف، وشبهني بالوهابية، والأخوان المسلمين.. وهو في قوله هذا، في الحقيقة، يسيء للنبي الكريم، والأستاذ محمود!! لأن ما قاله عني، ونسبه لي، ليس قولي أنا، وإنما هو قول المعصوم، وقول الأستاذ محمود.. ولقد أوردنا له النصوص الواضحة، في ذلك، في الحلقة الثالثة من الرد عليه، ولكنه تجاهل تلك النصوص تماماً، وذهب ليقول ما قاله!! فلنعدها عليه وعلى القراء، ليعرفوا إلى أين ذهب د. القراي في تعالمه، وفي الإساءة للغير!! نقلنا له من أقوال الأستاذ محمود ما نصه: "المسائل بتكون على بينة لغاية ما اجي ما هو افضل منها!! إذا كان جاء ما هو افضل، اتباع المفضول ما يؤدي الى شيء!! اليهود: هم خير من في الأرض، لمن جاء المسيح أصبح ما عندهم ظلام.. نورهم ظلام، إلا إذا اتبعوا المسيح.. المسيحيين: كانوا خير من في الأرض، لمن جاء محمد أصبح نورهم ظلام.. إذا ما اتبعوا محمد ما عندهم شيء!! الطرق، كذلك، كانت في وقتها على أنوار.. لمن يجي الطريق النبوي، ويجوا دعاة ليهو، من يكون على الطرق زي المرتد..". وأوردنا له أقوال النبي صلى الله عليه وسلم: "روى النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال: (أمتهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم(، وفي رواية: (لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي، فقال عمر: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً)..". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار).. رواه الإمام مسلم في صحيحه. وأوردنا له من تفسير الجلالين، عن تفسير آية (يا أهل الكتاب لستم على شيء)، وما تبعها ما نصه: "قال السدي: الآية: نزلت في أصحاب سلمان الفارسي، بينما هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذْ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان، هم من أهل النار". فاشتد ذلك على سلمان، فأنزل الله هذه الآية، فكان إيمان اليهود: أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى، عليه السلام؛ حتى جاء عيسى. فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى، فلم يدعها ولم يتبع عيسى، كان هالكًا. وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولا منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبعْ محمدًا صلى الله عليه وسلم منهم ويَدَعْ ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل - كان هالكا". كل هذا ذكرناه له، وبعد ما ذكرناه، جاء يصفه بالتخلف، على اعتبار أنه رأيي!! من هو الناجي، ومن هو الهالك، أمر ليس من اختصاص البشر.. وإنما هو أمر الله.. ويستطيع البشر، فهم حكمته تعالى فيه.. وهي واضحة!! والنبي لا ينطق عن الهوى، وإنما هو علمه عن الله، ينقله إلى البشر.. فأنا والحمد لله، ليس لي رأي في أمر ليس من اختصاص البشر أساساً، وإنما اعبر عن ما علمته عن النبي وعن مرشدي.. فإذا كان أئمة التخلف هما النبي صلى الله عليه وسلم، والأستاذ محمد، فمرحب بالتخلف.. لكن ما معنى التخلف والتقدم عند د. القراي، عندما يصم من يقل، في حكم الله في الناجي والهالك من عبيده!؟ حسب ظاهر قول د. القراي: من يقل بما جاء عن الله ورسوله هو المتخلف.. وخلاف ذلك هو المتقدم!؟ هل د. القراي يعني ذلك فعلاً!؟ لا اعتقد!! ولكنه يقول بما لا يعلم، وهو حريص على ادانتي، وقد أعماه هذا الحرص، فوقع في الهلكة!! فإذا كان د. القراي، يُجَهِلني، ويشتمني، في أمر مصدره النبي الكريم، والأستاذ محمود، فمن الطبيعي أن يُجَهِلني في أي أمر خلاف ذلك، مهما كنت على الحق ويشتمني.. فشتم د. القراي لي أمر لا معنى له، هو مجرد تنفيس عن حقد في صدره، غلب عليه، حتى أعماه عن الحق البين!! فما هو دين د. القراي هذا!؟ وما معنى الحوار، الذي يقوم على رفض الحق البين، وشتم صاحبه، حتى عندما يكون مرجعه الواضح النبي المعصوم!؟ على كلٍ، موقف د. القراي من أهل الكتاب: اليهود والنصارى، هو عكس موقف النبي صلى الله عليه وسلم البين.. فهو موقف باطل شديد البطلان.. وكل ما ينبني على الباطل، هو باطل.. وقد بنى د. القراي على موقفه هذا الباطل، مواقف عديدة باطلة.. وأهم هذه المواقف، زعمه أن مناهج هذه الديانات، يمكن أن توصل إلى الإسلام الأخير!! ومما بناه، د. القراي على زعمه الباطل، أن المسلمين في القرن السابع _أمة المؤمنين_ ليسوا أفضل من اليهود والنصارى!! فهو قد قال: "والإسلام في هذا المستوى، لا فضيلة له على اليهودية، أو المسيحية، أو غيرها من عقائد الأديان..".. لا!! الأمر خلاف ما تقول!! له فضيلة واضحة على بقية الأديان السابقة.. وهذه الفضيلة، حولت حق تلك الأديان إلى باطل، ونورها إلى ظلام!! ولو لم تكن له أي فضيلة، لا تكون هنالك حكمة من مجيئه.. يقول الأستاذ محمود في النص الذي نقلناه أعلاه: "المسائل بتكون على بينة لغاية ما اجي ما هو افضل منها!! إذا كان جاء ما هو افضل، اتباع المفضول ما يؤدي الى شيء!! اليهود: هم خير من في الأرض، لمن جاء المسيح أصبح ما عندهم ظلام.. نورهم ظلام، إلا إذا اتبعوا المسيح.. المسيحيين: كانوا خير من في الأرض، لمن جاء محمد أصبح نورهم ظلام.. إذا ما اتبعوا محمد ما عندهم شيء!!".. القاعدة التوحيدية واضحة.. الأمر كله أمر سير إلى الله، يقوم على قاعدة "وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا".. هذا الباطل، كان في وقته حقاً، وعندما جاء الحق الأكبر منه، وأنسب للوقت الجديد، أصبح باطلاً.. وهكذا دواليك!! كلما جاء حقٌ أكبر، أصبح ما دونه باطل.. وهذا هو معنى قول الأستاذ: "المسائل بتكون على بينة لغاية ما اجي ما هو افضل منها!! إذا كان جاء ما هو افضل، اتباع المفضول ما يؤدي الى شيء!!".. لاحظ: ما يؤدي إلى شيء.. يعني بعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم، أصبح دينه هو الفاضل، والأديان السابقة له هي المفضولة، واتباعها لا يؤدي إلى شيء.. فالحق، في الوقت الواحد، واحدٌ!! ونذكر بأحاديث المعصوم التي ذكرناها أعلاه، ومنها قوله: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار..".. لاحظ، أن هذا هو وضع اليهود والنصارى، منذ القرن السابع الميلادي، حين بعث المعصوم!! يقول د. القراي: "إن سوء رأي الأخ خالد الحاج في المسيحية والمسيحيين، الذي يطالعنا أعلاه، يجعله أقرب الى المهوسين الدينيين.." .. أنا لم أطعن في المسيحية وليس لي رأي سيء في المسيحيين، ولا ما ذكرته هو رأي شخصي، وإنما هو، كما وضحنا أعلاه ما جاء به المعصوم، وقال به الأستاذ محمود.. فعندما أنقل حديث الأستاذ محمود، كيف أكون (أقرب الى المهوسين الدينيين من الفكرة الجمهورية)!! هذا ليس بفكر، ولا دين، وإنما هو مزاج د. القراي!! يجب أن يكون واضحاً أن شتائم د. القراي هذه جاءت بعد ما ذكرنا له الأحاديث النبوية، وقول الأستاذ، فهي تطال المعصوم، وتطال الأستاذ محمود، وقد قالها د. القراي عن علم ـ لأنه قالها بعد أن كتبنا له الأحاديث وقول الأستاذ محمود ـ فبعد هذا، هل هنالك حد يمكن أن يقف عنده د. القراي؟! قد زعم د. القراي، إن دستور الحزب الجمهوري، لا يشترط الإسلام، وهو زعمٌ شديد البطلان، ولم يستطع أن يورد عليه أي دليل.. وقد أوردنا أدلة عديدة تدحضه.. والآن هذا دليلٌ آخر.. الأستاذ محمود يقول أن اليهودية والمسيحية، أصبحت أديان باطلة، بمجرد ما بعث المعصوم، فلا يستقيم عقلاً ولا ديناً، أن يقبل في حزبه، من هم على دينهم، لأنه باطل!! ومنذ بداية تحول الحزب، إلى الدعوة الدينية، تحدد منهاج (طريق محمد) كمنهاج لعضويته.. وهنالك أقوال عديدة، من الأستاذ محمود، تفيد ذلك.. منها مثلاً قوله، عند التحول من الدعوة السياسية في الأربعينات، إلى الدعوة الدينية، في أول الخمسينات.. فقد قال: "في المستوى دا الفكرة عندها منهاجها.. ما يمكن بعض الأخوان أن يسموه اللائحة الداخلية، كانوا بسموها كدا.. اللي هو (طريق محمد).. التزام (طريق محمد).. نحن عايزين نبعث الدين، لازم نطبقوا في أنفسنا.. نبعثو في أنفسنا، قبل ما ندعوا الآخرين لبعثه.. اها دا.. الموضوع دا شق على الأخوان الكانوا قُدَام في الأمر دا، وكان عندهم مواقف سياسية، ومطامع في مناصب سياسية فالحزب زي انشل.." ما أشبه الليلة بالبارحة!! مع الفارق.. فقدامى المنشقين كانوا رجالاً أحراراً، لما عجزوا عن التزام الطريق، أو ألحت عليهم مطامعهم السياسية، والمطامع في المناصب، تركوا الحزب كراماً.. ولكن منشقي اليوم، لما عجزوا، وألحت عليهم طموحاتهم الدنيوية، ومطامعهم السياسية، ذهبوا في خسة، إلى تشويه الدعوة، والعمل على تجريدها من المحتوى الديني، ظناً منهم أنهم يمكن أن يستغلوها لطموحاتهم الدنيوية، وهم في ذلك أشكال، ولكنهم يلتقون في العمل على تشويه الفكرة، وعلى استغلالها، وإن اختلفت أوهام مطامعهم الدنيوية!! على كلٍ، القول بأن عضوية الحزب الجمهوري، ليست قاصرة على المسلمين، خبر، إما صادق أو كاذب.. وكونه كاذب، هذا أمرٌ يلحق بالبداهة، وقد أوردنا عليه الأدلة المستفيضة. أكبر وأخطر ما قاله د. القراي، بناءً على زعمه الباطل حول اليهود والنصارى، هو قوله، أنهم يمكن أن يحققوا الإسلام الأخير.. وهو زعم، ذهب في رده لينفيه، فوكده!! فقد قال في رده: "ولكن أنا لم أقل أنهم قد حققوا الإسلام الأخير!! وإنما قلت " بل لعلهم بهذا المستوى يمكن أن يحققوا الإسلام النهائي"، وهذا يعني أنهم يمكن أن يحققوه، ويمكن ألا يحققوه، فأنا لم أدع معرفة هذا الأمر.. فهل عند خالد علم من الله، يمنع به فضل الله عنهم؟!".. القضية فيما قلته من أنهم "يمكن أن يحققوا الإسلام النهائي"!! لا!! لا يمكن أن يحققوا الإسلام النهائي، إلا عن (طريق محمد)!! ما ادعيته أنت هو: أنهم يمكن أن يحققوا الإسلام النهائي، من خلال مناهج أديانهم.. يقول د. القراي، في تدعيم رأيه: "والآن، في وقتنا الحاضر، فإن كل شرائع الأديان باطلة، بما في ذلك الشريعة الإسلامية .. ولكن هذا لا يمنع الشخص السلفي، الذي لا يقبل من الإسلام إلا مستوى الشريعة، وهو يمارسها بصدق، أن يحقق قيمة روحية، حسب صدقه في ممارسة الإسلام .. وهذا أيضاً، ينطبق على المسيحي واليهودي، بخلاف ما قرر خالد. وأنا لا أريد أن أنقلهم لغير وقتهم، ولكني أتحدث عن الذين يعيشون معنا اليوم، وهم على تلك العقائد..".. من هم يعيشون معنا اليوم، وهم على تلك العقائد، عقائدهم باطلة، ولا تؤدي إلى شيء!! وقد أوردنا نصوص الأحاديث النبوية، في ذلك، ونص حديث الأستاذ محمود.. فالمعصوم قال من سمع به من يهودي أو نصراني "ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار..".. والأستاذ قال: "إذا ما اتبعوا محمد ما عندهم شيء..".. فالأمر لم أقرره أنا حتى تقول: "بخلاف ما قرر خالد".. وهو أساساً ليس موكلاً لي ولا لك.. ولكنك أنت من يقرر خلاف ما جاء عن النبي!! لاحظ أنه يقول: "كل شرائع الأديان باطلة، بما في ذلك الشريعة الإسلامية.."!! الشريعة الإسلامية ليست باطلة.. فكل ما هو مشترك بين آيات الأصول وآيات الفروع هو حق.. ويشمل ذلك كل تشريع العبادات ما عدا الزكاة، فالأصل فيها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.. ويشمل الحدود والقصاص.. ما يتطور من الشريعة هو فقط الجانب المتعلق بالمجتمع: السياسة الاقتصاد والاجتماع.. ود. القراي يزعم أن الشخص السلفي، عن طريق ممارسته هذه الشريعة، يمكن أن يحقق قيمة روحية!! كيف لما هو على باطل، أن يحقق قيمة (حق)!؟ الحديث أصلاً ليس عن تحقيق قيمة، وإنما هو تحقيق الإسلام الأخير.. وماذا فهمت من: لم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل!؟ وبداهة، ما لم يحققوه في وقتهم، وحسب حكم ذلك الوقت.. خصوصاً بعد بعث رسول جديد، جعل ما عندهم باطلاً.. الموضوع دين، وليس آراء ذاتية!! لاحظ قول د. القراي: " فهل عند خالد علم من الله، يمنع به فضل الله عنهم"!! أولاً استفهام د. القراي الاستنكاري، يقوم على الحقيقة، ونحن نتحدث في الشريعة.. العلم الذي عندي، هو ما أوردته لك من قول المعصوم وقول الأستاذ، وليس فيه الفضل الذي تزعمه.. هذا الفضل ليس فضل الله، وإنما هو فضلك أنت، تعارض به فضل الله!! فأنت المحتاج أن تبين لنا من أين لك هذا الحق في التفضل على خلق الله، ما لم يتفضل به تعالى عليهم؟! إنك تزايد على الله نفسه!! من فضل الله عليّ أنني جعلت حياتي كلها وقفاً للعمل في سبيل فضل الله، لجميع خلق الله.. وهذا الفضل أساسه (طريق محمد)، وقد جاء عنه، قوله تعالى: " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ".. هذا هو الفضل العظيم، والعميم، وهو ما نحن في انتظاره، وقد جاءت الفكرة تبشر به، ولا نجد في أنفسنا أدنى ريب، في أنه وشيك طالما جاء الإذن بالبشارة به.. فأنت من يعمل على تعويق هذا الفضل، ولن تطال شيئاً، ولا تضر إلا نفسك.. نذكرك بما قلته للأستاذ عبداللطيف، عن السيد علي، وعن الطريقة الختمية.. فقد قلت: "إن إعتقادك بأن الطريقة الختمية يمكن أن تمدك روحياً بعد إنغلاق الطرق، أو أن السيد علي من برزخه، يمكن أن يمدك بقيمة روحية، لا يحققها الأستاذ محمود، يعتبر في رأيي، شك غليظ في الأستاذ، وفي الفكرة، ومفارقة لدعوته لا يجوز أن تصدر من قيادي مثلك.."!! يقول د. القراي: "ولكن جوهر الأديان، وهو التوحيد، والذي به تتحقق القيم غير مرتبط بوقت معين"!! من أخبرك هذا؟! التوحيد، على عكس ما تقوله أنت، مرتبط بحكم الوقت.. ويقول: "والحق في حديث خالد، هو أن شرائع الأديان مرتبطة بأوقاتها، وأن حكم الوقت يجعل ما كان منها في الماضي حقاً، باطلا اليوم" هذه مكابرة لا قيمة لها.. وحكم الوقت يجعل الأديان نفسها باطلة وليس شرائعها فحسب.. ولقد أوردنا لك في ذلك الأحاديث النبوية، وقول الأستاذ محمود، ولكنك بعد ذلك تكابر!! وإذا أصبحت الشريعة باطلة، حسب قولك، فهذا يعني أن منهاج الدين الذي أصبحت شريعته باطلة، هو باطل، ولا ويمكن أن يؤدي الى أي شيء.. فالمنهاج هو الشريعة، هو: الصلاة والصيام والزكاة ...إلخ.. وبالنسبة للتوحيد، لا إله إلا الله، ثابتة في مبناها فقط، وأما معناها فهو متغير، حسب حكم الوقت، وبصورة كبيرة.. التوحيد يقوم على معرفة آيات الآفاق، وآيات النفوس، وهذه المعرفة قطعاً متغيرة ـ متطورة.. إنك تغالط في الأمور الأولية والأساسية، وتذكر جهالاتك الفجة وكأنها العلم الذي لا علم غيره، وتبني عليها.. وحتى عندما يبين لك الخطأ بصورة جلية، أنت لا تقف عنده، وذلك من أجل اعتبارات نفسك فقط!! إنك تعتبر قبولك الحق الذي يأتي من الآخرين، هو هزيمة في الحوار!! ومن أجل ذلك لم تقف ولو للحظة مع الأدلة المستفيضة، التي أوردناها لك من أقوال الأستاذ محمود وفيها دحض واضح وشامل لمزاعمك الباطلة!! بل أنت لم تشر، ولو إشارة، الى هذه الأقوال!! وكل هذا يؤكد أنك لست طالب حق.. والحوار الحر، الذي يقوم على طلب الحق من الطرفين، ليس فيه منتصر ومنهزم.. ودون هذا الحوار، الأمر يكون مجرد جدل عقيم.. ومع كل ذلك، سنستمر فيه الى النهاية، من أجل الآخرين، ومن أجل تصحيح التشويه، الذي يمكن أن يلحق بالفكرة.. يقول د. القراي: "ومن الأشياء التي يحتاج الأخ خالد، أن يراجع فيها فهمه للفكرة الجمهورية، ظنه بأن الإحسان، في قمته، من مستويات الإيمان!! ولذلك قال (وجميع هؤلاء دينهم يبدأ بالإيمان وينتهي بالإحسان في اعلى مستوياته..، فهل د. القراي يقدم للإنسانية المعاصرة الخطاب الذي يقوم على الايمان فقط؟!) وما جهله خالد، هو أن الاحسان، في أعلى مستوياته، إنما هو الإسلام الأخير نفسه، وليس الإيمان فقط كما قال!!".. أنظر إلى هذا الالتواء والتحريف!! عبارة (في أعلى مستوياته) في الحديث ترجع إلى دينهم.. يعني أعلى مستوى يصل إليه دينهم هو الاحسان.. أو دينهم في أعلى ما يصل إليه، يقف عند الاحسان.. د. القراي حور النص ليجعل عبارة (في أعلى مستوياته) عن الاحسان، وليست عن دينهم!! ولو كان أميناً، لفهم الأمر، كما هو، لأن الكتابة تعطيه.. فأنا أتحدث عن مراحل الإيمان: الإسلام، الإيمان، الاحسان.. أما مراحل الإسلام، فتأتي بعد الاحسان، وتدخل مراحل اليقين: علم اليقين، علم عين اليقين، حق اليقين، ثم الإسلام الأخير.. وقد أوردت هذا بالتفصيل من كتاب الرسالة الثانية.. فواضح جداً أن الاحسان كمرحلة من مراحل الايمان، هو اخر ما يصل إليه المؤمن، ولا يتعداه إلى مرحلة اليقين، وهذا ما أتحدث عنه.. لكن د. القراي، كعادته، ذهب يلعب بالكلمات، فجعل الأمر وكأنه الاحسان الذي في الإسلام الأخير.. وفي هذه الحالة الاحسان لا يسمى مرحلة من مراحل الإسلام، وإنما الإسلام الأخير، هو الذي يسمى مرحلة.. كل ما يريد أن يقوله د. القراي (وما يجهله الأخ خالد).. ومن أجل ذلك، حرف الكلم عن مواضعه.. وهذه (فهلوة) عرفناها فيه، من قديم الزمان!! أورد د. القراي حديث الأستاذ محمود عن الاحسان من كتاب (الاسلام) ومن نفس الكتاب جاءت الآية " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" .. وأعقبها قول الأستاذ: "وهذه مرتبة من الكمال تؤدي اليها رسالة محمد الثانية، حين قصرت عنها رسالته الأولى".. فلماذا لم يقف د. القراي عند هذا النص؟! القضية ليست هي (أن يحقق قيمة روحية)، هذا انحراف عن القضية.. القضية هي زعمك، أنهم يمكن أن يحققوا الإسلام الأخير. يقول د. القراي: "ولهذا إكتفى الأستاذ بالدعوة لطريق محمد في مستوى محمد الإنسان، بتجسيد كمالات محمد الإنسان في نفسه، وطرح المستوى العلمي من الدين، الذي تلتقي عنده جميع الأديان، في نقطة تنتهي عندها العقيدة ويبدأ العلم. ولأن الأديان الأخرى في قمتها توجد هذه النقطة العلمية، وإن تخلفت شرائعها عن واقع المجتمع، فإنها يمكن أن تسوق أفراداً من أصحابها، الآن، في غياب المستوى العلمي للدين، الى تحقيق كمالات فردية كبيرة..".. لم يكتفِ الأستاذ محمود بالدعوة لـ (طريق محمد) في مستوى محمد الإنسان، بتجسيد كمالات محمد في نفسه، كما يزعم د. القراي.. بل دعا إلى منهاج طريق محمد، في عبادته ومعاملته، الذي به تتم كمالات محمد الإنسان.. وقد جاء الحديث عن تفاصيل منهاج الطريق، في كتاب (طريق محمد)، بعد الحديث عن محمد الإنسان.. فقول د. القراي هذا هو محض تحريف لقول الأستاذ.. يقول د. القراي: "ولأن الأديان الأخرى في قمتها توجد هذه النقطة العلمية، وإن تخلفت شرائعها..".. قول باطل، ومحض اختلاق.. فالمستوى العلمي من الدين، غير موجود في غير الإسلام، في مستوى الأصول.. وحتى الإسلام في مستوى الشريعة _وهو اكمل من الأديان السابقة_ لا يحتوي على المستوى العلمي.. في الأديان السابقة، الأنبياء وحدهم، بشرائعهم الفردية، هم من حقق الإسلام الأخير.. والأمر لم يكن مطروحاً في أديانهم لأتباعهم.. والعجيب في الأمر، أن د. القراي، أورد من أقوال الأستاذ محمود، ما ظن أنه يدعم زعمه، وهو قول يدحض زعمه بصورة قاطعة.. أورد قول الأستاذ محمود: "إنما جئت به هو من الجدّة بحيث اصبحت به بين أهلي كالغريب. وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو اليه هو نقطة إلتقاء الأديان جميعاً حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته ولأول مرة في تاريخه الطويل..".. وعلق د. القراي بقوله: "أين تقع نقطة إلتقاء الأديان جميعاً ؟! الأديان في مرحلة العقيدة لا تلتقي ولكنها تلتقي في القمة العلمية من كل دين..".. ما هذه القمة العلمية من كل دين؟ عند د. القراي، تصوره لهذه القمة، يأتي من قوله: "وطرح المستوى العلمي من الدين، الذي تلتقي عنده جميع الأديان، في نقطة تنتهي عندها العقيدة ويبدأ العلم. ولأن الأديان الأخرى في قمتها توجد هذه النقطة العلمية..".. أولاً، الأديان الأخرى لا توجد في قمتها هذه النقطة العلمية، كما تزعم.. فجميع الأديان في مرحلة أمة المؤمنين، تقف في مرحلة العقيدة، وأعلاها مرتبة الاحسان، ولا دين واحد في التاريخ، دخل مراتب اليقين.. هذا مجرد تخريج من عندك، لا حظ له من الصحة.. وقول د. القراي بأن النقطة التي تلتقي عندها الأديان، قولٌ معمم، ومع الزعم ان الأديان الأخرى في قمتها، توجد النقطة العلمية، يصبح قول خاطيء شديد الخطأ.. فنقطة التقاء الأديان، حسب النص الذي أوردته بنفسك، هي بداية مرحلة الإسلام الأخير.. فجميع الأديان داعية للإسلام الأخير، وهي أقساط منه.. وهذه القمة _الإسلام الأخير_ لم يحققها إلا الأنبياء فقط، وليس لأممهم نصيب منها، على خلاف ما تزعم أنت!! والحديث واضحٌ لا لبس فيه.. فقد جاء من النص: "حيث تنتهي العقيدة، ويبدأ العلم..".. والعقيدة، تنتهي في مرحلة الاحسان.. والعلم يبدأ بمرحلة (علم اليقين).. ويقول النص: "وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته ولأول مرة في تاريخه الطويل.."!! مرحلة العلم _علوم اليقين_ يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته ولأول مرة في التاريخ.. فالعهود السابقة، جميعها، في مرحلة البشرية، ولم يحقق فيها الإنسانية، إلا أفراد، هم الأنبياء.. فعهد الإنسانية لم يتحقق إلى اليوم، فهو أمامنا.. وهو عهد أمة المسلمين _عهد الإخوان الذين لما يأتوا بعد. يجب ملاحظة الحديث على الإنسانية، يقول الأستاذ محمود: "وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته ولأول مرة في تاريخه الطويل..".. هنالك خلط كثير جداً، عند د. القراي، في هذا الأمر.. فهو يذكر مرات أن هنالك من حققوا قيماً إنسانية!! الإنسانية والقيم الإنسانية المعنية، تتعلق بمرحلة قادمة، لم تدخل في الوجود بعد.. هي المرحلة الرابعة من مراحل التطور البشري.. ونحن الآن في المرحلة الثالثة، مرحلة البشرية أو مرحلة بني آدم.. ومرحلة الإنسانية هي مرحلة العقل والجسد المتسقين.. والدخول فيها يتم عن طريق التخلص من الصفات الحيوانية، وتحقيق الحياة العليا، حياة الإنسان.. والقاعدة هي: "الإنسان طالما سيطرت عليه صفات الحيوان، قاومها أو خضع لها، فهو في الحياة الدنيا..".. وهذه المرحلة، تبدأ بظهور المسيح المحمدي.. وقبل ذلك كل الكمالات التي تتحقق هي في مجال البشرية.. مرحلة الإنسانية لم يجيء إلا طلائعها، وهؤلاء هم الأنبياء.. وعندما تتحقق هذه المرحلة، يجيء من هم ليسوا بأنبياء، ويغبطهم الأنبياء!! "إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله عز وجل يوم القيامة..".. في جميع ما قال د. القراي من كمالات، أو علم يمكن أن يتحقق، هو لا يخرج من مرحلة البشرية.. والعلم الذي يتحدث عنه د. القراي، هو علم في مستوى مرحلة الايمان وليس في مرحلة الايقان، وقد أورد د. القراي الآية الكريمة: "لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون، يؤمنون بما أنزل الله اليك وما أنزل من قبلك..." وهي آية تتحدث عن اليهود، (الراسخون في العلم منهم) من الآية تفيد العلم في مستوى الايمان، لا مستوى الايقان، ولذلك جاء بعدها من الآية: "والمؤمنون، يؤمنون بما أنزل اليك" .. الآية:" الراسخون في العلم منهم والمؤمنون، يؤمنون بما أنزل الله اليك...".. وفي آية أخرى يقول تعالى: "الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا" فالعلم في مرحلة الايمان موجود، لا ينكره إلا جاحد، ولكنه دون علم اليقين.. مجرد دخول المؤمن في مستويات التقوى، بدأ العلم، وكلما زادت التقوى زاد العلم على قاعدة: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".. ونحن عندما نتحدث عن: مرحلة العقيدة ومرحلة العلم، المقصود بالعلم هنا ما يتعلق منه باليقين، وليس أي علم آخر. علق د. القراي على حديثه الذي أورد فيه، قول الأستاذ محمود: "وأنا شخصياً مستعد اتبع أي إنسان كبير الإنسانية مهما كانت ملتو ما بسألو.. النتيجة الجاهزة هي القيمة..".. قال د. القراي: "هذا ما قاله خالد !! فهل الاستاذ محمود في ذهنه مناطق منفصلة للسياسة، والاخلاق، والدين، حتى يقال إنه هنا يعني السياسة فقط ؟! إن النص ورد في سياق حديث عن الدستور، فهل أمر الدستور نفسه، عند الأستاذ، أمر سياسة فقط ؟! أم أمر دين يحتوي على التصور السياسي!؟..".. أنا لم أقل أمر سياسة فقط، ولا حديثي يمكن أن يعطي ذلك.. هذا تخريجك أنت.. في أمر الدين، الذي يحتوي على التصور السياسي، في الدستور، الفرد من حقه أن يعتقد ما يشاء، حتى أن يكون ملحداً، فهو في الترشيح لأي منصب، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، لا يُسأل عن دينه، وإنما يطلب منه القيم والكفاءة التي يحتاجها المنصب.. هذا في جانب الدستور والسياسة، أما في جانب الدعوة، نحن لا ندعوه للالحاد أو أي شيء غير الفكرة، نحن نوضح ميزة الفكرة على الدعوات الأخرى، وننقد الدعوات الأخرى، كما فعلنا مع الماركسية مثلاً.. هذا الصنيع، لا يقوم على أي انفصال بين السياسة والأخلاق والدين، كما تزعم أنت.. ولكنك أنت من يتحدث في منطقتين منفصلتين، باسم الفكرة، وبصورة خاطئة جداً.. فقولك أعلاه ينطبق عليك أنت لا أنا.. ولقد أوردت لك زعمك الباطل عن التغيير، ولم تلتفت إليه، ولم تعلق عليه في ردك هذا!! فأنت قلت: "الفكرة الجمهورية أساسا جاية كحركة للتغيير.. صحيح وسيلتها للتغيير دا قايمة على حركة دينية.. لكن التغيير في حد نفسو ما بتم بصورة دينية.. بتم بصورة سياسية، بصراع سياسي، برأي اقتصادي، برأي سياسي، وبحركة تغيير.. ولذلك أنا بفتكر الحركة في اتجاه التغيير جوهر في الفكرة الجمهورية..".. واضح جداً أن الفكرة في ذهنك، ليست أمر دين يحتوي على الأمر السياسي!! فالتغيير عندك لا يتم بصورة دينية وإنما بصورة سياسية.. وهذا هو الانقسام، وهو أخطر من مجرد انقسام، فهو يبعد الدين من التغيير (ما بتم بصورة دينية).. ويفصل السياسة عن الدين، فبعد التقرير (ما بتم بصورة دينية) جاء الأمر المخالف الذي تتم به صورة التغيير (بتم بصورة سياسية).. عملك كله يقوم على الاسقاط.. فأنت تسقط عيوبك، ونقائص فكرك على الآخرين.. وقد أوردنا لك أن التغيير في الفكرة، يقوم على تغيير النفوس، وهذا من المستحيل أن يتم عن طريق السياسة، فلا بد له من الدين.. والتغيير لا يقوم على الرغبة أو التصور الشخصي، ولا بد أن يأتي فيه التوجيه من الخارج، يقول الأستاذ محمود: "العمل في التغيير يجب أن يتم وفقاً لما تأمر به الشريعة.. لأن الإنسان يعمل في تغيير الواقع بفكره ليوجد ما يرضيه هو..آها، ما يرضيه قد يكون هوى.. هوى باطل.. هوى نفس..".. فقولك هذا عن التغيير، هو الذي يقوم على مناطق منفصلة في ذهنك عن السياسة والدين.. بل أنك تذهب أبعد من ذلك!! أنظر إلى أقوالك هذه عن التمويل الأجنبي، فبعد أقرارك أن الدعوة لله لا يجوز فيها أخذ المال، ذهبت لتجعل عمل الجمهوريين يقوم على صورتين.. صورة العمل المباشر في الدعوة لله، وهذه لا يجوز فيها أخذ المال، فقلت: "فليس لصاحب الدعوة إلى الله أن يقبل أي مال، سوى أن كان تمويلاً أجنبياً أم محلياً..".. كما قلت: "وهي ان الأستاذ محمود، كان يدعو إلى الله، دعوة مباشرة، ويدعو للتوحيد والصلاة، والأخلاق والدين.. والدعوة المباشرة إلى الله، لا يجوز فيها قبول أي أجر مادي قال تعالى:"وما أسالكم عليه من أجر، إن أجري إلا على رب العالمين..".. وعندما جاء أمر تمويل مركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي، ذهب د. القراي ليبرر هذا التمويل!! فقال: "فالجمهوريون في إطار عمل المركز يجوز لهم، بل يجب عليهم، أن يقبلوا التمويل الأجنبي.. ويوظفونه لمصلحة الفئات المحتاجة له..".. ود. القراي يعلم تماماً، ان الأستاذ محمود يقول ان استلام المال الأجنبي عمالة!! فمن يدفع المال، لا بد أن تكون له أجندته.. ومن يقبل المال يخدم هذه الأجندة.. أما الحديث عن توظيفه لمصلحة المحتاجين، فهو مجرد تغطية.. وعملياً هو لم يصرف على المحتاجين!! يقول الأستاذ محمود، عن التمويل الأجنبي: 1- (في اللحظة الحاضرة، في ناس بِتْجيهم أموال من برّة، يموّلُوا بيها صحفهم، ويموّلوا بيها دعوتهم، ويموّلوا بيها أنظمتهم.. الأموال البتَجي من برّة ما غرضها الإسلام).. 2- (بلدنا دا تدخل فيه الأموال لتمويل الأحزاب، وتمويل الصحف، ثم لا يسأل إنسان: ليه بتدخل الأموال دي؟ مين يقول أنه حزب سياسي بموّل صحيفته بأموال من الخارج يمكن أن يكون مُخلِص للبلد؟؟ زي ما قالوا: أطعم الفم تختشي العين!!).. 3- (حتى لو في إنسان داخلي _هنا في الداخل_ وحاول أن يتبرع، أن يساهم، إذا كان هو ما ملتزم جمهوريا ما بنقبل مساهمته!! إلاّ يكون جمهوري!! إذا كان هو عايز.. الفكرة عاجباهو، وهو عايز يساندها، أول حاجة يمارسها في نفسو.. بعدين يمكن أن يقبل تبرعو، البيساهم بيه.. يعني إذا كان نحن أديناهو حاجة، اللي هي الفكرة والقناعة بيها، والطمأنينة البتسوقها _الإسلام_ يمكن بعد داك إذا جاد بمالو، يجود عن صدق.. ما يجود عن رياء، ولا طمع).. علينا أن نتذكر أن د. القراي زعم أن عضوية الحزب ليست قاصرة على المسلمين.. وهنا الأستاذ يقول أن مجرد المساهمة المالية للحزب، لا تقبل إلا ممن هو جمهوري!! 4- (نحن زارتنا هنا أمريكية جايّة من منظمات في السويد.. قالت المنظمات دي عندها أموال طايلة لتنفقها على أي تنظيم يحارب عادة الخفاض الفرعوني.. وبعدين كانت عندنا جلسة معاها هنا.. ووجهت فعلاً بأسئلة محرجة.. والناس برضو ما جاملوها.. فكانت حكاية الإنحلال الخُلُقي في أوربا، هو ما طريقنا نحن.. وكان الكلام دا أحرجها جداً، وخرجت خاطرها مكسور من هنا).. 5/ وبعض صحفنا تملك حرية أن ترتشي أو قل إن كنت ممن يؤثرون (التلطيف) أنهم يملكون حرية أن يقبلوا الهدية من بعض الدول الخارجية في شكل (معونات) مالية تساعدهم على أداء (رسالتهم) وهذه إيضاً حرية لا تكفلها الديمقراطية، وإنما جاءت من قبل إساءة ممارسة الحق الديمقراطي في الحرية 6/ ما من شك أنو أي إنسان يتمول من الخارج، يمكن ان يكون خائن تواً!! ويمكن أن يحاسب على عمله دا!! ولا يمكن لإنسان أن يكون ولاؤه لجهتين، خاصة إذا عرفنا التوكيد دا: الأموال البتجي من برة أموال ما ها للإسلام!! وإنما هي لإستغلال الإسلام في أغراض سياسية. استلام المال الأجنبي، تحت أي تبرير، هو انحراف تام عن الدين، وعن الوطنية، هو كما سماه الأستاذ محمود (عمالة).. ومن أجل ذلك وغيره، وقفت ضد المركز، وضد هذا الانحراف الخطير. يقول د. القراي: "وعبارة خالد هذه مليئة بالاغلاط، أكثر من سابقتها.. فهو يقول إن أهل الكتاب فشلوا أن يحققوا الإسلام في وقتهم، فكيف يحققوه في غير وقتهم؟! وقوله هذا، يمكن ان ينصرف الى المسلمين أيضاً، وكان يقوله لنا المعارضون في حملة الكتاب، وفي الحوار.. إذا كان المسلمون في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وتحت إشرافه المباشر، عجزوا عن فهم وتطبيق القرآن المكي، فكيف يستطيعون تحقيقه اليوم؟! والإجابة على هذا السؤال، الشائع، عتيدة وهي أن التطور العلمي المادي، قد كبر العقول، ولذلك أصبح الإنسان المعاصر، قادراً أكثر من أي وقت مضى، على تحقيق أعلى مستويات الدين..".. أنظر إلى هذا التخليط!! واضح أنه كان هنالك الكثير من (الفهلوة)، في الإجابة على أسئلة السائلين.. اجابتك هذه، ليست إجابة!! المسلمين في القرن السابع، لم يكونوا مخاطبين بالقرآن المكي _السنة.. وإنما هم مخاطبين بالقرآن المدني.. وقد عرض عليهم المكي، وفشلوا في الالتزام به، لعدم استعدادهم.. وهو عرض عليهم لأنه الأصل، ومن الطبيعي أن يعرض عليهم.. فلما ثبت عملياً، أنهم دونه، نسخ في حقهم.. وجاءهم الخطاب الذي في مستواهم، لحكمة مخاطبة الناس على قدر عقولهم "نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم..".. ولما تم الاستعداد، بالصورة التي ذكرتها أنت، جاء الخطاب بالصورة التي ذكرتها أنت.. وهو ليس خطاباً للمسلمين في مرحلة الإيمان، وإنما هو لكل الناس، وهذا أيضاً لأن الأرض توحدت بالصورة التي أصبح معها مخاطبة كل الناس ممكنة.. وأساساً، الخطاب لكل الناس هو رسالة الإسلام الأساسية.. وأصحاب السؤال من المعارضين، الذين ذكرهم د. القراي حجتهم تتعلق بوجود النبي، في القرن السابع، وغيابه اليوم.. فإذا فشل المسلمون، في القرن السابع، مع وجود النبي، فكيف ينجحون في غيابه!؟ فقد ذكرها د. القراي كما يلي: "إذا كان المسلمون في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وتحت إشرافه المباشر، عجزوا عن فهم وتطبيق القرآن المكي، فكيف يستطيعون تحقيقه اليوم؟!".. السؤال وجيه جداً، والإجابة بأن العقول كبرت، غير كافية.. كبرالعقول يحدد مستوى الخطاب، ولكنه لا يحدد وحده مستوى التطبيق، والسؤال أساساً عن الفهم والتطبيق "عجزوا عن فهم وتطبيق القرآن المكي، فكيف يستطيعون تحقيقه اليوم؟!".. فكبر العقول يتعلق بالاستعداد والفهم، ولكنه لا يتعلق بالتطبيق.. والإجابة الصحيحة هي أن التطبيق لن يتم، إلا بوجود الرسول.. وإلا بعد إذن التطبيق.. فمحمد صاحب رسالتين.. والقرآن المكي، يطبق في رسالته الثانية، وبوجوده الحسي "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ". القول بأن أهل الكتاب فشلوا في تحقيق الإسلام الأخير في وقتهم، فكيف يحققوه في غير وقتهم!؟ قول صحيح تماماً، وهو يلحق بالبداهة.. وهو أيضاً ينطبق على أمة المؤمنين.. وهم أساساً ليسوا مكلفين به.. فاليوم فإن الجميع قد نصلوا من الدين، وأصبحوا في الجاهلية الثانية، وهي التي فيها كبرت العقول.. وجميع أهل الأديان، تفرقوا إلى فرق، جميعها هالكة إلا واحدة.. يقول المعصوم: ": افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي".. فالدين غير موجود الآن.. المسلمون نصلوا عن دينهم.. الدين الموجود هو دين العلمانية.. الدين يحتاج لبعث.. والفكرة الجمهورية، دعوة لهذا البعث، وبشارة به.. وهي عندها هذا البعث، لن يتم إلا ببعث السنة ـ طريق محمد ـ ولن يتم إلا بإذن التطبيق، وظهور المأذون. ها أنت هنا أيضاً، تبعد الدين، وتبعد طريق محمد.. العقل مهما كبر، فهو لن يستطيع حل مشكلات الإنسانية المعاصرة، إلا إذا بُعث فيه الدين.. وهو قد فشل بالفعل.. والعقل القائم، هو في مستوى الحياة الدنيا _عقل معاش_ ولا يستطيع أن يتخطى هذه المرحلة إلا بالدين، بطريق محمد.. لقد أنتهى عهد الفهلوة، فلا بد من الفكر!! الفهلوة تقوم على الخدع، وهذا ما يقوم عليه تفكيرك كله!! ونذكرك، ونذكر انفسنا، بأنه قد حدث أن أوقف الأستاذ محمود النشاط، لأن أحد ردود الأخوان التي نقلت له في الانطباعات، قال عنه الأستاذ أنه فهلوة، وطلب من الإخوان والإخوات، أن يرجعوا لقراءة كتبهم!! أهل الكتاب هم أول من نصل عن الدين.. وهم ببعث محمد صلى الله عليه وسلم، أصبح دينهم باطل، لا يؤدي إلى أي شيء.. وقد سبق الحديث في ذلك، ونحن نكرره، كلما تكرر قولك عنهم!! قلنا أن من المغالطات المنطقية، التي يستخدمها د. القراي، هي اللعب على الكلمات، خصوصاً الكلمة الواحدة ذات الدلالات المختلفة.. وكنموذج لذلك، كلمة (احسان)، فهي تعني (مرحلة الإحسان)، وهي المرحلة الثالثة، من مراتب الإيمان، وهذا معنى محدد.. واحسان تعني المعنى العام للكلمة.. وهذه مجالها واسع، ويشمل حتى مرحلة الاسلام الأخير.. ولكن كلمة الاحسان في هذه المرحلة، لا تعني المعنى الاصطلاحي، والمعنى الاصطلاحي لهذه المرحلة هو (الإسلام) الأخير، وهو يكون فيه احسان، كما هو في جميع المراحل، بعد (مرتبة الاحسان) عند أمة المؤمنين.. في المعنى العام، يقول المعصوم: "إن الله كتب الاحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته..".. يقول د. القراي: "إن ما ذكره خالد أعلاه هو حجة عليه وليست له!! فالآية التي أوردها تقول بأن أهل الكتاب ليسوا على شئ، حتى يقيموا أديانهم، ولم تقل أنهم ليسوا على شئ حتى يتبعوا طريق محمد!! فحسب الآية، التي أتي بها خالد نفسه، إنهم لو كانوا صادقين في اتباع أديانهم، لحققوا قيماً رفيعة، ولما شاقوا النبي صلى الله عليه وسلم.. ولهذا دعتهم الآية لإتباع أديانهم بصدق..".. قوله: "ولم تقل أنهم ليسوا على شئ حتى يتبعوا طريق محمد!!".. قول خاطيء، فهم، في ذلك الوقت ليس المطلوب منهم اتباع طريق محمد، وإنما المطلوب منهم اتباع شريعة محمد.. الشريعة وليس الطريق _السنة.. ويقول: "ولهذا دعتهم الآية لإتباع أديانهم بصدق، ولو كانت أديانهم لا فائدة فيها، وإنها قد انتهت بمجئ الإسلام، لما دعاهم القرآن لإقامتها في حياتهم..".. الآية لم تدعهم لاتباع أديانهم بصدق، هذا من عندك.. لا يمكن أن تتم دعوة لاتباع الأديان السابقة، بعد بعث النبي.. الآية تتحدث عن خبر.. لو أنهم أقاموا الإنجيل والتوراة، ولكنهم لم يقيموا!! وهم لو أقاموا لاتبعوا محمداً.. لو أقاموا التوراة والإنجيل في وقتهم، وليس بعد بعث محمد.. يقول د. القراي: "فالخلاصة حسب ما ذكر الأستاذ، هي أن هلاك من هلك من أهل الكتاب ليس سببه عدم إتباع طريق محمد، وإنما سببه مخالفة وراءه..".. مرة أخرى، ليس اتباع طريق محمد، وإنما اتباع محمد في شريعته.. ثم إن السبب الوراء ذلك، هو عدم اقامتهم لأديانهم، أو خيانة أمانة التوراة والإنجيل.. هذا هو السبب في عدم اتباعهم لدعوة محمد _الشريعة.. هذا لا خلاف حوله، ولكن د. القراي يقول: "فهل هذا أقرب الى رأيي أم رأي خالد؟!".. هو لا علاقة له برأيك.. وخالد ليس صاحب رأي في هذا الأمر، وإنما يذكر ما ورد عن النبي وعن الأستاذ محمود.. وأنت تفسر الآية من عندك، وتزعم أنها تفيد ان أهل الكتاب بعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم، يمكن أن يكونوا على شيء.. وأوردنا لك نفس تفسير الآية، ومناسبة نزولها، وقد ورد فيه قول النبي لسلمان، عن أهل الكتاب "يا سلمان، هم من أهل النار".. وأوردنا لك قول مطول للأستاذ، جاء فيه: "اليهود: هم خير من في الأرض، لمن جاء المسيح أصبح ما عندهم ظلام.. نورهم ظلام، إلا إذا اتبعوا المسيح.. المسيحيين: كانوا خير من في الأرض، لمن جاء محمد أصبح نورهم ظلام.. إذا ما اتبعوا محمد ما عندهم شيء!!".. وتقول لي أنت أقرب لقول الأستاذ!؟ هنالك لف ودوران كثير جداً، حول هذه النقطة.. والأمر الواضح أن اليهود والنصارى ليسوا علي شيء، بعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم.. إذا عندك أي شيء خلاف ذلك، فأنت تناقض به ما أوردناه لك من أحاديث النبي وأقوال الأستاذ محمود.. أما تخريجاتك الخاصة، المعارضة لما جاء به محمد، فلا قيمة لها، ولسنا في حاجة إليها!! النقطة الأولى التي بدأ بها د. القراي، بعد نقاطه السبع، حول ملابسات كتابته، جاء فيها: "وأول ما أود الإشارة إليه من خلل، في فهم الفكرة، هو تعليقه على النص المأخوذ من كتابتي..".. ما هو هذا الخلل في فهم الفكرة؟ هذا الخلل هو زعمه أنني قلت أن الدعوة في مستوى الرسالة الأولى لم تقم على الاكراه!! هذا، إذا حدث، ليس مجرد خلل في فهم الفكرة، وإنما هو خلل في الفهم العام، وفي فهم أبسط وأوضح الأشياء في تاريخ الإسلام!! من أين جاء د. القراي بهذا الخلل!؟ جاء به من تعليقي على قوله: "ويمكن لأي شخص معاصر، أن يدعى لتحقيق كمالات محمد الإنسان، دون أن يفرض عليه منهاج محمد النبي في العبادة، بما يحوي ذلك المنهج من طرف العقيدة، ولا أعني بالفرض هنا الإكراه الذي كان في الرسالة الأولى من الإسلام..".. وجاء تعليقي: "أولاً الدعوة ليس فيها إكراه لا في مستوى الرسالة الأولى ولا أي مستوى..".. واضح جداً، بصورة لا يمكن أن يكون فيها لبس أن كلمة (دعوة) في قولي، ترجع إلى قوله: "يدعى إلى طريق محمد الإنسان..".. قلت له هذه الدعوة _لمحمد الإنسان، ليس فيها اكراه، لا اكراه في مستوى الرسالة الأولى، ولا أي مستوى.. فالحديث عن الدعوة لطريق محمد، والتي هي موضوع الحديث.. ولكن د. القراي جعل كلمة (الدعوة) ترجع إلى الدعوة للإسلام في القرن السابع، فقال: "والحق أن الدعوة في مستوى الرسالة الأولى، خلافاً لما قرر خالد، قد قامت على الإكراه..".. يقرر هو، وينسب قراره لي، ثم يذهب لينقده!! ويقرر أن هذا خلل في فهمي للفكرة.. كانت هذه هي البداية، وواصل هذا الأسلوب، وهو أسلوبه العادي بتفانين مختلفة.. فمن يحرف الكلام بهذه الصورة، ليس مؤتمناً علي أي شيء!! يقول د. القراي: "ولكن الكمالات كلها إنسانية..".. ويقول: "وإلا فليخبرنا خالد ما هي الكمالات غير الإنسانية، التي يمكن أن يحققها غير المسلمين؟!".. الكمالات غير الإنسانية، هي الكمالات البشرية، أو كمالات بني آدم، وهي أي كمال دون مرحلة الإنسانية _المرحلة الرابعة من مراحل التطور_ أو دون مرحلة: العقل والجسد المتسقين، أو دون مرحلة التخلص التام من مرحلة الحيوان فينا!! هذا ودمتم جميعا في حفظ الله، وحتى نلتقي في الحلقة الثالثة والأخيرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة